هاتها

هاتها

محمد الهادي الجزيري

هاتها

للقصيدة فرسانها الأغبياءُ

وبي ظمأ للحياة ولذّاتها

هاتها

لم أعِد أحدا بالقصيدةِ…..

ولولتُ من شجن بالغ في طريقي إلى القبر

فاعتقد الناس ما اعتقدوا

أوَشعرٌ بكائي على طائر كنتُه؟

أوَشعرٌ نُواحي على أمّة

غصّ قلبي بأيتامها

وقطعت حياتي وراء جنازاتها؟

…………………….

هاتها

لستُ ربّ القطيعِ

ولا ربّ لي غير حزني

ولاغد لي في قبائل تعزل أحياءها

وتبايع أمواتها

هاتها

كشف الغاب أوراقه كلّها

وعوى الذئب فيَّ

وفي كلّ من مرّ بي

ويلنا من تدحرجنا في جحيم الأنا

ويلنا من حديث الأنا مع مرآتها

هاتها

كذبٌ كلّ ما قلته عن أخي

إنّه الذئب في كلّ عصر ومصر

ولست أبرّأ نفسي من الجوعِ

حتّى وإنْ لمْ أمدّ يديّ إلى طبق واحد

في ولائم أمّي وجاراتها

هاتها

ولتحلَّ على كتبي لعنتي

وعلى كلّ من حوّلوا وجهتي

من سكينة روحي إلى ضجّة الكتبِ

أين أهرب من هذه الجلبةْ؟

كيف أفلت من زحمة الكلمات وأصواتها؟:

جنّة……

وطني جنّة.. إنّما.. إنّما.

عاشقان وتفّاحة وجيوش من المفرداتِ

أمن أجل تفّاحة كلّ هذي الدماءْ؟

أأُهشّم رأسي على حجر ناتئ في مضيق اللغةْ

أمْ أشير إليك بأنْ هاتها

هاتها

إنّ ما بي عسير على الأبجديةِ

مسكينة….

أوْجدتها القبائلُ حتّى تعدّ غنائمها

وتُسَمّيَ غاراتها

ليس في وسعها الغوص في غيمتي

ليس في وسعها فعل شيءٍ

سوى العيش في ذاتها

هاتها

 أمسِ قبّلتُ جبهة قاتلتي

واعتذرت لها عن شحوبي

وعن ظلمها وجناياتها.

لمْ أجد في بلاد النساء أنوثتها

لم أجد في عيون الكلام عذوبتها

لم أجد في لحاف الهوى نبضها واخْتلاجاتها

هاتها

ثمّ هات شقيقاتها …فبنات عمومتها…

هات خالاتها..

كيف …هلْ نفد الخمرُ؟

هات الكروم بغاباتها

فلعلّي متى غرق العقل

أدرك أسرارها

وأعي كيف تفعل…….سبحانها

لتقيم هنا في دمي

وتكون هنالك في بيتها

هاتها

أكلتني الحياة

ولم تُبق منّي سوى جثّة

تتعثّر بين كوابيسها والتزاماتها

هاتها

لا أرى غير أرض

تصرّ على ضمّ ذاتي إلى ذاتها

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :