هل جاء سلامة بالخبر اليقين؟

هل جاء سلامة بالخبر اليقين؟

  • عبد الرحمن جماعة / طرابلس

لا أدري أيهما أسوأ؛ الذين صدَّقوا سلامة في اتهامه للسياسين الليبيين بالفساد، أم الذين كذبوه، فمن وجهة نظري أن الإثنين يتمتعون بحظ وافر من السذاجة، وبقدر لا بأس به من الغباء، فالذين صدقوه وأشعلوا صفحاتهم بنقل كلام سلامة نصياً وصورته شخصياً، هم أشبه بمن اشتعلت النار في جسده وينتظر من يُثبت له بالدليل الساطع والبرهان القاطع أنه يحترق.

وأما الذين كذبوه فهم فئتان، فئة هم الأكثر حظاً في الغباء والسذاجة والحمق، فلا ينفع معهم إخبار، ولا يفيد فيهم تنبيه، ولا يُجدي لهم تحذير، وهؤلاء كالأنعام بل هم أضل.

وفئة هم من اقترف الفساد، ومن انتفع به، ومن استفاد منه، وهؤلاء هم السياسيون أنفسهم ومن أحاط بهم، ومن تبعهم، وهؤلاء مثلهم كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث.

فهل يحتاج المواطن البسيط المغلوب على أمره لمن يُخبره عن الفساد وهو الذي تورمت قدماه من الوقوف في الطوابير؟

وهل يحتاج ذلك المواطن التعيس لدليل على فساد السياسيين وهو يستجدي مرتبه الذي لا يحصل عليه إلا بعد عدة أشهر؟

وهل يحتاج ذلك المواطن الذي أفقرته سياسة الفاسدين وفساد السياسيين لمن يبرهن له على الملايين التي تُصرف على رحلات وتنقلات وسهرات من أفسدوا عليه حياته، ونغصوا عليه عيشته؟

إن السيد سلامة لم يكن كاهناً ولا عرافاً، وإن ما قاله لم يكن بحاجة لفقيه لإثباته، وإن المواطن البسيط الذي يتلظى بنار الفساد هو أعلم به من ألف سلامة.

لكن دعونا من هذا كله..

ولنعتبر أن عبقرية سلامة هي التي كشفت لنا الفساد، وفطنة سلامة هي التي أماطت اللثام عن الفاسدين، وحكمة سلامة هي التي جاءت بالتائهة.. فهل سنفعل شيئاً أم أننا سنظل صامتون.. إيثاراً للسلامة؟؟

أليست لديكم مؤسسات مجتمع مدني، وأن مهمة هذه المؤسسات هي حمايتكم من تغول السلطة ومن فساد المسؤولين؟

فلماذا لا تقوم هذه المؤسسات بتجميع تواقيعكم وتقديمها في عريضة للنائب العام ليبدأ في التحقيق في قضايا الفساد؟

إن أي مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني لا تقوم بهذا العمل لا يُشرفك انضمامك لها، بل إن انضمامك لها هو مشاركة في الفساد ورضىً وقبول به.

فلتبدأ من الغد كل مؤسسة وكل جمعية وكل نقابة وكل رابطة بجمع توقيعات الأعضاء وتقديمها للنائب العام، وأي مؤسسة لا تقوم بذلك فليقم أعضاؤها بسحب عضوياتهم.. فبقاؤك بدون مؤسسة هو أشرف وأفضل لك من بقائك تحت ظل منظمة تسكت عن الفساد، وتتغاضى عنه، وترضى به!.

هذا هو دورك..

وهذه هي أمانتك..

وهذا هو حق الوطن عليك..

والله ولي التوفيق.

#نطالب_بالتحقيق_في_قضايا_الفساد

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :