نَـوْرَسِـيـّات

نَـوْرَسِـيـّات

كتبت :: نورس الفقيه

وقفة_حداد على كتبٍ صفتْ على أرفف مكاتب تشبه المقابر، نهجرها ليغطيها الغبار مثلما غطى الثري شهداءنا، كل الأسى على كتبٍ أُحرقتْ جراء حربٍ غاشمة، حرب ليست كأي حرب، إنما جاءت لطمس لغة الضاد، هي لم تـُبـَدْ ولن تُـبَـدْ، ولكنها محض كلمات قد توقد نار غيرة العرب على لغتهم ولو قليلاً.. محصول لغوي شحيح، صياغاتٍ ركيكة، ذلك هو جيل اليوم فقد أجرموا في حق لغتهم، عذبوها وهي حية، ومن ثم لم يكتفوا بقتلها فنكلوا بجثتها، وأخيرا أحرقوا رفاتها الطاهر، ليضعوه داخل قنينة قد عُلق عليها ملصق يحمل عنوان «التطور»، لست ضد التطور، ولكن لكل مقامٍ مقال، سطحية العقول قد تجبرك علي النفور، لتكره هذا التطور المزعوم؛ والذي يدعو إلى دفن لغتهم .. مجرمون ! ولكنهم خارج القضبان، فلم يفرقوا بين الصمت والسكون، ولم يعلموا أن لِلعبة الغميضة قواعد وأصول، يمسكون بالخبر ليعتقلوه، في حين اختباء المطلوب وهو المبتدأ، لِيقدسوا المفعول به ويضعوهُ رئيسًا على الشركة، فَيضطهدون الفاعل وقد يطردونه، هم بارعون في سرقة ألفاظ غربية وإدماجها بلغتهم العربية «أوكِ يابرو راني اندر استاند عليك » ، «أوو هاي سيس أمتي نمشوا للكافي »، هم متمرسون في القتل والتمثيل بجثة لغتهم، فقد قاموا ببتر الألف من كلمة «شكرًا» ليضعوا بدلًا عنها النون أأصابهم الجنون ؟، وإذ بتروا الألف من بعض الكلمات فهم أيضاً كسروا ألف الظاء لتصبح ضاد «اصلن عادي أنا حضي هكي» كسر قد يؤدي إلى كسر رقبتك بالفعل!، فتدليس اللغة يشبه إلى حد كبير القيام بعملية تجميل، فَيزرعون الأنف في مكان العين اليسرى ، لِيضعوا الأذن في مكان الفم، ولكم الحرية في تخيل مدى بشاعة هذا المنظر ..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :