- آسيا الشقروني
كثيرين ممن يقولون نحن لا نحتفل برأس السنة، وهذا عيد الأجانب وما إلى ذلك، ولكنني أقول ومن كل قلبي مهما حاولنا ومهما أكدنا على هويتنا ومهما حاولنا سماع الشيوخ ينهرون عن الاحتفال بهذه المناسبة وغيرها من المناسبات المستجدة، نجد أنفسنا مرغمين بتمييز هذا اليوم عن غيره من أيام السنة. وذلك يرجع لأسباب عديدة أولها وأهمها إننا دائما وأبداً نؤرخ بالتاريخ الميلادي ، وحتى بدون إحتفال تجد نفسك تذكر هذا التاريخ في كراسات أطفالك ومواعيد إمتحانتهم، في تاريخ إجازتك، وحتى مواعيد الأفلام التي تتابعها وترى الدعاية لها على شاشتك. لذلك شئنا أم أبينا سيكون هذا اليوم يوم مميز بالنسبة لتاريخ أيامك، على عكس تواريخ أخرى ربما تمر مرور الكرام بدون أي تأثير، حتى لو كان عيد ميلادك الشخصي، الذي يمر أحيانا دون أن تشعر بيه أو توليه أي إهتمام، على عكس تاريخ السنة الميلادية الجديدة التي حتى عندما يسألنا أحد عن عمرنا أو عمر أحد أطفالنا نجد أنفسنا نبحث عن السنة الميلادية لحساب هذا العمر أو ذاك. وبعد كل هذه التكنولوجيا المحيطة بنا من أجهزة تلفزيون وحواسيب وإنترنيت تجد نفسك مُقحماً داخل دوامة الاحتفالات بعيد رأس السنة. سواء من أصدقاءك على النت، أو مديريك والذين يشتغلون معك خصوصاً لو كانوا أجانب، أو الرسائل القصيرة التي سيستقبلها هاتفك،،، وحتى إذا كنت متزمتاً ولا تلقي بالاً لهذه الترهات وربما تكون جالساً تستمع لأخبار الجزيرة في سلام، سوف تهجم عليك معظم الأخبار مربوطة برأس السنة الميلادية الجديدة، مثلا تم ضبط 1200 كيلو جرام من المخدرات التي كانت ستدخل للجزائر عن طريق موريتانيا، وكان من المزمع إدخالها للجزائر للاحتفال برأس السنة، ولكن الحمد لله تم ضبطهم، حفظ الله كل شباب الأمة….أيضاً المغرب إتخد أقصى إحتياطات الأمن إثر إعلان خلية إرهابية باحتمال القيام ببعض العمليات خلال إحتفالات رأس السنة الجديدة. “تحذير تأكدوا من صحة هذه الأخبار، وأعلن عدم مسؤوليتي” وأنا متأكدة بأن الكثيرين منكم من سمع بمن يحاول أن يلقى علينا محاضرة في الكثير من المواقع بخصوص السنة الجديدة، من قبيل أكتب قائمة بأهم الأعمال التي أنجزتها العام الفائت، وحاول أن تكتب قائمة أخرى بأهم ما تريد القيام به من أعمال هذه السنة ، وحتى على الصعيد الشخصي أكتب قائمة بالأشياء التي تريد تغيريها في شخصيتك، وأحرص أن تكون هذه القائمة معك في العام المقبل لتقوم بالمقارنات. ما أتفه هذا الكلام، أمضي رأس السنة وأنا أكتب قوائم، وأحصد خيبات الأمل، نعم يجب على الإنسان وضع هدف نصب عينيه حتى يتم تحقيقه وأنا شخصياً أقوم بهذا الأمر وهو فعال جداً وإن كنت أقوم به في رمضان الكريم فأكرس كل دعائي لشيء محدد بحد ذاته وأدعو الله لتحقيقه قدر المستطاع على أن يتحقق. ولكن قصة القوائم فأنا آسفة ليس لدى وقت، ولا لدي سعة صدر لأخط وأمحو هذه الاستمارات البلهاء. فعلاً لماذا لا نحتفل برأس السنة، ولماذا نعتبر كل من يحتفلون أنهم أناس ذوى ثقافة معينة أو أناس تحب التباهي والتعالي وذلك عن طريق تقليد الأجانب، لماذا لا نحتفل بمناسبة لا تكلفنا شيئا ربما قالب حلوى مصنوع في البيت أو بعض الحلويات، وتلاقي أحبتك بدون الاضطرار لدعوة آخرين مجبور أنك تدعوهم تحت بند عيب و يعتبوا عليك، كما في الأعراس أو غيرها من المناسبات. مناسبة لا تكلفنا خروف ولا تعب عصبان، ولا شراء ملابس جديدة، ولا حتى فول وحمص، أو أذهب لتهنئ بالعيد فلان أو علان . مناسبة حرة وحيدة ومهمة، لدرجة لا نقدر معها أن نغمض أعيننا ونتجاهلها، حتى وإن فعلت تشعر وكأنك أغفلت شي مهم، لا بأس من بعض الهدايا حتى لو كانت تافهة، لأن كل أعيادنا لا يوجد أحد يهدي لأحد، في حين وصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالهدية حيث قال تهادوا تحابوا، وفي أعيادنا نشتري مضطرين للأولاد وربما للوالدين فقط . لذلك قررت الاحتفال هذه السنة برأس السنة لا أعرف كيف ولكن أعرف إنني اشتريت هدايا صغيرة لعائلتي ولنفسي طبعاً، لأنني مؤمنة إن على الإنسان أن يدلل نفسه من حين لأخر، طبعاً إبني الصغير دائماً يلخبط برنامج رأس السنة كون مولده يوم ثلاثين الشهر، ولكن وجدت حلاً وسأجمع من أحبهم وأحتفل معهم برأس سنة ميلادية جديدة . تربطنا بها الكثير من المشاعر والكثير من الأمنيات، والأمل بما سيأتي سيكون الأجمل ، وكما قال أهبنا سابقاً “ الفرح نهبة “. كل عام وأنتم بخير وميلاد مجيد وكل الأماني الحلوة اللي تتمنوها تحقق في هذا العام، و يارب يعطيكم ما في خاطركم.