نظرتي

نظرتي

  • أ / سالم ابو خزام

برلين ستكون المحطة القادمة للمساهمة في إيجاد حل يرضي الأطراف الليبية المتنازعة والمتصارعة ، في الأغلب على السلطة والمال كما بدا للمتابع دونما شك . مؤتمر برلين سيكون هذه المرة كما قيل بدون حضور لأطراف ليبية وربما سيكون سببا في نجاحه . (ألمانيا _برلين) لعله واضح للمحللين أن ألمانيا ستكون المنطقة شبه المتوسطة بين فرنسا وإيطاليا . ألمانيا تحب وربما تجيد لعب هذا الدور في تقاسم النفوذ داخل الساحة الليبية وأظنها على مسافة واحدة بين كل الأطراف من التوجيهات للولايات المتحدة الأمريكية . وزير الخارجية الإيطالي “لويجي دي مايو” وأيضا نظيره وزير خارجية ألمانيا “هايكو ماس ” سيعملان على : _ الوقف المتبادل لإطلاق النيران . _ وقف تدخل الدول الفاعلة في الأزمة . _ وقف تدفق السلاح ، الذي زادت مؤشراته علنا . وقد بدأ عمليا التوصل إلى هذه النتائج يتسارع وأظنها ستكون الرسالة الأخيرة التي توجه إلى حكومة الوفاق بعد أن تخلى عنها العالم تدريجيا حيث ثبت فشلها وعدم جدواها في إحراز أي تقدم يقود نحو الوفاق الليبي المزعوم ، بل إنها زادت الأوضاع تعقيدا في جوانبه الأمنية والاقتصادية . لأول مرة وعلى اختلاف المؤتمرات السابقة بدءا من الصخيرات وباليرمو ثم فرنسا وأبوظبي في الإمارات العربية المتحدة ، يأتي مؤتمر برلين في ألمانيا بدون الأطراف الليبية وقد يشهد نجاحا كما هو متوقع للأسباب التالية : _ الأطراف الليبية بمختلف توجهاتها تقاد من الخارج وبالتالي لاحاجة لهم في ظل حضور القيادات الفعلية للأزمة ، ويصبح واجبهم التنفيذ فقط . _ قرارهم بافتراض حدوثه بوقف الحصول على السلاح سيصبح نافذا بغض النظر عن الرؤية الليبية المحدودة لأعمال الحرب . _ كل المنتخبين من الليبيين جميعهم وبلا استثناء قد فقدوا الشرعية من مدة طويلة وبالتالي فقدوا قوتهم أمام الشعب الليبي . _ ارتباط تفكيرهم إطالة الأزمة وعدم وجود نهاية لها مقصود بسبب ارتباطه بالحصول على المال والفساد واسع النطاق ، جعلهم يمددون الأزمة . تبدو الفرصة الأخيرة المتاحة أمام المشير خليفة حفتر ليحرز تقدما بمفهومه الواسع باتجاه طرابلس من أجل تقويض النظام المتبقي وإسقاط حلقة الصخيرات الأخيرة ، خاصة بعد إعلان ” الجويلي ” تخلي العالم والمجتمع الدولي عن حكومة الوفاق الوطني وفشل تماما المناداة بعودة القوات المسلحة العربية الليبية إلى معسكراتها في الرجمة . المشير حفتر ستكون أمامه الفرصة السانحة الأخيرة لتحسين صورته على الأقل في الزحف على قلب العاصمة طرابلس قبل حدوث مؤتمر برلين ، والمتوقع منه أن يشهد بداية جديدة لسلطة مختلفة تماما عما مضى وتركيبات أخرى مختلفة معبرة عن قوة الصراع والانقسام المجتمعي تحت أنظار العصا الغليظة !!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :