العبث

  العبث

بقلم :: عثمان البوسيفي

تعبث بي المسافات ويخذلني جيبي المسكون ببعض الأحرف التي لم تقع وأنا أركض خلف رغيف خبز  فاقداً للوزن والقيمة وكل ما يلحق بي بعض الأماني التي هربت من رائحة الرصاص ومن تصريحات الساسة المبنية على الكذب لا شيء  يحاصرني الآن أكثر من ألم استبد بي في أسفل ظهري في ظل مستشفيات كبيرة في الحجم وصغيرة جدااا في الأداء والسفر إلى بلدان الجوار  في عهدة السيد الدولار فيما الدينار في عهدة الميليشيات التي حرقت نصف قيمته وتقترب من حرقه كاملاً دون أمل في إيقاف الحريق إلا بتدخل من السماء التي قد تستجيب لمن تبقى من الأنقياء على هذه الأرض موعود أنا بحلم جميل يتضمن قارباً لا يغرق في البحر أو طائرة تسمح لي بالصعود إليها دون تأشيرة تمنح للأقدام المتعبة من السير في شوارع الزهور هناك حيث الإنسان .كم أنا غبي حين أتجاوز ألم ظهري وأبحث عن علاج له في بلد لم تعد الصحة فيه  إلا مجرد كلمة في ظل الزحف المتواصل للمرض إلى أجساد البسطاء الذين تنهار أحلامهم مع مطلع كل شمس .الكتابة في عرفي ممارسة وفي عرف البعض ممارسة للعبث حين لا يكون للحرف صدى ولا قيمة فقط مجرد أحرف تطبع على الورق ومن بعد تتلقفها الريح لتمارس عليها عبث آخر .دائما أتساءل عن جدوى الكتابة في المجتمعات الميتة ، المجتمعات التي لا تختلف عن  القطيع في شيء  وهي تكافح فقط من أجل لقمة العيش واستمرار النبض في عروقها وفي كل مرة أفقد الإجابة كما فقدت خطواتي في وطن يمارس قاطعو الطريق قطع أوصاله في كل يوم دون مراعاة لبقايا الإنسان المقيم فيهالصيف هو موسم العقارب في الجنوب الحبيب ولا أعتقد أن وزارة الصحة وفرت للمقيمين هناك أمصالا تقيهم لدغات العقارب، أما لدغات الغلاء والبلطجية  لا حديث عنها من باب أن الضرب في الميت حرام  وكم من أسئلة تموت في مقالاتي وفي براح مستظل بالأحلام وينتظر خطوات تعيد رسم الفرح على وجوه عابسة

لا أحد يصفني بالعابث لأني أعرف أني عابث يمارس العبث …

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :