هل تصبح الأجهزة الكهربائية بديلاً لإسطوانة الغاز بسبها ؟

هل تصبح الأجهزة الكهربائية بديلاً لإسطوانة الغاز بسبها ؟

  • تحقيق :: زهرة موسى

أسْطُوَانَاتٌ غَالِيَةُ الثّمَنِ، فَارِغَةُ المُحْتَوَى، سَرِيعَةُ النّفَاذِ

تجتاح الشارع السبهاوي أزمة حادة تتمثل في نقص غاز الطهو و بالمقابل ترتفع أسعاره في الأسواق السوداء ، هي ذات الأزمات تتجدد و تتكرر دائما على أهالي مدينة سبها ، فهذه ليست المرة الأولى التي يعايشون فيها هذه الأزمة ، ولكن بدأ المواطنون يستعدون لها ويحاولون التعايش معها ، و يبحثون عن بدائل ، قد لا تغنيهم عن أسطوانة الغاز و لكن تحل جزءا من المشكلة ، فهل تصبح الأجهزة الكهربائية بديلة عن أسطوانة الغاز بسبها ؟ في سياق هذا التحقيق رصدت فسانيا قصصا لمعاناة المواطنين.

أسْطُوَانَةِ الغَازِ ثَمَنُهَا 100 دٍينَارٍ

قالت ” أم مصطفى ” مواطنة ” أسطوانة الغاز شيء أساسي في حياتنا ، بالرغم من ذلك نعاني منذ أكثر من شهر من أزمة نقصها ، في المستودعات العامة ، و لكن كالعادة هي متوفرة في الأسواق السوداء و بأسعار مرتفعة جدا ، وصلت إلى ما يقارب 100 دينار ، و أحيانا تنخفض إلى 85 دينارا ليبيا ، في الأيام الماضية و أنا أطهو طعام الغذاء فرُغت الأسطوانة ، ولسوء الحظ أيضا كانت الكهرباء منقطعة و لم نجد أسطوانة غاز و حتى إذا وجدناها يكون سعرها غاليا جدا ، ونضطر لشرائها لعدم وجود بديل .

غَالِيَةُ الثّمَنِ وَ سَرِيعَةُ الإفْرَاغِ

ذكرت ” أم موسى ” اشترينا قبل أسبوع أسطوانة غاز ب85 دينارا ليبيّا ، لكنها كانت تسرب الغاز بشكل رهيب ، فحتى و إن كانت مطفأة تنتشر رائحتها في أرجاء المنزل ، ومن شدة تسربها قمنا بوضعها خارجا في الشرفة ، و لم تستمر معنا كثيرا فبعد أسبوع واحد فقط اضطررنا لشراء واحدة أخرى لأن الأولى قد فرغت فبالرغم من غلاء ثمنها إلا أنها سريعة النفاذ ، لا أعلم إلى متى تستمر هذه الأزمات المفتعلة ، و المتكررة ، الجميع يتهم المستودعات العامة بالفساد و بكونها هي المسؤول المباشر عما يحدث ، فمن غير الطبيعي أن تعجز مستودعات الدولة عن توفير أسطوانات الغاز في حين أن السوق السوداء توفرها و بأسعار خيالية ، كيف يعقل ذلك ؟ .

تَوْحِيدُ أسْعَارِ أسْطُوَانَاتِ الغَازِ

أضافت ” مريم محمد ” من شدة ما تعرضنا له من أزمات اعتدنا عليها ، وبتنا نتعايش مع ما يحدث من حولنا ، خاصة أزمة نقص الغاز ، فمنذ الموجة الأخيرة لارتفاع أسعار غاز الطهو و نقصها ، بتنا نعتمد على ال” فيرنيلو ” في الطهو ، فوضعنا المادي لا يسمح لنا بتعبئة أسطوانة الغاز بسعرها الحالي ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا تحدث هذه الأزمات بشكل دائم بمدينة سبها و الجنوب بشكل عام ؟في حين تتوفر في المنطقة الشرقية و الغربية ، ولماذا لا توجد أسطوانات غاز بمستودع سبها النفطي؟ في حين تتوفر في السوق السوداء ؟ ولكن أسعارها مرتفعة جدا ، ولا يستطيع المواطن شراءها ، وبالرغم من استمرار هذه الأزمة فإننا لا نرى أي دور للحرس البلدي و الجهات ذات الاختصاص ولا أي ردود أفعال اتجاه ما يحدث ، فلماذا لا تتخذ هذه الجهات إجراءات ضد الأسواق السوداء؟ بحيث تفرض سعرا محددا و مناسبا لأسطوانة الغاز ، و تعاقب أي جهة تتجاوز هذا السعر . ذكرت ” خديجة أحمد ” من غير المعقول أن نعمل بتصدير الغاز إلى الخارج ، و تكون واحدة من أكبر مدننا و عاصمة الجنوب سبها تعاني من نقص الغاز ، فكيف نعجز عن توفير الغاز لمواطنينا و نصدرها للخارج في ذات الوقت ، دائما ما كنا نعاني من أزمات متتالية ” سيولة و غاز و وقود و غلاء أسعار و الأمن ” ، و لازالت هي نفسها تتكرر مع مرور الأيام ، بالرغم من تكرارها فإن الجهات ذات الاختصاص لم تفعل أي شيء لتخفف من أعبائنا كمواطنين ، أتمنى أن نصل لمرحلة نستطيع فيها العيش كالمدن الشرقية و الغربية ، وأن تنعم مدننا الجنوبية بالخدمات الموجودة في تلك المدن.

