كتب :: سالم بوخزام
أدوات خارجية تربك الأوضاع برمتها حال حدوث تقارب بين الليبيين من أجل تقريب يوم إنهاء الأزمة الشاقة التي أودت بالبلاد من كارثة إلى أخرى ، وعمقت مآسي المواطنين الليبيين في كل ظروف حياتهم . ..من المهم أن يتفهم الليبيون قبل غيرهم أن الدول الكبرى ليس في حساباتها أية عواطف تجاه الإنسان أو الشعوب ، فلا شيء غير المصالح ونحن في ليبيا نقع تحت هذا التصور وتلك الرؤية ، لذا ينبغي فهم ذلك بصورة حاسمة !! ..إن ترديد الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الصحافة والرأي ليست إلا شعارات لفتح أبواب الدخول ، ثم يحدث ما يحقق المصالح في المقام الأول دون التركيز على الديمقراطية وما يتبعها إن حدث أم لا !! ..نحن نعيش هذه الأوضاع الليبية ونتابعها من جميع أركانها وليس لها من عنوان صادق سوى الانقسامات والتشظي على جميع الصّعد والمستويات في برقة وطرابلس الغرب وفزان ويستمر دعم هذه الانقسامات من الخارج وعلى مستوى دولي بالتدخل المباشر أو بالدعم المالي المباشر والضخم لمختلف التيارات السياسية وأغلب التوجهات مما جعل اللاعب الكبير الماسك بخيوط اللعبة وإدارتها ينظم اتفاقا دوليا محبوكا تحت الطاولة حيث حدد ملامح وزمن انتهاء الأزمة بالطريقة المناسبة له ومن إخراجه ، مما يؤدي إلى خلق حالة جديدة غير واضحة للعيان بين الدول المتصارعة فوق الخريطة الليبية ، بأن يحرك كل طرف عملاءه والتابعين له من أجل السيطرة على الأوضاع والاستحواذ على الحصة . نظرتي : إن تنبيهات الإدارة الخارجية للأزمة الليبية يظهر ويتضح في صورة تحديد مهلة يغلفها التهديد حيث يترك الشعب الليبي لمن يستطيع الفوز به وسحبه في اتجاهه فكل العناوين مقبولة مضافا عليها لون التغيير أو التبديل كواجهة دونما اكتراث بالعمق ، وبمعنى أكثر وضوحا يمكن للقادة العسكريين ممثلين بالجيش أو القوات المسلحة العربية الليبية الفوز بالسباق السياسي المدعوم عسكريا وبحاضنته الشعبية ، في مواجهة الإخوان المسلمين أو تيارات الإسلام السياسي ، والباب مفتوح أمام أية عناوين أخرى بلا استثناء ، فالشارع الليبي هو الفيصل إذ يمنح بطاقة الترشح لمن يريد !! ..إن الدول الراعية للحرب ستقبل الطرف الرابح بغض النظر عن هويته أو توجهاته أيّا كانت ألوانه ، خضراء قاتمة أو سوداء موشحة بألوان أخرى ، أو حتى مزيجا من الألوان لرسم لوحة سوريالية جديدة ستبدو مقبولة جدا . .. الفرصة متاحة للجميع ولفترة محددة وتحت أنظار وسطوة اللاعب الكبير . ..إن الاجتماعات المحمومة تحت عناوين المصالحة الطارئة أو القوى الوطنية في بنغازي أو بالعاصمة السنغالية داكار وبمشاركة الجيش والعقائديين من الخضر أو الإخوان وأنصار النظام السابق وإن شئتم البنيان المرصوص والمقاتلة ، تقع كلها في ذات الإطار . ..إن فرص السياسيين الحاليين الذين أفسدوا الإدارة ومفاصل الدولة وانغمسوا في المال نهبا وتجريفا أصبحت معدومة فالجميع ينظر إليهم بازدراء وتحفظ وبعدم القبول ، ولعل عددا منهم قد تحول إلى ممارسة الجريمة على نطاق محلي أو دولي واسعيْن ، وباتوا مطلوبين لمواجهة العدالة المحلية وأحيانا الدولية . كما أن آخرين وبصورة أقل تم تذويبهم في إناء شاسع ألهتهم كل مفاهيمهم بينما شعاراتهم أصبحت لا تزيد عن كونها نعيقا!! نظرتي : إن انتهاء المُدد المحددة دون الوصول إلى اتفاق يناصره الشارع الليبي ويدعمه ، سيفضي الأمر إلى الاحتمالات التالية : * تدخل دولي مباشر بإرسال قوى دولية لحفظ السلام في ليبيا ، ووضع بلادنا تحت الوصاية الدولية بشكل رسمي معلن جراء الإخفاق الكبير الذي نعيشه . * تقسيم رعاية المصالح بين الأقطاب الدولية الخارجية تحت الرايات والأعلام الأمريكية ، البريطانية ، الفرنسية ، والإيطالية وإبعادنا نحن الليبيون جميعا من المشاركة ، وتعزيز أن ليبيا ثلاث ولايات تحت رعاية سادتها السابقين !! .. الوقت يمضي ، ينفذ وينتهي من أجل اختيار أي الاحتمالات التي تأتي بها الأقدار!!