مصرف ببسي كولا المركزي

مصرف ببسي كولا المركزي

بقلم :: عبد الرزاق 
87 مليون دولار اعتمادات لشركة ببسي كولا وبالسعر الرسمي، يعني تحويل أكثر من 120 مليون دينار ليبي بسعر واحد فاصل أربعة.
ليس مهما ما إذا كان مشروب الببسي كولا، يسبب هشاشة في العظام، أو هشاشة في المخ، ولكن هناك سؤال أزعم أنه مهم:
لنفترض أن الببسي كولا حصلت على الدولار بسعر أربعة فاصلة أثنين، بدل واحد فاصلة أربعة، فما النتيجة؟
يعني شركة ببسي كولا سوف تدفع قيمة زائد تتخطى الربع مليار دينار ليبي، مقابل نفس الرقم من العملة الأجنبية.
فهل حرام على خزينة الدولة الليبي عائد يتجاوز الربع مليار دينار؟
شركة ببسي كولا سعرت منتوجاتها حسب سعر السوق الموازي، لتجني أرباحا تتجاوز الربع مليار دينار، بعد خصم فاتورة الكوميشن المحتملة.
ربع مليار دينار يساوي أكثر من نصف احتياجات المستشفيات العامة كمستلزمات طبية، ودوائية، يجد المرضى أنفسهم مجبرين على توفيرها.
وربع مليار دينار تساوي ضعف احتياجات التعليم العام من لوازم تعليمية، بما في ذلك الكتاب المدرسي.
القصة ليست شركة ببسي كولا، رغم أن هذا السخاء، في هذا الوقت يفتح أكثر من سؤال، ولا يجد نصف جواب.
هناك أكثر من ستة مليار دولار هي حجم اعتمادات التوريد للقطاع الخاص، وبسعر واحد فاصل أربعة للدولار، وقد تم تنفيذها بمعدل انحراف يصل إلى ثمانين بالمئة، أي أن أربعة أخماس التوريدات، عبارة عن سلع لم تدخل السوق الليبي، وأخرى جرى بيعها وفقا لأسعار السوق الموازي.
(طيب) إذا افترضنا أن أربعة مليار من الستة، تم حسابها بسعر صرف أربعة دينار فاصل أثنين للدولار، فما النتيجة؟
ـ سوف يتحقق عائد لخزينة الدولة من خارج الميزانية، بقيمة تتعدى العشرة مليارات دينار، لمعالجة المختنقات المختلفة.
ـ سوف تضخ كتلة نقود بقيمة أكثر من عشرة مليارات في المصارف، تعالج أزمة السيولة.
ـ سوف يرتفع أداء الدينار أمام العملات الاجنبية، وتتحسن أسعار السلع بصورة أفضل، وخاصة مع توفير السلع الاساسية والأدوية، عبر قنوات عامة، وتحت رقابة صارمة، وبواحد فاصلة أربعة.
حجة مصرف منذ أكثر من عام، أنه لا يريد أكثر من سعر صرف واحد للدينار، بينما في الواقع الآن لدينا أكثر من خمسة أسعار، ولا يوجد بينها سعر حقيقي تعادلي للدينار، بسبب تعقيدات وتشوهات كثيرة في الاقتصاد.
فالدولار في مصرف ليبيا يساوي واحد فاصل أربعة، وعلى بعد أمتار منه في سوق المشير يتخطى الثمانية، وفي المخبز يساوي أقل من دينارين، وفي محطة البنزين يساوي نصف دينار.
الكلام عن تحريك أسعار الصرف بشكل مرشد، كلام قلناه منذ أكثر من عام، وخلال هذه المدة، خسرنا الكثير من الأموال، وخسرنا الكثير من الوقت، وتكبدنا الكثير من العذابات.
المحافظة على الاحتياطي من النقد الأجنبي مهم جدا ووطني جدا، ولكن هذا ليس كل شيء، ولا يمكن أن يستمر التعنت، والمزاجية الحادة في إدارة مركزي طرابلس، ولا العبثية في مركزي البيضاء.
لابد من توحيد المؤسسة البنكية، ولابد من أنهاء حالة الجزر المعزولة بين الأدوات السياسية، والاقتصادية، والنقدية.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :