نَظْرَتِي

نَظْرَتِي

  • أ / سالم ابوخزام

نزلوا بأطواق النجاة عاموا وسبحوا لمسافات قليلة لحسن الحظ لا أكثر ، اقتادتهم الشرطة الإيطالية وخفر السواحل إلى نقاط التجميع بعد أن استلمتهم وعدّتهم واحدا واحدا . ..حيث تصل يقول حمزة ، تتنفس الصعداء ويبدأ عالم جديد بالنسبة لك . إن أول ماتفقده (الأذان) وسماحة الإسلام والوطن وكل الطقوس التي جعلت بلادنا من أروع البلدان. ..أنت بلا أية شهادات وبلا مستقبل وبلا مأوى وبلا وطن . .. عليك أن تبدأ أي عمل فالمهم لقمة العيش ولكنها بغير كرامة ، بل لأنزع عنها إنها بإذلال ولكن ربما إلى حين فكما قلت لكم إنها الأقدار فقط . يدلف حمزة إلى عيش جديد وحياة جديدة فيها كل البؤس والمعاناة ، الزوجة والأبناء أثقال قاسية وأمر مروع لكنه حتمي . عليك أن تعمل وبأية أثمان وأن تستجيب لكل ماهو صعب . غسل الأواني لمن كان محظوظا ، ويكفي فلن أصور أكثر كما سرد (حمزة) !! ..حمزة وصل قاسى لكنه عاش وتنفس وتناسى رحلة مريرة لكنه أضاف ، حريتي مصادرة ، وبلادي صادرتني ، لأحيا هنا جبرا وغصبا ولم أكُ أدري !! ..غيري كُثُر جاؤوا ونزحوا بأعداد مهولة وتغربنا وتهنا في بداية ليست لها نهاية . غيرنا ينهب ويسرق الملايين وأصبح يمتلك البيوت الباذخة واليخوت المرفلة والسيارات الفارهة ويأكل (الكافيار) في أرقى الفنادق والمطاعم ويتمخطر في طرقات البيكاديلي وبروكسل ومدريد ومقاهي إمارة موناكو . أو يصطاف في شرم الشيخ ويقضى لياليه في شوارع الإليزيه الفسيحة . نهب لكنه مشروع ، عمارات وبنى توقفت وطرقات ومنتجعات ليحل محلها الخراب والدمار والهوان . أجيال مطلوب منها أن تسدد الفواتير عذابا وشقاءً وحرمانا وهوانا ولعلي واحد منها . أجيال بين قتيل اخترنا له مسمى شهيد ، أو جريح أو فاقد لساقيه ، أو قعيد إلى النهاية . …دمار لبلادي نيران وأدخنة لتضربنا الفوضى العارمة فمن ياترى يعطينا اليوم صكوك الغفران . .. أقول لعلي اليوم أدفع دمي وحياتي مناديا ، لاتتركوا بلادكم فليس أمامكم إلا التصالح والسلام والعودة لبناء ليبيا مجددا فليس ثمة غيرها طريق . .. لاهجرة ولا حرب واقتتال ، ولا حلول أمامنا غير بلادنا ونحن فيها !

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :