و(نحن) أعني بها في هذا المقال كل الليبين الذين ملوا من سماع كلمة (حررناكم )، والتي لم ولن يمل من تكرارها أقلية قليلة ،تمن بقتالها لمدة أشهر من أجل أسقاط نظام ،كان مقدر له ومكتوب أن يسقط لامحالة ،بعد أن اتخد قرار اسقاطه في مكاتب مخابرات دول العالم القوية ،وشرعنت دهاليز السياسة ومكاتب الأمم المتحدة عملية قتل الرأس الذي دفع ثمن موته أرواح الاف الليبيين قبل أن يموت ، وهجر وشرد وسجن وجرح وقتل مئات ألاف الليبيين بعد أن مات .
و (حمزاوي ) هو الشاب الليبي عمر عبدالقادر الحمزاوي إبن الجنوب النقي المولود في قرية تكركيبة بوادي الحياة ، والذي مات غرقا وهو يحاول اجتياز شاطي البحر الأبيض المتوسط ، بحثاّ عن مستقبل أفضل في بلاداً أخرى بعد أن تحررنا وحررنا البلاد ، لتلقي به الأمواج قبالة شاطي زوارة وليدل جواز سفرة على هويته كمهاجر ليبي غير شرعي ، دفع كل مدخراته لبارونات التهريب والهجرة الغير شرعية لتنقله لحياة أفضل ، فأنتقل لرحمة الله تعالى وتركنا ندعو له بالمغفرة والرحمة ونحن نتباكى ونتحسر على حريتنا المفقودة وكرامتنا المسلوبة و أرزاقنا المنهوبة .
رحمك الله ياحمزاوي .. فموتك وجواز سفرك المبتل بالملح في جيبك ..غصة في حلوقنا ،ومرارة في ريقنا ،و شهادة وفاة مختومة وموقعة منك ، تدين كل ساسة ليبيا وصناع القرار فيها لا نستثني منهم أحدا ..شهادة وفاة مختومة وموقعة منك تشهد وتوثق وتسجل وتقدم أدلة واضحة بذاتها بديهية ،ولا تحتاج دليل لاثباتها تضاف لخيباتهم وفشلهم وغبائهم وطمعهم وجشعهم وانانيتهم وصراعاتهم المستمرة لتحقيق مصالحهم ، بتسترهم بالدين ، أوبتحججهم بالدولة المدنية، وبترديد عبارات نبو جيش ونبو شرطة وهم ياحمزاوي أساس كل بلاء وسبب كل ورطة .
أيا حمزاوي نم قرير العين.. مرتاح الضمير في جنة الخلد انشاء الله .. نم أيها الشاهد الكبير على بلاهتنا وعجزنا وقلة حيلتنا و ضعفنا وهواننا وبؤس خطابنا الاعلامي الهزيل ،الذي عجز عن نقل مراسم دفنك على القنوات الليبية الممولة بمال الخليج ، كما عجزت أو غفلت أو تغافلت القنوات الرسمية الليبية والصحف المحلية الممولة برواتب موظفيها المقطوعة ، وحتى حكومات الشرق والغرب التي تدير البلاد أن تشارك أهلك مصابهم وتعزيهم فيك لانك موتك يعني ببساطة موتنا أحياء.
كن بخير ياحمزاوي ..فأنت فقط ومن سبقك قد تحررتم بالفعل ، وانتم في الرفيق الأعلى تنعمون بالرحمة والمغفرة والسكينة والهدوء ، حيث ﻻظلم ولاظلمات ولا إرهاب ولا معتقلات ، أنتم في مأمن من أن يزايد عليكم مليشياوى، امتشق سلاحه بعد أن انتهت الحرب ، وفي مأمن من أن يشعركم بالحرج ثائر ،لانه فقط حمل السلاح طوال فترة الحرب ولم يتركه بعد أن انتهت ،وكلاهما واهم ، لاعتقاده الجازم أنه السبب في بقائنا على قيد الحياة ، وكلاهما واهم ، لاعتقاده ان القذافي كان ينوي قتلنا جميعا وحررنا منه. فهل يعي كل ليبي مليشياوي وثائر وحاكم ومحكوم اننا في واقع الامر لم نتحرر من أسوارنا القوية العالية التي شيدناها وسيجناها بانانيتنا ، وطمعنا وجشعنا وكراهيتنا لبعضنا البعض وظلمنا لاهلنا لاسباب ما أنزل الله بها من سلطان.
أيا حمزاوي رحمك الله وغفر لك غادرت قريتك تكركيبة خلسة حيا ، تبحث عن الحرية والحياة الأفضل ، وقذفت بك الأمواج لتعود الينا في وضح النهار تدق جرس الإنذار في أذان كل مسؤول ميت ، لاتهمه ليبيا ولايهمه أن يبقى الليبيين أحياء .!!!
نحن الموتى ياحمزاوي ، أما أنت ومن مات معك فأحياءٌ عند ربكم تُرزقون .
سالم أبوظهير