وجّه مدير مكتب السياحة ببني وليد عبدالله الناكوع، عبر «بوابة الوسط»، نداء عاجلاً إلى الجهات المعنية والمختصة للعمل من أجل إنقاذ مدينة بن تليس الأثرية التي تعاني عبث الطبيعة والإنسان.
ودعا الناكوع، في تصريحه اليوم الثلاثاء، وزارة السياحة ومصلحة الآثار والمهتمين بالآثار وكافة الجهات المسؤولة، إلى زيارة موقع مدينة بن تليس الأثرية وتشخيص حالتها.
وتقع المدينة في بني وليد على بعد تسعة كيلومترات عن حافة الوادي الشمالية؛ حيث ترتفع عن مستوى سطح البحر بجدود 212 مترًا على ربوة صخرية من الحجر الجيري الصلب، يحدها من الشمال حي العطيات ومن الجنوب وادي بني وليد ومن الشرق حي اليعاقيب ومن الغرب حي المغاربة.
وتحدثت بعض الكتب التاريخية بأن أحمد أبوتليس القيرواني هو مؤسس الأسرة الحاكمة للمدينة وأنه كان رجلاً عالمًا وقع خلافًا بينه وبين بعض العلماء في أفريقيا ورموه بألفاظ كبيرة وكتبوا بذلك إلى حاكم البلد فخاف على نفسه فهرب هو ومن معه إلى طرابلس عن طريق البحر ووصل إلى بني وليد ومكث نحو سبع سنوات. وهو معدود من تلاميذ عبدالسلام الأسمر، اجتمع به وأخذ عنه بعض العلم، وبقي في بني وليد إلى أن سمع بوفاة الأمير الذي كان يخاف منه فرجع إلى القيروان ومات هناك ولم يذكر أحد تاريخ مجيئه إلى بني وليد بالتحديد ولكنه في أيام الشيخ عبدالسلام الأسمر في المائة التاسعة الهجرية، وقد ترك أولاده في بني وليد ولمدة سبع سنوات وهم أصل أولاد بن تليس ولازالوا يعرفون بهذا اللقب ويبدو أن أبناءه الذين تركهم بمنطقة بني وليد هم من أسس المدينة المعروفة بمدينة بن تليس الإسلامية لأن فترة بقاء أحمد أبوتليس لمدة سبع سنوات ببني وليد كما جاء في في المصادر.
ومن أهم معالم المدينة (قصر الحاكم) أو ما يعرف بقصر بن تليس الموجود في القسم الغربي منها والذي يشرف على وادي بني وليد مباشرة، والمسجد والمقبرة، بالإضافة إلى آبار المياه وبعض الشوارع التي تربط بين المنازل داخل المدينة.
وتشبه طريقة البناء داخل المدينة والقصر إلى حد كبير طريقة البناء في المدن الليبية بالمناطق شبه الصحراوية التي تعود للعصر الروماني من القرن الأول الميلادي وحتى القرن السادس الميلادي مثل مدينة فرزة وقصور وادي خنافس وشعبة أم الخراب والمردوم ونفد وهو أسلوب ليبي بالدرجة الأولى.