مهرجان الخريف في هون .. رسالة من قلب الوطن “ليبيا خير… و خريفها غير”

 مهرجان الخريف في هون .. رسالة من قلب الوطن “ليبيا خير… و خريفها غير”

فسانيا :: ربيعة حباس :: علي نصر الدين

في إحدى واحات الجفرة المتربعة في قلب الوطن والتي يتربع الوطن في قلبها انطلقت بمدينة هون فعاليات مهرجان الخريف الدولي في دورته الـ21 تحت شعارليبيا خير..خريفنا غيرمحتفيا بعراقة التراث والفن الأصيل لهذه المدينة خاصة و بقية واحات الجفرة عامة , فسانيا كانت متابعة لهذا الحدث الثقافي المتنوع والمتوارث بين الأجيال و وثقت بالقلم والعدسة ما حفل به من فقرات

بداية كان اللقاء مع عثمان مسعود مدير الدورة 21 لمهرجان الخريف الدولي حيث قال هذه الدورة تم تنظيمها في ظروف صعبة جدا ، فمعظم الدعم أهلي ومن أبناء المنطقة إذ أننا لم نستلم دعما من أية جهة رغم الوعود التي تلقيناها من الجهات العامة .

و استجابة لدعوات أبناء هون وإصرارهم على المحافظة على استمرارية المهرجان قررنا تنظيمه وشكّلنا 13 لجنة لتنسيق العمل ،وأضفنا لهذه الدورة لجنة جديدة سميت “لجنة نشاط المرأة” تهتم وتوضح ما تتميز به المرأة الهونية من نشاطات اجتماعية وثقافية وإبداعية في مختلف لمجالات لإظهار عراقة ودور المرأة هنا على مر السنين .

ماذا يعني استمرار الدورة ؟

استمرارها يعني عيدا لهون المدينة وأهلها وهي رسالة للجميع بأن ليبيا ثقافة وفن وحضارة ونسيج اجتماعي وليست رصاصا وجبهات قتال .

كيف ينظر الجيل الجديدة لمهرجان الخريف؟

الأجيال الجديدة في انتظاره وهم في سؤال دائم عن موعد انطلاقته ، ويصرون على استمراره لأنهم محتاجون للحظات الفرح والبهجة التي تغمر الجميع من مختلف الأجيال وهذهه المشاعر موجودة من أول دورة انطلقت سنة 96 بمجهود مجموعة من المهتمين بالموروث الثقافي في المنطقة الوسطى ثم تأسست اللجنة الأهلية الدائمة لمهرجان الخريف الدولي وهي تشتغل طول العام للتجهيز للدورة الجديدة في شهر أكتوبر من كل عام .

هل هناك اختلاف في نسبة الاستعدادات بين دورة و أخرى؟

لا يوجد ذلك بنسبة كبيرة ، فنحن مازلنا نتوارث من أصحاب هذه الفكرة الحماس والإصرار على الاستمرارية

اشتكى كثير من الضيوف من سوء التنظيم خاصة في عملية الاستقبال والإقامة فما تعليقك؟

حقيقة كان مكان استقبال الضيوف وإقامتهم قريب من مكان إقامة  المهرجان ولكن الفندق الذي كنّا معتمدين عليه لم يعد مناسبا ، كذلك المجمع السكني الذي كنا نعتبره بديلا للفندق لم نتمكن من الحصول عليه مما اضطرنا للاستعانة بالاستراحات البعيدة وهذا ما سبب تعبا للضيوف ومتابعي المهرجان .

هل كانت استعداداتكم أضعف من عدد ضيوفكم؟

نحن كلجنة للمهرجان لدينا قائمة بأسماء الضيوف ومن أبدوا استعدادهم للحضور و حصرنا عددهم إلا أن عددا من حضروا دون التنسيق معنا سواء من المنطقة أو خارجها هو ما سبب الربكة  التي لاحظناها في الاستقبال إضافة إلى ضعف الإمكانيات التي حالت دون قدرتنا على إرضاء الجميع و لكن يكفينا فخرا أن هون لازالت قبلة عشاق الوطن ويعتبرها زوارها واحة أمن وسلام وهذا يزيد من إصرارنا على التمسك بإقامة مهرجان الخريف.

تجولت عدسة فسانيا رفقة المتألق علي نصر الدين في أروقة المكان تجاوزت حدود الزمان ، ورتابة اللحظات الجامدة رافقت الابتسامات الندية على محيّا صغيرات هون الجميلات ، فكان الوقت أقصر بكثير من حجم الحلم الكبير .

كان المهرجان عرسا وطنيا بديعا التقت فيه ليبيا التي أنهكها الوجع وقسمتها النوائب فمن أقصى الشرق ومن بين الضيوف الأعزاء الفنان التشكيلي أحمد التاوسكي.. من مدينة طبرق حدثنا عن رحلته الشاقة الممتعة  قائلا :

حملت أعمالي “8 لوحات” من طبرق قاطعا مسافة 1029 كيلو مترا لأشارك ولأول مرة في مهرجان هون الدولي .

كانت رحلة فيها مغامرة وإصرار على الوصول إلى الجفرة ، فالفنان الحقيقي يتميز بالإصرار والتحدي لإيصال رسالته ، وأعتقد أنني كذلك  فلم أترك لأية عقبة فرصة لعرقلة وصولي لهون وللمهرجان.

كنت أود إيصال رسالة وكانت رسالتي  للحضور وللمهرجان وللوطن هو أن لدينا شبابا فنانين مبدعين في أقصى الشرق والجنوب والغرب الليبي لم يجدوا الدعم والثناء والاهتمام من الجهات المسؤولة هذا الاهتمام الذي يزيد من الإبداع بطبيعة الحال .

