ليلى ناسيمي
جزء من حواري مع محمد الدامي لموقع مطر
من نافذة الروح أتسلل إلى الشعر فتأخذني الخطى إلى قلوب نأت بها المشارب والمآرب, الشعر ليس معنى أو مبنى فحسب, انه انتصار لقيم أقلها إحساس عميق بالآخر وذوبان في الذات, وأبعدها تحليق نحو آفاق لا نهاية للجمال فيها … لايعني لي الشعر أكثر من الحياة, تعج بنا.. و لا أقل من الأحلام نتجاسر على اقترافها…
زمن ممتد بين الأنا والآخر, صراط لا يستقيم إلا عند محراب الحرف
خطوط لا تلين بغير الحس والتحسس لمكامن النفس ورواسبها…
هل قلت أن للشعر معنى …؟ إنه المعنى…
معنى أن نحيا, أن نحب, أن نريد أو لا نريد …
…………………
عندما تتورم الأوردة المفضية إلى القلب, يكون طقس الكتابة قد اعتدل وأينعت شجيرات الحرف,
عندها لا أخرج مني لأدخل القصيدة بل أتركني لها, تستلني كشوكة من حلق فكرة ما…
……………….
لا أتصور أني أستطيع تصور الكلمة, بيد أني قادرة على تصوير الإحساس عبر الكلمة…
الكلمة /الصورة / الاحساس …عناصرمتداخلة يبدو لي أنه من الصعب وضعها في إطار محكم ومظبوط…
غالبا يتجلى الإحساس صورة قد تختزلها جملة من كليمات فتعيد تشكيلها تماما كما لو كانت باقة أزهار في مزهرية..
الأزهار في أحواضها احتمالات قصيدة …في المزهرية هي فقط صورة من قصيدة…
……………………….
عندما تملكتني جنيات الحرف في بداية السبعينات كان الشعر العمودي الاقرب الى بياضي ثم ما لبثت قصيدة التفعيلة ان استاثرت باهتمامي وطاوعت قلمي وقد نشر منها ما نشر في اخبار الفن وعبر برنامج “مع ناشئة الادب” الى ان اكتشفت بداية الثمانينات اسماء ك ” فاضل العزاوي , مظفر النواب, عبد الله زريقة , محمد رقيد
شدتني هذه الكتابةالمسترسلة المكثفة والتي لم اخبرها قبلا الا في الكتابة الفرنسية حيث بدا لي بريفيرمثالا لشاعر النص المفتوح القلق المروض لتمرد الاضداد الباحث عن مكامن الالم والحزن, عن مفارقات الكائن والمكون…
النص النثري من وجهة نظري طقس تحرري , لايمكن ان يدخله الا المتحرر من قيود وجاذبية الاوزان
قصيدة النثر تحليق طائرالفينق في الدواخل بينما العامودية دق لاوتاد خيمة وتطويع لمجرى فكرة
اعني ان الشاعر كلما حاول التخلص من اكراهات الاوزان والقوافي كلما اقترب من براري النص المفتوح النص الذي يختزل الصورة والدلالة والامتداد جملة…
لم اختر ان اكون متمردة ولا متحررة من جاذبية الاشياء ولكني فقط انا ….
عبارة عن نص مفتوح عن اول الدهشة يوازي جرحا مفتوحا عن آخرالالم…
