من كتاب ” نصوص الصّين”

من كتاب ” نصوص الصّين”

محمد بوحوش

-1-

الجِبالُ الشّاهِقةُ المَكْسوّةُ بالخُضرَةِ،

السُّحبُ المنْفرِجةُ كأكْيَاسِ القطنِ المرْميّةِ هنَا وهناكَ،

أحيانًا تترَاءَى أقواسُ قزَحَ بينَ فوالجِ الجِبالِ،

الطّبيعةُ في جَنوبِ الصّينِ تذكِّرُني بمَشاهِدَ لا تُستَعادُ

إلاّ لِمَامًا بجِبالِ ” البيرِينِي” وأنَا في طرِيقي

إلى مُقاطعةِ ” لانْدورَّا”  ذاتَ خَريفٍ منَ العامِ 1999.

– 2-

 لوْحاتُ الأطفالِ  في معْهدِ “يورقْ  كويجينْ”

 بمقاطعةِ «يُونقْسيو”

مَطليّةٌ بالألوانِ الزّاهِيةِ،

تلكَ اللّوحاتُ قلائدُ أملٍ مُعلّقةٌ علَى الجُدرانِ

يكادُ سَنَا ألوانِهَا يَقولُ: مرْحَى، مرْحى بالحَياةِ،

أوْ هوَ يَهْتفُ بأصْداءِ الإنْسانِ

 الصّينيِّ على هذهِ الأرْضِ مُنذُ عُهودٍ.

 -3-

  أشْرقَتْ في وجْهي الطّالِبةُ “كارُولينُ”

مَدّتْ لي يدًا مُطفأةً، ثمّ قالتْ: نلتقِي

ذاتَ يومٍ، أجبتُ: سَيحْدثُ “كارولين”.

عبَرتْ بينَنا كِذْبتانِ ثمَّ افترَقنَـا …

هيَ إلى بيتِها في أقاصِي “بيكينَ”

وأنَا إلى مطارِ الدّوحةِ أتَهجَّى الطّريقَ.

-4-

 ماذا يفعلُ كاتبٌ مثلي في مدنِ الصّينِ الجديدةِ

يمشي وئيدًا، وحيدًا ويدندنُ أغنيةً لأمِّ كلثومَ،

–  يحدثُ ذلك غالبًا في جولةِ ما بعدَ الغروبِ –

يتوقّفُ أحيانًا كي يتثاءبَ أوْ يتساءلَ،

ثمّ يسلكُ شارعًا لا يؤدّي إلى قصيدةٍ،

ويعودُ بخفّيْ خيبةٍ…

يبدو ألاَّ شيْءَ يُوحي بالشّعرِ في شَوارعِ “بيكينَ”

لكنّي كذبتُ عليَّ هذه المرّةَ، وكتبتُ ..

كتبتُ هذي القصيدةَ في شارعِ “جنقشين” بِ “بيكينَ.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :