نظرتي

نظرتي

أ. سالم أبوخزام

  باختصار وبمنتهى الوضوح رئيس حكومة الوحدة الوطنية متشبث بكرسي الحكم أطول فترة ممكنة ، كما أنه يعمل بكل الوسائل على تمديد فترته ، حيث يتفتق ذهنه عن حيل جديدة لذات الغرض.

وللحديث سياسيا أقول إن الرجل يتمتع بمطبخ سياسي يجيد تماما حبك المطلوب

فالمطبخ السياسي لديه يتكون من ثلاثة رؤوس :

1_ المجتمع الدولي ، وهو ما نعبر عنه خجلا إلا أن الأمر المفضوح يقصد به الولايات المتحدة الأمريكية وشخصية الرئيس جو بايدن وريث باراك أوباما الذي أجاد في استخدام تيار الإسلام السياسي بكفاءة وقوة إبان فترته ، ويبدو أن الرئيس بايدن يسير على نفس الخطوط تقريبا.

2_علينا أن ندرك أن تركيا تلاعب الولايات المتحدة الأمريكية وتحاذيها في ذات الإيقاع ، وأن الدبيبة قد أعطى من خزينة الشعب الليبي ملايين الدولارات لتثبيت أركان رجب طيب أردوغان تحت ستار مساعدات تركيا الإنسانية بشأن الزلزال الأخير !

بريطانيا وهي اللاعب الرئيس في الأموال وهي المتخصص دوليا في ذلك وتحجز لديها أكبر (مخزن) للتيارات الإسلامية المضادة وتساندها بقوة بعض دويلاتنا العربية الممتلئة خزائنها بالمال.

3_ التشكيلات المسلحة ، وهي المنفذ لأوامر رئيس حكومة الوحدة الوطنية وتعتبر بمثابة العصا الغليظة التي لا يمكن التفريط فيها ، هذه التشكيلات تنفذ العمليات فوق الأرض وتساند ظهر الحكومة

من الداخل معززة بقوة خارجية متى لزم الأمر ، وإن التشكيلات المسلحة وتحديدا قادتها صاروا يعرفون ألاعيب السياسة ويتحركون حسب متطلباتها ، وأنهم بالطبع لايطلبون سوى تكديس المال وعلى أساسه يتحركون.

حكومة الوحدة الوطنية الآن تتحرك وبسرعة وعن طريق مطبخها السياسي لإفساد موضوع إزاحتها من السلطة وسحب البساط من تحت أقدامها.

لقد باتت توجه ضربات بالطيران المسير لنقاط أساسية تؤكد أنها تعمل بشكل سافر في مسائل التهريب عموما.

هذا صحيح ونحن ضد هذه الطريقة المهتمة بتهريب الهجرة غير الشرعية ، والوقود وكافة الممنوعات ، إلا أن حكومة الوحدة الوطنية قد سخرت ضرباتها المسيرة بطيران بيرقدار التركي لأهداف سياسية واضحة المعالم ، لأنها تعمل بشكل واضح نحو تغيير الحكومة وبمختلف الطرق.

الأهداف السياسية استهدفت منزل النائب علي أبوزريبة المرتبط بلجنة حوار أبوزنيقة.

إن ما يزيد الأمر وضوحا هو تحالف أردوغان مع عبدالحميد الدبيبة وتنحية الأطراف الأخرى جانبا وهم :

1_ محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي المزعوم شكلا قائدا للجيش.

2_ محمد الحداد رئيس الأركان ، الذي يمتلك سلطات محدودة لا تمكنه من المشاركة الحقيقية بإعطاء التعليمات ورفضها وتقنينها.

3_ وزير الدفاع الغائب وغير الموجود والذي استعيض بدوره في يد رئيس حكومة الوحدة الوطنية نفسه ، من أجل جمع كل السلطات في يد واحدة وبذلك تحول إلى مركز قوة وذلك هو المطلوب طبعا.

إن كل ما يقوم به رئيس الحكومة منتهية الولاية هو تمطيط لفترة بقائه في السلطة لأجل جمع المال وتمكين كل من حوله من مفاصل الدولة للإجهاز عليها والتغلغل بها والاستمرار في ضربها اقتصاديا لصالح الدول العظمى سالفة الذكر في مقابل تمكينه من الاستمرار ، وهو مستعد تماما لرهن ليبيا بالكامل.

وحيث تزايد الصراخ الشعبي الحقيقي من كل حدب وصوب وأدركت الولايات المتحدة والغرب أن ليبيا تحت سيطرة هذه القوى بغض النظر عن عبدالحميد الدبيبة فإنني أستشرف ترك خيوط اللعبة تهوي بالأخير إلى مزبلة التاريخ وتبديله بنمط جديد ولكن بغير ما ستأتي به الانتخابات.

“النتيجة ”  

ليس هناك صداقات دائمة ولا عداوات دائمة بل مصالح دائمة.

أُفُـولُ الدبيبة بات قريبا جدا للأسباب التي ذكرتها ، وعلينا انتظار القادم الجديد دونما استحقاقات انتخابية ، فالأخيرة تعني صوت الشعب الليبي المرفوض مرحليا وغير المقبول الآن.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :