عيسي المنوني
قال الإمام القاضي أبو الفضل عياض في شرحه على صحيح مسلم في حديث الجريدتين عند قوله صلى الله عليه وسلم: ((لعله يخفف عنهما ما دامتا رطبتين))
ما نصه: أخذ العلماء من هذا استحباب قراءة القرآن على الميت لأنه إذا خفف عنه بتسبيح الجريدتين وهما جماد فقراءة القرآن أولى.
وقال الإمام القرافي في ملخصه: مذهب أبي حنيفة وأحمد بن حنبل أن القراءة يحصل ثوابها للميت، وإذا قرئ عند القبر حصل للميت أجر المستمع، والذي يتجه أن يقال ما لا يقع فيه خلاف: أنه يحصل لهم بركة القرآن لا ثوابه، كما يحصل لهم بركة الرجل الصالح يدفن عندهم أو يدفنون عنده، والذي ينبغي للإنسان أن لا يهمل هذه المسألة. وكذلك التهليل الذي جرت عادة الناس بعمله اليوم من قول (لااله الا الله محمد رسول الله) ينبغي أن يعمل ويعتمد في ذلك على فضل الله بكل سبب ممكن، ومن الله الجود والإحسان هذا هو اللائق بالعبد.والله المستعان
وقال الشيخ ابن الحاج في الجزء الأول من المدخل ما نصه: لو قرأ في بيته وأهدى إليه لوصلت، وكيفية وصولها أنه إذا فرغ من تلاوته وهب ثوابها له، أو قال: اللهم اجعل ثوابها له. فإن ذلك دعاء بالثواب لأن يصل إلى أخيه والدعاء يصل بلا خلاف. اه.
ونقل الشيخ أبو زيد الفاسي في باب الحج عن الغير في جواب له ما نصه: الميت ينتفع بقراءة القرآن، وهذا هو الصحيح، والخلاف فيه مشهور، والأجرة عليه جائزة. والله أعلم، ن
وفي آخر نوازل ابن رشد في السؤال عن قوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ للإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى} قال: وإن قرأ الرجل وأهدى ثواب قراءته للميت جاز ذلك، وحصل للميت أجره. .