نثار الموت

نثار الموت

نيفين الهوني

1

المدينة الأرملة صباها مصلوب

ومطفأة عيناها بذل الألم

المدينة الأرملة تتأهب للانتحاب

على أبواب الملاجئ

2

العائدون من الْحروب.. خبئوا تذكاراتهم فِي جراب الْحياة.. بضع أعلام مهترئة.. قطع من رايات خاسرة.. الْفردة اليسرى من أحذية الضحايا.. قصاصات من قرَارَات لحكومات متعاقبة                                   صدى لفتاوى بعثرتها الرياح.. أَحرف من رسائل حبّ نثرها الموت على جانبي الطريق حتى يعود

3

إلى أولئك الذين يشبهوننا نحن الذين لا نشجع الحرب ولا نتمناها حتى لعدو ..إلى الذين يخشون الفقد ويرتعشون خوفا من رؤية الدم وتؤثر فيهم موسيقى الوطن الحزينة ..إلى الذين يحاولون المحافظة على الشواهد المكانية على الأرض وذكرياتهم فيها إلى الذين رغم معاناتهم في الداخل أو حرمانهم من مدنهم في الخارج لازالوا يؤثرون المصلحة العامة على الخاصة ويسعون دوما للبحث عن السلمي من الحلول إلى اللامنتمين إلى اي من معسكرات هذا العقد البائس من أعمارهم وأيضا حتى إلى الذين تجاوزوا مرحلة الثورة في اذهانهم إلى مرحلة بناء الدولة المدنية. المدنية وليس سواها إلى أحباء الوطن وأبناء الجمال الفارين من القبح الذي تخلفه حروبهم أيا كانت انتماءاتهم وأسبابهم وظروفهم إلى الباكين على بنغازي رغم استقرارها النسبي ووجعهم الدامي على خرابها الذي لم يحاول أي مسؤول منذ عامين اعادة اعمارها والمتوجسين خيفة على طرابلس وما ستؤول إليه أوضاعها بعد شهر أو عام أو أعوام تشبه تلك التي مرت على أختهم الثانية ..صباح الأمل في الله الذي لا يمكن أن يخذل مآقي الأمهات الذارفة وحناجر الأباء اللاهجة وأحلام الصغار بالغد الأفضل وقلوبنا نحن والذين يشبهوننا الذين لا يشجعون الحرب ولا يتمنونها حتى لعدو ..الذين يخشون الفقد ويرتعشون خوفا من رؤية الدم وتؤثر فيهم موسيقى الوطن  الحزينة

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :