ندوة علمية دولية في مالي تسلط الضوء على دور اللغة العربية والحضارة الإسلامية في تعزيز الهوية الثقافية”

ندوة علمية دولية في مالي تسلط الضوء على دور اللغة العربية والحضارة الإسلامية في تعزيز الهوية الثقافية”

خاص فسانيا.

تقرير: سلمى عداس/ تصوير: ماما سيبي.

باماكو، ديسمبر 2024 .

 في إطار الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، نظم قسم اللغة العربية بكلية الآداب واللغات وعلوم اللغة (FLSL) في باماكو، أول ندوة علمية متخصصة بعنوان: “اللغة العربية والحضارة الإسلامية في مالي”. جاءت هذه الفعالية بالتعاون مع عدد من المختبرات الأكاديمية الرائدة والجمعيات الناطقة بالعربية في مالي، في خطوة مهمة لتسليط الضوء على الدور المحوري للغة العربية في تعزيز الهوية الثقافية الإسلامية في غرب أفريقيا.

أهداف الندوة:

تتمثل أهداف الندوة في استكشاف الدور الحيوي للغة العربية في تعزيز الثقافة الإسلامية بمالي، مع التركيز على توفير منصة أكاديمية لفهم التحديات التي تواجهها اللغة العربية في منطقة غرب أفريقيا. كما ناقشت الندوة أهمية اللغة العربية كأداة تعليمية في مواجهة التحديات اللغوية والثقافية، وكيفية تعزيز استخدامها بين الأجيال الجديدة في مالي، خاصة في ظل التنافس مع اللغات المحلية والعالمية.

تنظيم الحدث:

الندوة هي ثمرة تعاون بين قسم اللغة العربية بكلية الآداب واللغات وعلوم اللغة (FLSL) في باماكو، والمختبرات الأكاديمية “LaRMA” و“LaReLSo”، إلى جانب دعم من المؤسسات والجمعيات العربية في مالي. وقد شارك في الفعالية العديد من الخبراء الأكاديميين والباحثين من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى ممثلين عن المجلس الوطني للناطقين بالعربية في مالي (CNAM)، الاتحاد الوطني لطلاب ومدرسي المدارس الإسلامية في مالي (UNEM)، واتحاد معلمي اللغة العربية والثقافة الإسلامية في مالي.

برنامج الندوة:

تم افتتاح الندوة بكلمات ترحيبية من المسؤولين الأكاديميين في كلية الآداب، الذين أكدوا على أهمية اللغة العربية في بناء هوية ثقافية إسلامية متكاملة في غرب أفريقيا. أعقب ذلك سلسلة من المحاضرات العلمية التي استعرضت تاريخ اللغة العربية في مالي، وأثرها في نشر العلوم والفنون الإسلامية في المنطقة. كما تم تناول التحديات الحالية التي تواجهها اللغة العربية، خاصة في ظل هيمنة اللغات الفرنسية والمحلية، والحاجة الملحة إلى تطوير استراتيجيات تعليمية مبتكرة.

المداخلات العلمية:

تضمنت الندوة العديد من المداخلات العلمية التي عرضت دراسة معمقة حول التأثير الثقافي والتعليمي للغة العربية في مالي، وذلك من خلال تسليط الضوء على دور اللغة في نشر العلوم الإسلامية وتيسير التواصل بين الدول العربية وغرب أفريقيا. تناولت بعض المداخلات أيضا التحديات المتمثلة في قلة الموارد التعليمية والمراكز التدريبية المتخصصة في تدريس اللغة العربية في البلاد. وتم طرح حلول عملية لتعزيز تعلم اللغة من خلال مناهج تعليمية تواكب احتياجات الطلاب الجدد وتضمن استدامة عملية التعليم.

التحديات والفرص المستقبلية:

على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه اللغة العربية في مالي، فإن هناك فرصًا واعدة لتعزيزها، أبرزها زيادة التعاون الأكاديمي بين المؤسسات التعليمية في العالم العربي وغرب أفريقيا ، وكذلك تحسين الموارد التعليمية والمناهج الدراسية لتشمل كافة المستويات التعليمية. كما تم التأكيد على أهمية دور الإعلام الرقمي في نشر الثقافة العربية، فضلًا عن توعية المجتمع المالي بالهوية العربية والإسلامية المشتركة.

ختام الندوة:

اختتمت الندوة بتوزيع شهادات تقديرية على المشاركين، بالإضافة إلى توصيات مهمة لدعم تعليم اللغة العربية في مالي. وأكد المشاركون على ضرورة تكثيف الجهود من قبل الحكومة والمؤسسات الأكاديمية في مالي لتحقيق تقدم مستدام في تعزيز اللغة العربية، وتعميق الروابط الثقافية بين مالي والدول العربية.

التوقعات المستقبلية:

تعتبر هذه الندوة خطوة بارزة نحو تحقيق تقدم ملموس في نشر اللغة العربية في مالي، وتفتح آفاقًا واسعة لتعزيز التعاون بين الجامعات والمؤسسات التعليمية في المنطقة العربية وأفريقيا. ويشدد المشاركون على ضرورة أن يكون تعلم اللغة العربية جزءًا من استراتيجية وطنية لتعزيز الثقافة الإسلامية وتوسيع آفاق التعليم الأكاديمي في مالي.

الخاتمة:

إن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية من خلال هذه الندوة العلمية يعكس التزام مالي بتعزيز حضور اللغة العربية في المشهد الثقافي والإعلامي، كما يعزز من مكانتها كأداة لتوسيع آفاق التعليم والثقافة في المنطقة، بما يعود بالفائدة على الأجيال القادمة.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :