هل يرانا الله خلف تلال من بياض 8

هل يرانا الله خلف تلال من بياض 8

  • نيفين الهوني

الوقت سرقني وأنا أحاول لملمة أفكاري وتدوينها حتى لا أنساها حينما تعود صاحبة القصاصات ونجلس لتناقش فيما دونته في  قصاصاتها الثرية، لكن ترى هل ستسامحني على اطلاعي عليها واسقاط حاجز الخصوصية واختراق عقلها دون اذن منها؟ هل ستشكوني والطبيب إلى إدارة الفندق؟ هل وهل وهل وكل هل وراءها حقوق لها علينا وعلى الإدارة اغتصبناها نحن أيضا دون أن ندري بلحظة فضول قد تكلفنا خسارة سمعتنا وربما أيضا وظيفة الطبيب في الفندق…، يجب أن اكون حذرا في فتح باب الحديث معها حتى لا تكتشف الحقيقة التي سأخفيها كما يفعل الرجال عندما يطاردون فريسة وراء إبتسامة مفتعلة وكلمات لطيفة ونظرة ناعمة مليئة بالإهتمام

تركت قصاصاتها وخرجت إلى الشرفة لأتعاطى جرعة من إدماني الدائم الفضول ومراقبة الكائنات التي اصيبت بالسكون جراء كورونا وتبعاتها ومعي كوبا من الشاي الأخضر الدافىء .

ظللت قرابة النصف ساعة وأنا أتأمل السماء والبنايات المجاورة والشوارع الخالية التي أطل من شرفتي عليها وأنتظر أن يأتي الطبيب ليطمئنني على صاحبة القصاصات ومتى ستعود إلى الفندق؟ وحينما يئست من مجيئه عدت  لأجالس وحدتي وحزمة من كلمات وثراء من الأفكار المختلفة والمميزة تقول في قصاصاتها وضمن سلسلة سيكفرني الجميع التي وجدت أنها تعود لذكرها كمقدمة كل مرة تكتب فيها عن الله بحب .

سيكفرني الجميع لا ليس الجميع هو البعض ممن لا يفقهون في معاجم حب الله شيئا لكن البعض الاخر ممن سيفرح لتكفيري لن يترك الامر يمر سريعا ودون استفادة سيجعل من البعض تيارا ومن حملات المناصرة رأيا عاما ومن فتاوى من يفقهون أو يدعون الفقه ومن لم يسمعوا به حتى السمع مشجب ليعلق عليه حربه الضروس أو دعمه الساقط من حسابات الحقيقة والمؤرخ أياما وسنين في سجلات الرياء والنفاق ،لكنني سأقول بعد يوم مضن في متابعة أخبار الحرب في بلادي واضطراري لمغادرتها باكرا قبل أن ينتبه الجميع لهربي منها (هل ينام الله وهل حين ينام ينسانا كلما ركبت طائرة كلما احاطني السكون المنبعث من داخلي وألحت افكاري علي بالكتابة والتدوين والغريب في الأمر انها افكار تتعلق بالروح والأفئدة بالله والكون بالعقيدة والإيمان بالحقيقة والخيال بالتوحيد والانكار وحقا هل ينسانا الله  حينما تشعر للحظة انك حين تقاذفتك أمواج الحياة دون سند أو ركيزة يهىء لك  أن الله قد نساك وعندما تحل المصائب تلو النوائب على الوطن الجريح تشعر بأن الله قد تركنا وحين نعجز عن ايجاد حلول أو العثور على قش الغريق الذي حدثونا عنه مرارا وتكرارا يجب أن نبحث من جديد عن الله ونبتهل له منحنا ذلك وحين لا يجيب يدب اليأس رويدا رويدا في أوصالنا ونبدأ في الاقتناع بأن الله قد نسينا وإن كان الله قد نسينا صحوا فما بالك وقد نام بعد برهة من تثاؤب المساء ندف السحاب واغراق أهداب السماء ببرد لم نتوقعه وصراخ طفل مر صدفة بجانبي في تلك البلاد  (الله محلاها ) بفرح طفولي وبراءة تفتقدها أيامنا وتفتقر إليها مجتمعاتنا ودعاء سري يمارسه الجميع خفية وخيفة أيضا ( يا الله هب لنا ……….) فنشعر بأن الله يقبل وجنتي الحياة بقبلات من أمل كبير وأنه حين ينزل على الارض ليداعب ملائكته الصغار يتركنا وقد بعث من جديد فينا بنفحات من يقينيات بأنه هنا معنا وأن الغد أجمل .يتبع

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :