بقلم :: عبد السلام سنان
أحرُسُ حُقُولَ قَمْحُكِ الشَّاسِعة، أحْتَفِي ببهجة مواسم الحَصَاد، أتلاشى في غَمْرَةِ المساء الآيلُ للغروب، تَسْرِقُنِي إليكِ غِيْلة الليل، تَحْمِلُني صَوبَ ضوئكِ المنشور، وفُستانُكِ الدانتيل الأسْود، عبْقرِيَة الضياء، وجذيلَتُكِ الفحْمَاء، وعِطرُكِ يشْهَقُ بِبَرَاءةِ الفُتُونِ، يشْحَذُ سَطْوَتهُ على حافةِ شُباكِي الأنيق، معاً نُدَشِنُ سُمُوَّ الليل، نحتسي قهوة التجلي، زحمة حُرُوفُكِ المكتظة بالبيانِ المُغنَجِ، تَزْحَفُ على مَسَارِبِ وحشتي النَّزِقَةِ، في غِمارِ الوَجْدِ أُعاقرُ نُسكُكِ المُهابْ، ورائحة حِبْرِي تَحُجُّ شطر محرابكِ، يرتِلُ شَهْوَة الهَوى المُذابِ، وعلى كَتِفِ الليلِ، أمَشِطُ فيْضَ القصِيدِ، مَا أبْهَى عيْنَيْكِ الغائِمتَيْن، كخَيْمةٍ عرَبيةٍ خجُولةٍ، إيقاعُ هَمْسُكِ يُدَغْدغُ سَكِينَتي، وعِطْرُكِ باذِخُ الإغواء، كالحَفِيفِ فوق مَتْنِ الوِدَادِ، ولِيمَةُ الإنتظارِ تَرْعَفُ الحنِينَ لبَيادِرِ الحُبِ، أشُدُ إليكِ أشْرِعة التّمَنِي، فَاضَ إليكِ الشّوقَ وزَاغَ عَنِيَ البِصَرُ، رِيَاحُ النّوى تهشِمُ مِجْذَافَ الغرور المُتسَرْبِل، وغيْثُ النَشْوة يُذِيبُ مِلْح القُحْط، ضُمِي عَنِي كَفُّ الغُمُوض، على أعْتَابِ شَوْقِيَ الدافِقُ، تَتَكسَّرُ أفعال الترجي، نَقَشْتُكِ على غُصْنِ الصفصاف، ملحمة أسطورية، قبل ميلاد الصباح، تَدَلّتْ مِنْكِ عناقيد اللقاء، وثَمِلتُ من خَمْرُكِ قبل الإرتواء، أشْرَعْتُ نوافذ التجلي، كسراللقاء شُعْث الظنون،تُراودُني أنفاسُكِ العسجدية الغامرة، يا ُروحَ الصَبَاح أنْتِ كقهوتي المُضَمَخَةِ بالحِكمَةِ، سَأهُشُ بِقُدُومُكِ العاطِرِ، على خَيْبَاتِ أحلامي، أتَوَكَأُ على عُكازِ لهفتي، الفاردة جناحها لهامشِ الألقِ، ألوكُ مرارة الفقد اللعين، أنفثُ كل ذنبي وهمي، كلُفافَة تبْغِي الحانِقْ، أسْحَلُها بِشَفَتَيَّ الغاصَةُ بِالدِمَاءِ، وأراكِ تنبَجِسِي من ثُقُوبَ الناي الحزين، بزُوغُكِ يقُضُّ جفْنَ ذبولي، سأظلُ أمارسُ إنتظاري، وأحرسُ حقولكِ الملآى، وإن كانت لغيري السنابل …!!