نَـظْـرَتِـي

نَـظْـرَتِـي

كتب :: أ :: سالم ابوخزام 

مَـحَـطّة (1)

نقاشات كثيرة تدور بين أبناء الوطن ، شرقه ، وغربه ، وجنوبه تطّلع على وجهات نظر كثيرة حول ذات الموضوع ، أدوات التواصل الاجتماعي وغرف ” فايبر ” المتعددة أوجدت مساحات رهيبة لهذا التلاقي . ..المدهش في الأمر أنك تكتشف ثقافات وآراء لم تكن تتصور أن تطرح من ليبيين بحال من الأحوال ..ذات مرة عثرت على ليبيّ فيدرالي ” انفصالي ” وبكل ما تحمل الكلمة من معنى !! ..

يتحدث في غرفة حملت عنوان الدولة المدنية ، ومن مدينة البيضاء معقل المملكة الليبية ، المقر الصيفي لإدريس السنوسي في زمن حكمه . ..كتب على الغرفة بكل أسف حيث تبنّى خطابا عن الشعب البرقاوي إذ يحدّث الشعب الطرابلسي ، ثم لم يتورع إلى الإشارة عن ثالث بحسب مفهومه الشعب الفزاني !! ..لم أكُ أتوقع أن يطرح ذاك “المتردي ” من هول النطاح أننا شعوبٌ متعددة !! ..

أكثر المتشائمين يردد “الأمة الليبية ” وأروع المتفائلين يعزز أننا أمة عربية واحدة من المحيط إلى الخليج ، وليست ليبيا الحبيبة إلا جزءا من هذه الأمة الخالدة . ..ليبيا بلاد عربية تمازجت فيها القيم الخالدة وانصهر سكانها في بوتقة واحدة واختلطت الدماء والأنساب وتعززت بالتصاهر والحياة المشتركة فكونت ملحمة شعبية واحدة ستبقى أبد الدهر . فنحن الليبيون اليوم لسنا إلا شعبا واحدا ، يدين بالإسلام ، وأن ألواننا الثقافية الجميلة لم تزدنا إلا ترابطا وألفة ومحبة لتعطي نسيجا موحدا وشعبا موحدا ، الشعب الليبي العظيم . ..لا تثريب لمن يبحث عن حقوقه وينال مكتسباته ويرتقي بمدينته في أُطر تعترف بالمواطنة الحقّة بعزة وكرامة ، أو أن ينخرط في ممارسة السلطة والحكم لتنتقل الأجيال القادمة بليبيا إلى مصاف الدول المتقدمة . ..إن النداءات المتردية من هول النطاح التي تتجه نحو الفيدرالية ليست إلا خطوة في اتجاه تقسيم ليبيا ، وهنا علينا جميعا قفل تلك البوابات التي تخطط لأن تذهب بليبيا نحو الجحيم !! ..إن الدولة الفتية المفدرلة في الخمسينيات قد تحولت إلى بلد موحد مترابط منذ عشرات السنين فسارت حينئذ نحو الاتجاه الإيجابي لتظهر هذه الخارطة البهية التي يجب أن نقاتل للإبقاء عليها ، وإيقاظ كل “مُتردٍ منطوحٍ ” بأن ليبيا شعبٌ واحدٌ وبلادٌ واحدةٌ . ..أريد لابن مدينة البيضاء المجاهدة أن يفهم بأننا ماضون نحو الأمام ولن نعاود النكوص للوراء ، فليبيا الحبيبة أكبر من مجرد رغبة لِـتَـائِهٍ وراء الزيف أو الخذلان ..الأوطان لا تُـبْـنَى بالعواطف ورجالها الأفذاذ في كل مكان لن يسمحوا بتمزيقها ، ولن يسمحوا إلا بإعلائها بلادا للمجد . ..يسود فَـهْـمٌ خاطئ لدى بعضنا حين تتحول الحرية إلى فوضى عارمة وتختلط الخطوط والمفاهيم ، فدون ليبيا الموحدة سقطت رؤوس وأظنها لا تزال تتدحرج ، الآباء والأجداد دفعوا أثمانا باهظة من أجل هذا الوطن وهذا الشعب لن يتوقف حتى تعلوَ هاماته فوق كل نجاد ليبيا . ..إن أكثر ما يزيدنا فخرا في الجنوب الليبي بل وفي كل أنحاء ليبيا ، أن شعبنا العظيم لا يتردد في المجاهرة بأن ليبيا الحبيبة قُطْر موحد ينتمي لأمة خالدة . ..سلام عليكِ مدينة البيضاء الجميلة والعريقة ، سلام إلى جبالك وهضابك وسندسك الأخّاذ وحبّ لا يُضَاهَى لأبنائك في كل أركانك ، سلام من سبها درّة المدائن ومن أرض الجنوب ، أيادينا لن تتردد في تشابكها الطبيعي مع أهلنا في مدينة البيضاء وكل الشرق الحبيب لنهزم كلنا ومعا أدوات الانفصال .

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :