- فسانيا :: عادل الشتيوي
استضاف معهد جسور ندوة حوارية عبر تقنية الاتصال المرئي، ألقت الضوء على التزام دولة قطر بتنظيم نسخة محايدة الكربون من بطولة كأس العالم
FIFA، وتشييد مرافق صديقة للبيئة على طريق استعداداتها لاستضافة النسخة الأولى من المونديال في الشرق الأوسط والعالم العربي.
أُقيمت الندوة بعنوان: “تحقيق الاستدامة البيئية في بطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢
“، واقتصرت منصة الحوار على خبيرات في مجال الاستدامة، بمشاركة المهندسة بدور المير، مديرة الاستدامة والبيئة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، والسيدة مادلين نوريش، مديرة الاستدامة في الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، والدكتورة إيمان الإسكندراني، مديرة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة “جي ساس” في المنظمة الخليجية للبحث والتطوير “جورد”، والسيدة ربى الحناوي، أخصائية تقنية في مجلس قطر للمباني الخضراء، والدكتورة تالار ساسوفاروغلو، خبيرة الاستدامة والبيئة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث.
وتناولت الندوة عدداً من الموضوعات على رأسها استراتيجية الاستدامة لبطولة قطر 2022 التي صدرت مطلع العام الجاري بالتعاون بين الاتحاد الدولي لكرة القدم ((FIFA) واللجنة العليا للمشاريع والإرث، وشراكة كأس العالم FIFA قطر 2022
، وتعد أول استراتيجية للاستدامة في تاريخ المونديال يجري التخطيط لها وإعدادها بشكل مشترك بين الـفيفا والبلد المضيف والجهة المحلية المعنية بتنظيم البطولة، وتتضمن خمسة التزامات رئيسية و22 هدفاً وأكثر من 70 مبادرة.
وفي تصريح لها حول موضوع الندوة قالت المهندسة بدور المير: “تعد الاستدامة البيئية ركيزة أساسية في رؤية اللجنة العليا والتزامها باعتبارنا البلد المستضيف للمونديال المقبل. وتقدم استراتيجيتنا المشتركة للاستدامة نموذجاً مثالياً لحُسن التخطيط والتواصل واتخاذ القرار من منظمي البطولة. وسيسهم تنفيذ المبادرات البيئية التي تتضمنها الاستراتيجية في حماية بيئة قطر، وفي تحقيق رؤيتها الوطنية 2030، وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة”.
من جانبها، وصفت السيدة مادلين نوريش الاستراتيجية بأنها من بين الأكثر طموحاً في تاريخ بطولات كأس العالم، مشيدة بالجهود المتواصلة الذي تبذلها دولة قطر على صعيد مراعاة جوانب الاستدامة البيئية، خاصة تعاونها المتميز مع عدد من أبرز الشركاء في هذا المجال.
وأضافت نوريش: “نلتزم في الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) ببذل قصارى جهدنا لحماية البيئة، وقد سعدنا بأن نجد في اللجنة العليا شريكاً محليّاً مثالياً يشاركنا دعم مسألة الاستدامة بنفس القدر من الالتزام. لقد نجحت جميع الأطراف الرئيسية المشارِكة في الإعداد لتنظيم البطولة، من خلال التعاون فيما بينها، في صياغة استراتيجية الاستدامة ونشرها والعمل حالياً على تنفيذها. وتضمن هذه الاستراتيجية مواصلة تركيز جهودنا على أهم قضايا الاستدامة ذات الصلة بالنسخة المقبلة من المونديال، كما سبق وجرى في بطولتي كأس العالم 2014 و2018”.
وتلتزم اللجنة العليا بأن يطابق كل استادات مونديال قطر 2022 معايير الاستدامة في أعمال التصميم والبناء، والتي تؤهل كل استاد للحصول على شهادة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة، التي تمنحها المنظمة الخليجية للبحث والتطوير، ويقرّها الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، باعتبارها المنظومة الرسمية لتصنيف المباني الخضراء لمونديال قطر 2022.
وقالت الدكتورة إيمان الإسكندراني: “تقدم اللجنة العليا مثالاً يُحتذى به في الاستدامة البيئية باعتمادها أحدث التقنيات الخضراء في تشييد استادات المونديال، ومن بينها استاد المدينة التعليمية الذي أُعلن عن جاهزيته مؤخراً، إذ يؤكد هذا الاستاد، الحاصل على شهادة من فئة الخمس نجوم من المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة، أن أي من المشروعات الكبرى أمامه طيف واسع من الإمكانيات إذا رغب في اعتماد مفاهيم الاستدامة البيئية “.
وأضافت الإسكندراني: “تفخر المنظمة الخليجية للبحث والتطوير بأن تؤدي دوراً مهماً في بناء مستقبل مستدام من خلال إرساء معايير المباني الخضراء التي تدعم رؤية قطر الوطنية 2030”.
وتطرّقت الندوة إلى مناقشة جائزة برنامج المفتاح الأخضر، وهو علامة بيئية دولية للمرافق السياحية تابعة لمؤسسة التعليم البيئي. ويشرف مجلس قطر للمباني الخضراء على إدارة البرنامج في قطر منذ العام 2017، ويؤمن المجلس بأن البرنامج سيساعد قطر في تحقيق هدفها المتمثل في تنظيم بطولة محايدة الكربون في العام 2022.
وفي هذا السياق، قالت السيدة ربى الحناوي: “تطبّق الفنادق، التي تلبّي مواصفات برنامج المفتاح الأخضر، أفضل الممارسات التي تعكس مستوىً متميزاً في الوعي والتشغيل المسؤول، بداية من وضع السياسات البيئية والخطط التشغيلية وترشيد استهلاك الماء والطاقة، إلى توفير حلول مبتكرة للموظفين وإدارة النزلاء”.
وأضافت الحناوي: “سيوفر برنامج المفتاح الأخضر إطاراً مستداماً للفنادق سيجعلها تسهم في الجهود الرامية إلى تنظيم نسخة محايدة الكربون من المونديال، وتخفِّف الضغط على البيئة والخدمات في بلادنا خلال البطولة”.
وحول البرامج الأخرى التي يطرحها معهد جسور، قال السيد فاسكو كوركجيان، مدير بناء القدرات في معهد جسور: “يسعى المعهد إلى تنمية مهارات وخبرات المتخصصين في مجال إدارة وتنظيم الفعاليات الرياضية في قطر والمنطقة، بهدف المساعدة في تنظيم بطولة كأس العالم وغيرها من الفعاليات الكبرى، وذلك عبر تقديم الدبلوم المهني، وبرامجه المعنيّة بالتطوير التنفيذي، وورش العمل والبحوث حول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
يشار إلى أن معهد جسور يعد مركزاً للتميز في مجال إدارة الرياضة وتنظيم الفعاليات الكبرى، ويهدف إلى ضمان نقل المعرفة المكتسبة من استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022
إلى الأجيال المقبلة من المتخصصين في هذا المجال في قطر والمنطقة.