نسرين البشاري :: نحن شعب مبدع وليس مجرماً

نسرين البشاري :: نحن شعب مبدع وليس مجرماً

فسانيا :: حنان كابو

مساحة نفردها لسيرة ذاتية خرجت عن المألوف والتقليد ، وامتطت أحلامها وتطلعاتها ، وخطت بيد العزم والإصرار ملامح لغد مشرق يحق له أن يتباهى بهن  ، نشأت المدونة والكاتبة والشاعرة ونائب رئيس اتحاد المدونين العرب سابقا نسرين البشاري .، في كنف جدها من جهة الأم ، تطلق عليه (بيت الثقافة والعلم والدين )حيث كبرت وترعرعت على عشق الكتاب

تستهل : البشاري في سردها الحميم قائلة “.. تعلمت من أخوالي الولع بالقراءة والمطالعة ،كانت لدينا مكتبة ضخمة ،أقضي الساعات بين رفوفها أتصفح هذا الكتاب وأقرأ بشغف ذاك ، وأنظر بإعجاب لصور المجلات ، حتى كبرت والكتاب هو أعز وأقرب الأصدقاء .”

تشير : أن حب الوطن فطرة يولد عليها الإنسان ،إما أن تنمو هذه البذرة لتكبر وتملأ قلبه أو يتم إهمالها حتى تذبل وتموت.

تستطرد قائلة ” كبرت في بيئة نمت على  الجانب الوطني والقومي والإنساني ، فكنت من صغري أتابع نشرات الأخبار وأتفاعل معها ، أتصفح الجرائد والمجلات السياسية وأشارك في نقاشات الكبار في السياسة وأبدي الرأي،أتفاعل مع كل حدث وطني سواء في ليبيا الحبيبة أو في الوطن العربي فكنت متعاطفة جدا مع قضايا الأمة كالقضية الفلسطينية وحرب الخليج وغيرها”

توضح :  السيدة نسرين أن دورها  السياسي والاجتماعي والتنموي بدأ مبكرا ،

” اختارني مدير مدرستي  الثانوية لإدارة المدرسة يوما كاملا عندما اكتشف شخصيتي القيادية فأراد تشجيعي وتوجيهي،. هذا الدور تبلور بعد أحداث فبراير فكان دورا خيريا اجتماعيا تثقيفيا أكثر منه سياسي ..

حيث أنشئت بعد 2011 وحتى قبلها عديد المواقع والصفحات الثقافية والاجتماعية هدفها توعية وتثقيف المجتمع والتعريف بحقوقه.

وأيضا تكوين مجموعات للعمل الخيري الفاعل على أرض الواقع كما شاركت في عديد المؤتمرات وورش العمل التي كان هدفها توعية وتمكين الشباب وبناء القدرات والتدريب في مجال حقوق الإنسان مع عديد المؤسسات والمنظمات المحلية والدولية “

تعد السيدة نسرين البشاري من النساء اللاتي برعن في عدة مجالات معا وعن الإنتاج الفكري والمؤلفات تقول “خلال هذه الفترة كان لدي بعض الإنتاج الفكري والمؤلفات ..

في 2007 أنشئت مدونة باسم (هذه تخوم مملكتي) كان لها صدى كبيرا في الأوساط الثقافية العربية ،ووصل عدد زوارها لأكثر من ربع مليون زائر ومن خلالها تعرفت على عدد كبير من الكتاب والصحفيين والمثقفين العرب وأصبحت نائبة لرئيس اتحاد المدونين العرب .. وأيضا مدونة (السياحة في ليبيا ..قمة الدهشة ) حيث كانت مرجعا لكل الباحثين عن السياحة في بلادنا الحبيبة …

كما أصدرت في 2011 ديوانا شعريا باسم (ثائرة متمردة ) بالإضافة إلى مجموعة قصصية حملت عنوان  (نقوش على رمال الصحراء ) وقصة للأطفال بعنوان (من يحب ليبيا مثلي )تعثر نشرها لأسباب عديدة ….وقبل 2011 سجلت كتابا في دار الكتب الوطنية بعنوان (دليل العروس الليبية ) وتم توقف نشره بعد الثورة .. وحررت كثير المقالات في عدد من الصحف والمجلات الليبية والعربية ..

وفي مجال الأعمال التطوعية والأنشطة الاجتماعية تستأنف حديثها قائلة “كان لي عديد الحملات الإلكترونية للتوعية بالحقوق الانتخابية والقانونية للمرأة الليبية وأطلقت حملة اجتماعية لرفع الروح المعنوية للشعب الليبي باسم (نحن شعب مبدع وليس مجرما ) وكان لها صدى إعلامي كبير ووقْع جيد عند شريحة كبيرة من الليبيين في مواقع التواصل الاجتماعي …

في عام 2014 أنشأت بمجهود ذاتي وبدعم من بعض الصديقات ..مكتبة وغرفة ألعاب للأطفال المرضى في مركز بنغازي الطبي ،وكانت فكرة جديدة في ليبيا نقلتها من الأردن الشقيق ونفذتها رغم الصعوبات والعراقيل في ذلك الوقت .

ثم بعدها بفترة بسيطة أنشأت غرفة ثانية لأطفال مرضى السكر داخل عيادة الأطفال في مركز بنغازي الطبي ايضا .

كما قمت بعمل مزاد على الكيك الذي أصنعه وأبيعه بأسعار عالية لصالح الأطفال المصابين بالسرطان ..

بدأت بشكل شخصي العمل على تأسيس مركز لعلاج الأطفال المصابين بالسرطان ولكن توقف العمل للظروف الأمنية في البلاد وفي الجانب العملي أنشأت أول مركز متخصص في ليبيا لتعليم فنون الكيك والحلويات .. ومن خلاله قمنا بتدريب عدد كبير من النازحات لتعلم مهنة يكسبن بها عيشهن فتم تكليفي كمديرة لبرنامج تمكين المرأة الليبية النازحة من قبل منبر المرأة الليبية من أجل السلام وأيضا تم تكليفي حاليا كمنسقة ليبيا للمعرض الرحال من قبل جمعية مبدعون بلا حدود العالمية ورئيسة وعضو في عديد المنظمات الليبية والعربية وأنا حاليا موظفة في مركز بنغازي الطبي حيث كنت من المؤسسين فيه قبل بداية عمله ولكن تم فصلي فصلا تعسفيا خلال سفري لعلاج ابنتي الفنانة هيا بن سعود رحمها الله ..

وأكافح اليوم بقوة لرجوعي لعملي في المركز ومحاربة القرار الجائر لأني صاحبة حق ولن أترك حقي ..

وعن أهم وأصعب المحطات في حياة السيدة البشاري تقول ” مرض ووفاة طفلتي الحبيبة التي رفعت اسم  ليبيا عاليا ،

وفازت بجوائز محلية وعالمية وعربية رغم صغر سنها،حيث عشت سنوات طويلة أكافح أنا وهي المرض ونحارب بكل قوة ولكن الموت كان أقوى منا ..فكانت أصعب محطة لم أستطع اجتيازها أبدا …

ولكن هذه المجنة جعلتني أشعر بالآم الناس وأحزانهم أكثر، وزادت من رغبتي في العمل الخيري والإنساني، لمساعدة كل إنسان يمر بمثل ما مررت به من ألم وحزن ثمة إخفاقات كثيرة واجهتني ومعقدة ،مثل كل الإخفاقات التي يمكن أن تمر بها أي امرأة ليبية لديها فكر وطموح وهدف في حياتها .

ولكن شخصيتي كامرأة لا تستسلم بسهولة هذا ما يجعلني أتقدم وأقف بعد كل سقوط وأنا أقوى وإيماني بأن الله خلقنا في هذه الحياة لنعمر فيها ونعمل ونفكر ونبدع ونحاول ..حتى لو فشلت ألف مرة ولكن يكفي شرف المحاولة”.

نختتم هذه الفسحة بسؤالي عن أحلامها فتسرد البشاري قائلة “أحلامي بسيطة جدا ..

لا تتعدى الحصول على وطن آمن ومستقر وأن أرى أطفالي وأطفال وطني آمنين سعداء بالحصول على كافة حقوقهم مثل كل أطفال العالم”.

 

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :