نص فارغ

نص فارغ

الثريا رمضان

نصّ فارغ، غير صالح للنشر، أصبّ فيه جميع التفاهات، كتوتّري غير المبرّر بعد دقائق من انتظاري لسيّارة أجرة  فقط لأنّ سائقين عابرين وضعوني تحت المسح المجهري من رأسي حتى أخمص قدميّ وخففوا من السرعة لعلّي أنتبه لهم.

أو توتّري بعد ساعة من الوقوف في طابور أمام باب البنك، فقط لأنّ الموظّف اكتشف فجأة أنّ الخدمة التي طلبتها قد تعطّلت.

من بنك إلى بنك تبقى الخدمة نفسها معطّلة، وما الغريب في ذلك وكلّ ما في البلاد قابل للتعطّل والتكسّر والتوقّف والتأجّل والإلغاء والانتهاء دون سابق إنذار!

أعيد صياغة مشهد اليوم، أمسك في يدي الوطن، أحاول قطع الطريق به، فتنقطع الطريق من تحتي…

من سيحملني؟ من سيحمل عني الوطن؟

أعود لكتابة نصي الفارغ… وسرد التفاهات… الحفرة التي سقطت فيها أنا والوطن واحدة من آلاف الحفر التي نسقط فيها ونموت يوميا. الأمر عادي في بلادي، كما ال”البراكاجات” وخطف الأطفال والسرقات… كسرقة الذمم مثلا، فالأمر لا يختلف كثيرا عن سرقة الجيوب والممتلكات وووو….

أليست اوطاننا جميلة؟ تهتم بصيام شهر رمضان المبارك، الجهر بالإفطار كبيرة شرعا وقانونا… ستر الجسد في الإدارات التزام بالقانون،،،، وستر الرشاوى أيضا التزام بالقانون…

قُبلة في الشارع ستدخلك السجن ستة أشهر… في بلادي نحبّ خلسة… لكن يعنّف رجل زوجته علنا… نُقبّل خلسة… لكن يصفع رجل زوجته علنا…

في أوطاننا، تضرب المرأة بموافقة الشّرع… وتمنع من ممارسة الحب دون صداق إلا إن كانت أَمَة… عفوا، لقد انتهى زمن الإماء…

هات نعيد كتابة المشهد سويّا… ألبس وطني على ظهري وأمشي به قليلا… أسقط في حفرة… يضحك المقاول… تنشقّ الطريق… تبتلع من تبقّى في الوطن… يقف المقاول أمام صندوق الاقتراع… يصفّق للوطن…

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :