مُـصـَابـَة بِـعِـقـْدَةِ الْـيَـاسَـمِـيـنِ ذَاتِ زَمَـنٍ خَـجُـولٍ بَـحَـثـتُ عـنْ وُجُوهٍ أخْـرَى للشّجَنِ

مُـصـَابـَة بِـعِـقـْدَةِ الْـيَـاسَـمِـيـنِ ذَاتِ زَمَـنٍ خَـجُـولٍ بَـحَـثـتُ عـنْ وُجُوهٍ أخْـرَى للشّجَنِ

كتبت :: نيفين الهوني 

هي شاعرة وقاصة تونسية تعمل أستاذة أولى للأدب و اللغة العربية وعضوة في الاتحاد العام للكتاب التونسيين ، وهي أيضا رئيسة جمعية “فنون وثقافة ، ممثلة عن عديد الجمعيات التونسية والعربية في تونس ، شاركت في عديد الملتقيات والمهرجانات الوطنية والعربية كشاعرة لها بصمتها المتميزة في الساحة الشعرية التونسية وأسهمت أيضاً في تأسيس عديد النوادي الأدبية – نشرت جلّ أعمالها الشعرية والأدبية في الصحف و المجلات التونسية و العربية وكُتبت بشأن تجربتها الشعرية مقالات ودراسات عديدة ومن أبرزها كتاب” ظل حلم” للدكتور الإيراني جمال نصاري من إصداراتها : وجوه أخرى للشجن (تونس2005) – ذات زمن خجول (تونس2011) – كان القمر لي (لندن 2014) لها تحت الطبع – مجموعة شعرية بعنوان (مصابة بعقدة الياسمين) ومجموعة قصصية بعنوان (هبوط اضطراري) هي الشاعرة فوزية العكرمي التي صدر لها مؤخرا جدير بالحياة وهو ديوان رابع في مسيرة الشاعرة التونسية فوزية العكرمي حيث صدر عن دار المنتدى للثقافة والإعلام وضمنته أكثر من ستين قصيدة شعرية ذات مضامين وعناوين متعددة حيث قيل في ديوانها هو بوح إبداعي وأحاسيس إنسانية عابقة بأريج الذكريات والحنين والأحلام والحب… والسمو في الأفق الرحب… قصائد فوزية العكرمي زاخرة بالمعاني، والحياة بكل تضاريسها ونتوءاتها وهضابها فهي تارة جميلة مضيئة وتارة قاتمة، لكن في الأفق البعيد بارقة نور وأمل، هي الحياة التي نحن بها جديرون ونعمل في رحابها لكسب رهان الانعتاق والانطلاق بكل حرية نحو الفضاء البعيد…هي فوزية العكرمي المتمردة بحسها الإبداعي المرهف وتفاعلها الصادق مع محيطها هي تعيش لحظات صدق وصفاء وتصالح مع ذاتها لحظة ولادة القصيدة. لحظة وجدانية ألَـقُها ضارب في أعماق الإنسان منصهر إلى حد الذوبان فيها، إنها شروط من هو جدير بالحياة عند هذه الشاعرة الهادئة الأنيقة، أناقة نلمسها جلية في كل قصائد «جدير بالحياة» للشاعرة التي قالت في حوار معها بصحيفة الزمان (قصيدة النثر رغم ما تواجهه من هجمات شرسة من طرف أنصار الشعر العمودي ظلّت صامدة مستمدّة قوتها من تجدّدها وقدرتها على التعبير عن مشاغل العصر وهموم الفرد بلغة قريبة من الواقع…لغة حيّة لها طاقة كبيرة على التغلغل في أعماق النفس وإثارتها لذلك هي اليوم مهدّدة ممّن يرفضون التجديد شكلا ومضمونا .قصيدة النثر ليست قصيدة سهلة مطواعة وإنما هي عصيّة على الأدعياء المتهافتين .لها ضوابطها وأسسها وشروطها وإيقاعها، خاصة الداخلي وتفترض كأيّ شكل تعبيري إلمام أصحابها بهذه الشروط .ولا أنكر أنّني أكتب القصيدة الخليلية وأدرّسها أيضاً )من نصوصها المميزة تحت عنوان(كنت حين أحبّ)

كُنتُ حِينَ أُحِبُّ….تَغْضَبُ حَتّى الظِّلالِ التي تكوَّمَتْ، فَوْقَ أَضْرِحَةِ الغِيَابِ…. يَتَعَثَّرُ فِي سبيل الخيْلِ، عُشٌّ يَفُوحُ مِنْ جَدَائِلِهِ طِيبُ الهيَام، وَتَمْحَقُهُ الآهاتُ والتَشَفِّي….مَرّة أَحْبَبْتُ ..صِرْتُ في جَسَدِكَ خَطَأ، وكُنْتَ في دُنْيايَ أَجْمَلَ عِيد.. تَرَاني انشقَقْتُ عَنْ مَجْرى الشهب..ِ حين اصطدَمْتُ بأنْفَاسِ الرَّدى،…ولم أَحْتَرِقْ، وإنّمَا تَبَعْثَرَ فِي دَمي الطّينُ. كُنْتُ حْينَ أُحِبُّ…يَسْكَرُ مِنْ رَائِحَةِ البَوْحِ سِيَاجُ الحَدِيقَةِ، وَيَهْتَزُّ نَهْرٌ تَعَطَّلَ رِزْقَهُ، كنت حين أحبّ…..يَتَلَعْثَمُ ضَوْءٌ خَفِيفٌ بيننا، وتُثَرْثِرُ فَنَاجِينُ كُنّا أعَرْناهَا شِفَاهنا ذات مساء، ولِشِدَّة ما أَحْبَبْتُ….نَسِيَتْ الأيّامُ شَكْلَها.. على وَتَري نسِيَ البلَّوْرُ بعضَ زَفَراتِهِ، بين أَضْلُعي. ومن نصوصها أيضا في حب تونس /عِنْدَمَا تُغَاَدِرُ البِلَادَ.. اُتْرُكْ قَنْدِيلاً مَائِيّاً عِنْدَ الدَّالِيَةِ، عَلَّكَ إِذَا مَا عَبَرْتَ البِحَارَ، نَسِيتَ البِلاَدَ وَالقَافِلَة…اُتْرُكْ رَسَائلَ مُبَلّلَة عَلَى عَتَبَاتِهَا الخَاوِيَةِ، كَيْ لاَ تَعُودَ عَاشِقًا عَلى أَزِيزِ الأًمْنِيات، غَادِرْهَا حَافِيًا مِنْ ضَمِيرٍ لاَ يَعْرِفُ النُّوَاحَ…عندما تُوَدِّعُ البِلاَدَ…عُدَّ كَمْ شَعْرَة أَنْبَتَتْهَا فِيكَ مِنْ سُهَادٍ، كَمْ إِصْبعًا نَسَجَتْهُ مِنْ غُبَارٍ…كَمْ ضرْسًا رَاوَدَتْهُ فِيكَ من عِنَادٍ، لتَتَرَبَّعَ فِيكَ الحَيَاةُ…لاَ تُغَادِرْهَا عاشقا…فكلُّ مَنْ غَادَرَهَا قبلك عَاد أشَدَّ مِن الغُزَاة، عندما تُغَادِرُ البِلاَدَ، لاَ تلتَفِتْ لِحَشْرَجَتِها…كَيْ لَا تَعُودَ لِتَخْطِفَ الضَّوْء من عيون الهررة.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :