شعر :: ميثاق كريم الركابي/العراق
يسألني مَنْ أنت؟
أنا وهجٌ سرقتهُ النارٌ
ونافذةٌ تطلُّ على الأسرارِ
وأصابعُ طفلٍ تُلملمُ أصدافَ المحَارِ
أنا فرَحٌ يشكو الغيابَ
وغيمةٌ أمطرَتْ فعانقَتْ بشغفٍ الترابَ
أنا عطشٌ ببلدِ الماءِ
وفقرٌ توسّدَ البلاءَ
أنا مَنْ رهنْتُ الجرحَ بسبائكِ الإنكسارِ
ونقرْتُ دفوفَ الحزنِ بكفوفِ الإعصارِ
أنا روحٌ ضيّعتْها ضربةُ نرْدٍ
ففازَ عليها الزمانُ
أنا مَنْ عاشَتْ ببلدِ الحروبِ
وتصدّأَ شبابي من أهوالِ الحروبِ
أنا قبرٌ ضمَّ رفاتَ وَطني
وصندوقٌ لملمَ حسراتِ الأيتامِ
شهقاتي أجيالٌ من الدّمارْ
وزادي خيالٌ أعرجٌ
وغدي بقبضةِ المجهولِ
أنا مَنْ تغلغلَتْ بملامحِ وطني
حتّى صارَتْ روحي تشبَهُ العراقَ
أنا مَنْ أسكرَتْ آدمَ بالحرفِ
وصفعَتِ استبدادَهُ بالحرْفِ
وأرجعتْهُ طفلاً مدلّلاً بالحرْفِ
أنا مَنْ عصرْتُ الليلَ خمْرا
ورشفْتُ العشقَ جنوناً وشعْرا
أنا شطوطُ الأخطاءِ
وقرابينُ وصلاةٌ
أنا مَنْ تورّدَتْ شفاهي بالظّلالِ
وتكورت غيمتيَّ رغم الأعراف
متخومةٌ بالشعرِ والأنوثةِ
منذ أنْ ظفرَتْ بالتفاحة حوّاءُ
فلتسقطِ القضبانُ…
وليسقطِ السجّانُ…..
أنا….عشتارُ النساء