د. خالد عبدالودود
مُثقلا بالجراح مثلَ مُصابِ
أُعلِن الآن من هواك انسحابي
أتعبَتني لِحاظُ عينيك شكًّا
وحصارُ الجفون والأهداب
ولقد كنتُ قبل عينيك غَضًّا
وسَنَا وجهِك الذي أغرى بي
حَفّتِ الجنَةَ المكارهُ حتى
لمْ يَعد للولوج من أبواب
يفعلُ الشكُ والظنونُ بقلبي
مثل فعل الأفيون بالأعصاب
نحنُ نِدّان في الهوى فلماذا
استأثرَ الوجدُ والأسَى والبلا بي
لك أسبابكِ التي ليس تُحصَى
لاغتيال الهوى ..ولِي أسبابي
خطأ كان منطِقي أم صوابا
فاقتِرافُ الأخطاء محضُ صوابِ
إنْ أكنْ في الهوى بُعثتُ رسولا
فالمُحِبّونَ .. كُلُّهم أصحابي
سامَروا أنجمَ السماء اشتياقا
وتَواصَوْ بالصبر والغيّابِ
أعجَزوا الجِنّ ثورةً وجموحا
والورَى حكمة وفصلَ خِطاب
والمُحِب الذي استحال رمادا
ليس يَهتمُ للأسى ..والعذاب
إنني الآن .. شاعر يتهجّى
أحرُفَ السُّكرِ في سطور الخوابي
ينحَتُ الدهر نقشه في الحنايا
وتمرّ الأيامُ .. مَرّ السحاب
وتذل النفسُ العزيزة وَجدًا
عندما تنحني على أعتابي
وإذا جِيئَتِ القصائد كَرهًا
أي معنى للصرف والإعراب
ما على الحُب في الأسى من جُناحٍ
أو على المُبتَلَى به من عِتاب
فعلَى قدر أصغَرَيَّ خذيني
كي تكوني جديرة بإيابي
لستُ أهتمّ حينَ يؤمِنُ قلبي غافر الذنب أم شديد العقاب