ونحن في الشرق الليبي و بالتحديد في طبرق نعاني من التهميش عكس ما يجده إخوتنا في المنطقة الغربية وقد لمست هذا بنفسي عندما شاركت السنة الماضية في معرض مصراتة حيث الحفاوة والترحاب الصادق والاحتفاء بالفنان و أعماله عكس مدينتي طبرق التي لم أجد منها أي تقدير و لو بشهادة تكريم بسيطة .

يستكمل التاوسكي سرده مبديا ملاحظته عن التنسيق بكثير من الود قائلا :

لاحظت في مهرجان هون أن التنظيم والتنسيق بين اللجان ضعيف جدا و لا يوجد تواصل مع الضيوف و قد نقلت هذا للجنة المنظمة والمشرفة التي أرجعت السبب لسوء الظروف لكني أؤمن بأن التنسيق الصحيح يخرجنا من الموقف بأقل الخسائر فأتمنى أن تؤخذ ملاحظتي الأخوية بعين الاعتبار .

واختتم التاوسكي حديثه معنا  لقد استمتعت بما اطلعت عليه من ثقافة المدينة ونخيلها و رمالها الساحرة التي كنت لا أراها إلّا في الصور و القنوات والفيس وسأنقل ما شاهدته على لوحاتي الجديدة.

الهواء هنا أكثر عذوبة ، رحابة قلوب السكان الشاسعة تمنحك وطنا ، وسكنا ، وبوابات عبور بلا حواجز للقلوب قبل البيوت ، هنا حتى الجدران تبتسم لك ، تغازلك الشمس الودود ، تحتفي بك الرمان الذهبية .

وفسانيا تواصل رصدها لتفاصيل المهرجان وتقتنص لحظات البهاء فيه نلتقي الفنانة التشكيلية صفاء سالم حصن.. مشاركة في معرض الرسومات والتصوير بعدد 5 لوحات فنية بديعة ، صفاء شاعرة أيضا حيث قدمت قصيدة شعرية في الملتقى الشبابي الفني الثقافي لخريف هون .

قالت  حضرت وشاركت كغيري من أبناء مدينتي هون وبوجود شباب ليبيّ من عدة مدن ليبية من شعراء و كتاب و أدباء و خبراء في الفن والثقافة حتى تتبادل الأجيال الخبرات و يستفيد الجيل الجديد من الذين سبقوهم .

وأضافت : مهرجان هون أعطاني براحا جميلا يكبر معي عاما بعد عام ويساعدني  في فهم ذاتي والتواصل مع الجميع ولا أبالغ إن قلت مهرجان هون أنتظره بكل حب منذ كنت طفلة و أنا اشارك في فقراته حتى أصبح جزءا من خارطة حياتي الثقافية والاجتماعية التي أفتخر بها مثلما أفتخر بمدينتي هون .

التقينا بالفنانة : سارة حصن التي بادرتنا بالقول هي مشاركتي الأولى في مهرجان الفنون بعدد 5 لوحات .

وأكدت : أغلب رسوماتي “ديجيتل” وكل واحدة تحكي حدثا معينا ، منها لوحة السماء التي رسمتها إهداء لصديقتي عاشقة السماء و الورود .وعن المهرجان وبمطلق الحب تحدثت قائلة أما مهرجان هون فقد ولد فينا حب المدينة حتى أصبح عشقا، و والدي دائما يردد على مسامعنا أن هون مدينة مميزة ، فهي تصنع الفرح وكل من يحبها سيخدمها تطوعا و لاينتظر مقابلا .

وتمنت سارة أن ينجح المهرجان في إيصال الرسالة الإيجابية المملوءة فرحا و تفاؤلا .

ولازلنا نقتنص الدهشة ونتعمد ترصد الفنانين ومن مدينة سبها عاصمة الجنوب التقينا الفنان التشكيلي حمزة أحمد الذي قال : شاركت بعدد 25 لوحة في مهرجان هون ، منها لوحة الغزالة المجسدة لتمثال الغزالة التي كانت في ميدان الجزائر بطرابلس .

وقد أزعجني كثيرا اختفاؤها فهي لمسة جمالية رائعة للعاصمة ، وقد عبرت عمّا في نفسي بلوحة فنية مزجت فيها الألوان الباعثة على الأمل ، كما تعتبر لوحة الحصان الأسود من أقرب اللوحات إلى نفسي ، فهي انعكاس عن الوضع الذي تعيشه سبها من حزن ومعاناة ، وما تتميز به من قوة وصبر وهذه من صفات الحصان الأصيل .

عدنا للجنة المنظمة والتقينا إبراهيم فكرانة.. أحد أعضاء لجان مهرجان الخريف السياحي و منوط بلجنة الإخراج والإشراف على افتتاحية المهرجان المبتدئة بعروض فنية تساعد المتابع في الاستمتاع بمشاهدة برنامج المهرجان بكل ارتياح وانسجام وصورة واضحة وجلية قال فكرانة الإخراج يكون وفق المعطيات التي أمامي وهي ليست متكررة على 21 دورة بل متجددة ويتحكم فيها عدد العارضين

حاولنا قدر المستطاع أن يكون متنوعا ومختلفا في كل مرة ، حتى لا يشعر ضيوفنا وأهلنا هنا بالجمود والتكرار .

ختاما

كان يفترض أن تنشر هذه المتابعة في العدد السابق فوجودنا هنا كان للمشاركة وللتغطية لكن ظروف الاحتجاز التي مررنا بها عرقلت نشر الموضوع لكنها كانت فرصة جميلة لتقديم أسمى آيات الشكر لكل من دعمنا وساندنا حتى بكلمة.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :