نيفين الهوني
1
حين
ناداني حزن المدينة التي لا تغربل سكانها
ويضوع
عطر الحنين بين دخانها ,
كانت
النسوة يزغردن
خلف نعوش الأمل
يصلى أطفال الحي
صلاة الاستسقاء
جلابا للموت باكرا
فيأتي أبيضا كالنور
محمولا على الأكتاف
مسكونا مع الأنفاس
لا ترصده أعين المتطفلين
ولا إمكانية للإفلات من حضوره
فقد آن الأوان
آن الآوان
2
من أوقد قناديل الفقد..
وأزعج شهداء الأرض
قاموا من نعوشهم
ليصلون علينا
صلاة الجنازة
بلا أكفان
3
طوفان في رأس الحياة
شهيد الوطن
يغشاه أذان الفجر
وهو
يخلد لنوم لذيذ
كم قدر صلى لنبقى؟
كم دمع سجد لنرقى؟
كم أرواح ترجلت
عن مقصلة الوقت
لتبادلنا الزمان؟
وتعيد ترتيب أماكننا
بين سماء الوطن
وطمي المدن التي غابت
4
لسان الحال
ينتفض انتحار اصبع …
ينكمش القلب
عند حواف ألم …
يتخاذل النبض
أمام الفجيعة ……
تتساقط
الأصابع الباقية
اصبعا …اصبع..
وحين تتسع المأساة …
تجف منابع الوجع……..
وتتناثر بقايانا …..
ويتكور الوطن
احتضارا خارج المرمى
5
وحدها الطبيعة
تطلق عنان الحزن
تنحت سلم الفجيعة
تعزفه نوتات من وجع
تردد جوقة الأحياء
مرثية الأهوال
سمفونيات من خرس
ووحدها الريح
تجيب نداء المدينة الصامت
ومعتصماه