بَاعَةٌ يَغُشّونَ فِي بَضَائِعِهِمْ

أفادت ” سالمة محمد ” انتهت أسطوانة الغاز ، فجأة و لم ينضج الطعام بعد ، ركض أخي باحثا عن أسطوانة غاز ، و لم يكن بمحفظته سوى 50 دينارا ، و عندما وصل للموزع تفاجأ بأن ثمنها وصل إلى 85 دينارا ، بحث طويلا ولم يجد سعرا أقل من ذلك ، استمررنا طيلة ثلاثة أيام في الطهو على “الفيرنيلو ” وفي نهاية الأمر وجد أخي موزعا يبيع الأسطوانة بثمن أقل حيث وصل 65 د.ل و اشتريناها ، و لكن المشكلة تكمن في كون هذه الأسطوانات لا تستمر طويلا ، أي أن بعض الباعة يغشون ، بحيث بعد أسبوعين ، تفرغ الأسطوانة ، فمن غير المعقول أن تدفع مبالغ باهظة و من ثم تكتشف بأنه قد تم غشك و خداعك .

تُجّارُ الْأزَمَاتِ هُمْ سَبَبُ تِكْرَارِ أزَمَاتِ الجَنُوبِ

قال ” صالح خير الله ” أزمة نقص الغاز و الوقود ليست وليدة اللحظة ، وكذلك تجار الأزمة هم المسؤولون عن زيادة حدة هذه الأزمة ، وهم المستفيدون منها ، و تنقصنا الوطنية ، فلا أحد يتنازل مخافة الله عز وجل أو لأجل المواطنين الذين يعانون أساسا من نقص السيولة مما أدى إلى انتشار الفقر ، و الحكومتان غائبتان تماما عما يحدث في هذه البقعة ، و كأننا لا نتبعهما أبدا ، في النهاية فإن المسؤول الأساسي عن هذه الأزمة هم تجار الأزمات ، وفي النهاية أتمنى أن يؤلف الله بين القلوب و يوحد البلاد.

أيْنَ مُسْتَوْدَعُ سَبْهَا النّفْطِيّ ، وَ أيْنَ المُوَزّعَاتُ العَامّةُ؟

ذكرت ” هناء عبد الله ” مواطنة ” مشكلة نقص غاز الطهو تعتبر من أكبر المشكلات التي نعانيها هنا في الجنوب الليبي ، فليس طبيعيا أن يقفز سعر الغاز فجأة إلى 100 د.ل نتساءل دائما عن حصة الجنوب و الجنوبيين في كل شيء ، فأبسط الحقوق معدومة لا كهرباء ولا غاز ولا وقود و لا حتى بنية تحتية جيدة ، نعيش في مدينة من المفترض أن تكون عاصمة الجنوب و هي تفتقد لأقل المقومات التي يمكن أن تصفها كمدينة تابعت ” هذه الأزمات تتكرر كلما حدثت مشكلة في المنطقة الغربية أو الشرقية ، فيقع على عاتقنا تحمل تبعات تلك المشكلات من نقص لغاز الطهو و الوقود ، و لكن أين الجهات المسؤولة من كل ما يحدث ؟ أين مستودع سبها النفطي ؟ وأين الموزعات العامة ؟ من الضروري جدا إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلات و الأزمات ، فقد سئمنا من تكرارها ، وبالفعل بدأنا نبحث عن حلول بديلة ، مثل الفيرنيلو و الفرن الكهربائي ، و لكن حتى الحلول البديلة أحيانا لا تنفع ، فالكهرباء أيضا تنقطع لأربع ساعات ، فالمواطن بات في حيرة لم يعد قادرا على تحمل المزيد فكلما بدأنا نتعايش مع الوضع المأساوي ، نجد الأزمات تزداد جدا و تتعقد أكثر ، أتمنى أن تلتفت الحكومات إلى هذه المنطقة و مواطنيها ، فنحن لسنا مجرد تابع بل نحن شركاء في الوطن و لنا نفس الحقوق و الواجبات.

أفادت ” إيمان الشريف ” مذيعة براديو صوت سبها الحرة ” تسبب نقص غاز الطهو في أزمة كبيرة في مدينة سبها ، بالرغم من وجوده في بعض المستودعات ، و لكن ربما يتم تسريبه أو التودد به لبعض الأشخاص ، فأنا أسكن بالقرب من إحدى المستودعات التي كانت في الماضي توفر غاز الطهو ، و لكن الآن بات يستغل بشكل أو بآخر ، بحيث بعد و صول الغاز إليه يتم إغلاق المخزن و بعدها تأتي عدة سيارات ، ما يقارب خمس سيارات ، تابعة لأشخاص عاديين ، يقومون بتوزيع الغاز ، و لهذا أقول للمسؤولين بأن هناك تلاعبا في بعض المستودعات ، ويتمثل في تسريب الغاز أو تهريبه ، و في نفس الوقت المواطن البسيط لا يصله الغاز و يعيش في أزمة .

دَوْرُنَا الْإشْرَافُ عَلَى سَيّارَاتِ تَوْزِيعِ الْغَازِ ، وَلَيْسَ تَأمِينَهَا وَ جَلْبَهَا إلَى مَدِينَة سَبْهَا

أظهرت ” في بعض المناطق الغربية يصل سعر غاز الطهو إلى حوالي 3 د.ل ، بينما هنا يصل إلى 100 د.ل ، فهذا شيء خيالي كيف يكون الفرق في السعر كبيرا لهذه الدرجة ؟ الآن حتى الفرن الكهربائي أو الفيرنيلو فإنه يحتاج لوقت أطول للطهو ، و كذلك انقطاع الكهرباء ، و أيضا حتى الحطب لم يعد متوفرا لكي يستخدم في الطهو ، كيف يمكن للمواطن تسيير أموره و التعامل مع هكذا أزمات؟ نوهت ” أتمنى من المسؤولين مخافة الله فينا ، فهناك أرامل و مطلقات و أيتام ، هناك من لا يملك قوت يومه ، فكيف له أن يشتري غازا بمئة د.ل . مَا هُوَ دَوْرُكُمْ لِلْحَدّ مِنْ أزْمَةِ الغَازِ بِبَلَدِيّةِ سَبْهَا؟ ذكر ” الرائد أبوبكر محمد ” آمر الدوريات بجهاز الدعم و الدوريات ” دورنا الإشراف على توزيع سيارات الغاز ، و ليس تأمينها و جلبها إلى مدينة سبها ، ففي الفترة الماضية كان الغاز يصل إلى مدينة سبها عن طريق مدينة مصراتة ، و كنا نقوم بدورنا كمشرفين على التوزيع ، و منع حدوث خروقات ، و انتشار بيعها في السوق السوداء ، و لكن منذ فترة عام تقريبا لم يصل الغاز إلى مستودع مدينة سبها ، وهذا ما تسبب في ضعف وصول الغاز ، و كذلك باتت طرق توفير الغاز تتم بشكل شخصي ، و ليست عن طريق تنظيم مستودع سبها النفطي . هَلْ يُمْكِنُ لإدَارَةِ الدّوْرِيّاتِ أنْ تُوَحّدَ تَسْعِيرَةَ بَيْعِ أسْطُوَانَة الغَازِ؟ في الحقيقة توجد تسعيرة ثابتة في المستودعات على مستوى ليبيا ، و لكن ما لم يصل الغاز إلى مستودع سبها و يتم نقلها عن طريق شركات النقل الخاصة بالمستودع ، لا نستطيع التحكم في التسعيرة ، لأن أصحاب المستودعات يقومون بنقل الغاز على حسابهم الشخصي ، و عن طريق الإيجارات ، فلذلك يصل الغاز الخارجي إلى 5 د.ل . لِمَاذَا تَتَكرّرُ أزْمَةُ الغَازِ كُلّمَا حَدَثَت مُشْكِلَةٌ فِي المَنْطِقَة الشّرْقِيّة أوِ الغَرْبِيّة ؟ في البداية فإن مستودع سبها النفطي يصله الغاز عن طريق مدينة مصراتة ، نتيجة إلى الخروقات الأمنية في الطرق المؤدية إلى مدينة سبها ، يتم انقطاع الغاز ، كل فترة ، و أحيانا تحدث إشكاليات في مستودع مدينة مصراتة و أحيانا ينقص الغاز بالمستودع ، مما يؤثر على مدينة سبها . البعض يقول بأن بلدية البوانيس لا تعاني من نقص في الغاز و الوقود بينما

لَا نَسْتَطِيعُ التّحَكّمَ فِي التّسْعِيرَةِ ، لِأنّ أصْحَابَ المُسْتَوْدَعَاتِ يَقُومُونَ بِنَقْلِ الغَازِ عَلَى حِسَابِهِم الشّخْصِيّ.

