- سالم ابوخزام
بعد مرور هذا الوقت ازداد الوطن نحو كارثة مفجعة تعصف بالكيان وتهدد كل الوجود إذا لم يتوقف هذا العبث وهذه الفوضى التي يعمقها التدخل الخارجي ويذهب شباب بلادنا كأبرز ضحاياه . مايجري أجهز على الدولة ودمر كل مؤسساتها الأمنية والعسكرية والاقتصادية والثقافية وأحدث شروخا في الكيان الاجتماعي بالكامل وتركت البلاد دونما معالجات جادة . أيضا الحكومات جرّت البلاد إلى المزيد من الصراعات والعنف بسبب انعدام الرؤية وعدم وجود خطة حقيقية معلنة للتنفيذ . فقد عملت على إنشاء أجهزة بديلة عن الجيش وهي التشكيلات المسلحة واللجان الأمنية المختلفة ، فأفسدت الإدارة وأغرقتها في مستنقع جرها نحو بعثرة الموارد والاحتياطيات وذهبت نحو الجوع والخوف ، وبات الوضع مرشحا للزيادة وسحب ليبيا نحو كوارث أشد خطورة ومنها المؤسسة الوطنية للنفط ومصرف ليبيا المركزي . كل هذه الظروف التي تهدد الوطن تنبئ بدولة فاشلة ، انعكست علينا في فزان بشكل دقيق ؛لأن فزان عنصر التوازن عندما تشتد الخلافات بين شرق الوطن وغربه وهي جسر للربط بين ليبيا وجوارها وهي بطبيعتها تنحاز إلى المصلحة الوطنية العليا وأنها عازمة على مواصلة هذا الدور للحفاظ على وحدة البلاد ولن تسمح بتمزيقها وضرب نسيجها الاجتماعي . فزان هي المتضرر الأكبر من الكارثة الليبية والانعكاسات الحياتية وحدها كافية للدلالة على مقدار هذا الضرر وليس مستبعدا أن تكون هذه المعاناة مصطنعة بقصد إرغام فزان على القبول بما يتنافى مع مصالح ليبيا ووحدتها التاريخية . فزان بحكم موقعها وبعدها عن مركز الدولة تتعرض لهجوم خارجي ممنهج وبتغيرات ديموغرافية واسعة في ظل غياب الدولة وضعف مواقف الحكومات وصراعها الطويل على السلطة والمال والنفوذ فاستخدموا القوة المسلحة بمعاونة وشراكة التدخل الأجنبي وعدم إدراك هذه الأطراف لخطورة مايجري وحجم تأثيره على الأمن الوطني والقومي الشامل . فزان تعتبر نفسها غير ممثلة مالم يتم الاختيار من بين أبناء فزان وبإرادتها الحرة الصريحة وبلا ماعرف بالصخيرات . أيضا لابد من التركيز على العبث بحدودنا والإخلال بالأمن في العدوان على المدن والقرى والطرقات حيث انتشرت الجريمة والإرهاب وتجارة السلاح وظهور بؤر للأجانب الأفارقة وعقائد جديدة وصولا إلى الأحداث المؤسفة بمرزق ومانتج عنها من تهجير جماعي وقتل ولصوصية وإحراق للمساكن وكارثة حقيقية حلت بالشيوخ والنساء والأطفال . ينبغي على الأمن المتحدة التفاهم مع دول الجوار وخاصة تشاد ، النيجر ، السودان ، بكفّ عصاباتهم عن العدوان والإرهاب ومن واجبات البعثة الأممية نقل رسائل واضحة إلى عواصم تلك الدول بالكفّ عن العدوان وتحميلها مسؤولية انطلاق العدوان من أراضيها وتواطئها وتحريضها على العدوان بقصد الإخلال بأمن ليبيا وتحذيرها من مغبة هذه التصرفات وأن ليبيا ستمارس حقها في إطلاق المطاردة الساخنة داخل هذه الدول لقمع هذه العصابات حينما تستطيع وتتمكن من مغالبة كل الظروف الآن . المصالحة الوطنية شأن لابد منه ويجب القيام بالتمهيد له من إطلاق السجناء والسياسيين ، وفزان قادرة على إطلاق مصالحة مع الذات . مهم جدا التأكيد على الحكم المحلي والبلديات للقضاء على التهميش الناجم عن المركزية لضمان حصة فزان المنهوبة من كل الموارد ومرونة التصرف لأن ردود الأفعال مرشحة للتصاعد !!