بعد أن بقرت سكاكين البغدادي بطون رجال ونساء قبيلة الفرجان ، والشباب الطاهرين مازالت بعض صحف التواصل الاجتماعي يغازلون من كان له دور رئيسي في المجزرة سرت التى تذكرنا بحملة الصوملين الذين جلبتهم جنرالات موسيليني لقتل الليبيبن ولم ينس ابداً الليبين جنود ( الصوماليـن ) الذي( عرف بأسم مصوعي).
وفي تفصيل دقيق ومتابع للجماعات الاسلاميـة ونموها في ليبيا لايمكن من الناحية العمليـة التفريق بين أي جماعة مهما اظهرت الود والتسامح ،لانه في النهاية تحمل ابشع صور التوحش حينما تتضارب ولو بشكل بسيط مع النموذج الذى وضعته منطلقاً للحكم .
ذلك أن وجود الجماعات المسلحة في المنطقـة الوسطى ليس بجديد عن ليبيا ولكن تواجدها تنامى وزاد بعد سقوط نظام العقيد القذافي عند مشاركة امراء الجماعات الاسلاميـة وبقوة في معارك تحرير سرت تحت اسماء رنانة، ومنذ يناير عام 2012 م سيطرت هذه الجماعات على مناطق كبيرة في المنطقـة الوسطى وجعلتها مناطق مفتوحة وحرة خاضعة لها وتحت سيطرتها.
فلقد خاضت تلك الجماعات المسلحـة عدة صراعات مع قيادات في الجيش الليبي ومنها كتيبـة ” شهداء الزاويـة المجحفلة، التى حاربتها حكومـة زيدان والمؤتمر الوطني انذاك واتهمتها بانها كتيبـة تابعة للنظام السابق، وفي اول رد للعقيد صلاح ابوحليقة امر الكتيبـة على التصريحات قال ” ان الكتيبـة تابعـة لرئاسـة الاركان العامـة وان الكتيبـة بها جميع افراد الجيش من جميع انحاء ليبيا ويتقاضون مرتباتهم من وزارة الدفاع ” وتعتبر هذه الكتيبـة من اكبر واقوى الكتائب في الساحل الليبي والمنطقـة الوسطي،ونظراً لاستراتيجيـة المدينـة وباعتبارها تعد حلقة وصل بين الغرب والشرق والجنوب واحتوائها على مخازن الاسلحـة ووجود مطار سرت وقاعدة القرضابيـة ” وميناء سرت فهى الحلقة الاضعف في الخارطـة الجديدة التى رسمت حدودها ” القبليـة والجهوية ” وكانت محط أعين الجميع وبصدور القرار رقم 42 عن الموتمر الوطنى العام والقاضي بحماية الحقول النفطيـة إبأن ازمـة ” الجضران ” توجهت قوات تابعـة للدروع نحو المدينـة تنفيذا لقرار المؤتمر الوطنى وإجتاحت كتيبـة شهداء الزاوية على حين غرة الحقول وقتلت أربعة كم من حراسها واستولت علي العديد من الذخائر، وحينها انسحبت الكتيبـة من مدينـة سرت نحو ينغازي مسقط راس انشاءها ابان انطلاق “الثورة التي اطاحت بحكم العقيد” ولتبقى بعد ذلك مدينـة سرت ارض تابعـة للجماعات التى تلقت دعم كبير من اعلى سلطـة تشريعية في الدولة، ولم تنجح قوات الدروع في فك الاعتصام على المواني آنذاك، ولكنها نجحت في ازاحـة اقوى الكتائب في المنطقـة الوسطى والتى كانت لها قاعدة شعبيـة كبيرة بين اهالي منطقـة سرت . وبعد ذبذبة الكرامـة والفجر وظهور اسم جديد للجماعات الثيوقراطيـة تحت اسم تنظيم الدولة الاسلاميـة انظم العديد من الشباب من اصحاب السوابق والموتورين والصعاليك والحاقدين الي هذا التنظيم وبرغم من انكار العديد من اهالي المدينـة عن وجود ذلك التنظيم إلأ ان الاخير اعلن عن نفسه وبقوة تحت اسم اسمه الجديد تنظيم الدولة الاسلاميـة داعش من مختلف الجنسيات لتحاول بعض القوات التابعـة لحكومـة الإنقاذ مواجهه التنظيم دون جدوى مما جعل بعض اهالي المدينـة يصدرون بياناً نشر في صفحات التواصل الاجتماعي اليوم ” كحجـة لمن يريد التقاعس ” مدينـة سرت اخر معاقل القذافي يسكنها العديد من القبائل منها الفرجان والمعدان والقذاذفة واولاد سليمان والورفلة واولاد وافى والربايع والهماملة والعمامرة والحسون شهدت اكبر مذبحة ـ امام اعين تلك القبائل التى شهد لها التاريخ بنضالها ضد الاستعمار الايطالي وتعود اسباب تخاذل هذه القبائل بعد قلة الاسلحـة هو حدوث الخلاف السياسي بين تلك القبائل فقبيلة الفرجان التى ارتكبت فيها هذه الجريمـة محسوبة على ثوار فبراير الذين اطاحوا بنظام العقيد . حسب نظرية اهل المدينـة وامام اعين الليبيين جميعاً ضل الصمت مخيماً مثلما الجمت افواه المجتمع الدولي والجامعة العربيـة اللتان طالما صمتنا بالدفاع عن حقوق الانسان .وكان الارض ابتلعتهما مثلما ابتلعت اكثر من 620 كتيبة مسلحـة في ليبيا تحمل جميع اسماء الوحوش البريـة والطيور الجارحـة . وبسبب تربص الليبيين ببعض في ضل الانقسام يخشى العديد من القيادات الدخول في حرب استنزاف مع تنظيم الدولة وهذا احد اسباب تخلى الليبيين عن مدينـة سرت
محمد أحمد الانصاري