سبها تعاني منهما ؟ فما السبب ؟ أعتقد أن بلدية البوانيس لديها علاقات في المنطقة الشرقية أفضل من مدينة سبها ، لكن بلدية سبها متذبذبة في علاقاتها لأنها لا تزال تعمل مع الجهتين الشرقية و الغربية ، و كذلك بلدية البوانيس نشطة أكثر من سبها ، ولكن ليست لدي معلومات حول توفر الغاز و الوقود بتلك المنطقة . كم عدد المحطات التي تم ضبط مخالفاتها ؟ لا يحضرني حاليا العدد بشكل دقيق ، قمنا بإنذار لإيقاف عدد من المحطات المخالفة ، و لكن في الحقيقة التزمت المحطات بعد الإنذار ، و إيقافهم لفترة معينة ، و تم تحديد تسعيرة معينة لفترة ، و لكن بسبب المشاكل الحاصلة في المنطقة الغربية ، فلم يعد الغاز يصل إلى مستودع سبها النفطي ، مما أدى إلى نقص الغاز و ارتفاع تسعيرته. في منظورك ما هو الحل للحد من أزمة نقص الغاز ؟ أولا مهم جدا أن يتم حل المشكلات الأساسية الحاصلة في المنطقة الغربية ، فإذا حلت المشكلات يمكن للوقود و الغاز الوصول بسهولة للمنطقة الجنوبية ، و لكن الآن الطريق مقطوعة بين سبها و مصراتة ، فكيف يمكن أن يصل الغاز ، و لكن في نفس الوقت ، يمكن التواصل مع المنطقة الشرقية ، للتعاون معهم لتوفير الغاز. فيما يخص الوقود ما هي المشكلات التي تواجهكم حاليا ؟ أشار إلى ” حاليا لا تواجهنا مشكلات كبيرة ، فحتى محطات توزيع الوقود و مادة الديزل باتت متعاونة ، وملتزمة ولكن المشكلة الوحيدة التي تواجهنا هي عدم وصول كميات كافية من الوقود ، فتصل في فترة معينة حوالي عشرة أيام ، و من ثم تنقطع من جديد ، نحن نواجه هذه المشكلة منذ ما يقارب 6 أشهر ، فمثلا قبل أسبوعين كان هناك نقص في الوقود بحيث تجد ما يقارب 6 سيارات في المحطة ، ولكن في بداية الأسبوع الماضي كان هناك ازدحام شديد بالمحطات بسبب توفر الوقود ، تحدث أزمة نقصها بشكل متذبذب. نوه ” حدثت مشكلات في إحدى المحطات ” الشيل الوسطي ” و كذلك ” شيل الزراعي الجديد ” ، مما أدت إلى إغلاق إحدى المحطات ، و اتصل بي مدير المحطة و طلب مني تأمين المحطة وإن لم نقم بالتأمين سيغلق المحطة ، ولكن رفضت لأن مهمتنا هي الإشراف و متابعة توزيع الوقود و قياس كميات الوقود بالمحطة و ليس التأمين . متى تم تكليفكم ؟ أفاد ” تم تكليفنا بمتابعة المحطات من قبل المنطقة العسكرية سبها منذ ما يقارب سبعة أشهر ، و قمنا بالإشراف على المحطة وكان هناك تجاوب كبير منهم ، و لكن العرقلة الوحيدة هي عدم انتظام ضخ الوقود إلى مدينة سبها ، و لكن بالنسبة إلى المجموعة القائمة على تأمين و حماية صهاريج الوقود في مستودع سبها قائمون بعملهم ، و كذلك البحث الجنائي و مجموعة السلفية متعاونون مع بعضنا و العمل يسير على أفضل ما يرام . يشاع بأن هناك تنسيقا ما بين بعض المحطات و الخارجين عن القانون هم يتسببون في حدوث إشكاليات بالمحطات ليتم اقفالها. أعرب ” يقول المثل الشعبي ” المال السايب يعلّم الخنبه ” بعض المحطات عندما تغيب عنها الأجهزة الرقابية و الأمنية “الحرس البلدي ” من الطبيعي أن تحدث بها خروقات فبعض المحطات تتعرض للابتزاز من جهات أخرى ، وذلك بأن ترغمها على بيع الشحنة الموجودة لديها ، فالبعض يرضخ لهم رغما عنه .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :