من رواية دمع أسود

من رواية دمع أسود

عثمان الأطرش

في لمح البصر حضرت سيارة الأجرة والشبل يلمع في مقدمتها ( العلامة المميزة لسيارة بيجو الفرنسية ) غريب أمر سواق التاكسي هنا ، وهناك  أيضا في بلدي يقرؤون نوايا الناس، يعرفون المتعب والمتعجل والمريض والخائف فيقفون قبل الإشارة ويعلمون بحاسة تخصهم من ينتظرهم ومن ينتظر الحافلة أو سيارة خاصة . لعل الدربة والتمرس يصنعان في الانسان مهارات خارقة  .

لم يشتعل فتيل الحديث بيننا كأن ماء باردا أخمد حماس حسن وحبوره. ربما أحس بالذنب  فغمره ما  يشبه الحزن فبدا وجهه أكثر سمرة وخبتْ جمرة خديه المتقدة . الحقيقة أنه كان لطيفا  وفي نظراته عفة أخطأت غيره. رأيت في كلامه وإشاراته طهر الطفولة ونقاء، بدا لي صادقا. ولكنني لم أكن مهيأة لهذه الجولة حتى الرّيح خذلتني خلتها ستنقذني فأربكتني …

أحستْ بألم في قدميها وهي تصعد الشارع  قال حسن إنه شارع ألكسيس لورين  هو عين المدينة التي لا تنام ولا تدع الزائر ينام . بعد قليل  يفضي المسير الى مركّب تجاري بهي  يدعى غاليري لافايات . فيه كل ما يسر العين ويبهج القلب ويسعد الخاطر. سألته أن يعودا فحدثها عن مباهج الموُلْ المقصود وتغنىّ بما يحوي ويبهر . أعادت نفس السؤال فوقف ونظر اليها جادا

ـــ لعلي أزعجتك . سعدية

ــ أبدا

        ـــ بلى نظراتك وأنفاسك تحكي انزعاجك

ـــ الحذاء ولا شيء غيره

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :