همسة عالخفيف

همسة عالخفيف

عمر الطاهر

يقال بأن لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ، و مضاد له في الاتجاه ). حسناً ، إن الارتدادات الفكرية التي نشأت لبرهة من الزمن إثر نشر المنشور الذي تحدثت فيه عن مسلسل ( آغرم ) و الذي لم أعني فيه ( آغرم البركت ) بعينه ، بل كل إيغرمان ( المدن القديمة ) في الصحراء و خاصة بمنطقة غات تحديدا. إذ أنه لا يوجد فرق على الإطلاق ما بين جميع إيغرمان (المدن القديمة ) بمنطقة غات في عادات و تقاليد الناس الذين أسسوا بنيانها و عاشوا فيها ردحا من الزمن حتى أجبروا بفعل التطور في العمران إلى الخروج منها و أصبحت أطلالا . و كانت بعض الارتدادات الفكرية بناءة جدا و مثمرة ، و كان النقاش مع النخب الإعلامية و المثقفين المهتمين بالتراث و الإرث الحضاري لأمتنا هادف و مفيد. و جراء ذلك النقاش مع بعضهم أجلهم الله تطرقنا إلى دور الإعلاميين و المثقفين الذين أرى أن يحملوا على عاتقهم مسؤولية إنتاج أعمال فنية تعنى بتقديم الوجه الحضاري الحقيقي للأمة التارقية بشقيها البدوي و الحضري شأنها شأن جميع الأمم. و لنا كأمة التوارق في الكنز الأدبي العالمي لروايات الكاتب الأديب إبراهيم الكوني معين لا ينضب في وقت قريب.

و لا تعدم منطقة غات تحديدا الإعلاميين الممثلين و الأدباء و المثقفين . نحن لا تنقصنا الخبرات في شتى مجالات العمل الفني الأدبي من كتاب و مخرجين و ممثلين و لقد رأيناهم في أعمال فنية كممثلين في مسلسلات ( آغرم و جانت جير ادرارن و السلطان امود و برنامج حلقات آسيهار الذي بث أيام العيد ) والعديد العديد من الوجوه الإعلامية المشرفة سواء من مقدمي البرامج أو من كان خلف العمل من معدين و مخرجين و مساعدين و كل أولئك المحترفين الذين أخرجوا تلك الأعمال . و كذلك لا ننسى المحاولات المبدعة للتاريخ المسرحي بمنطقة غات و البركت إبان عقد السبعينات و الثمانينات.

و نحن إذ تحدثنا عن مسلسل آغرم في المواضيع التي بني عليها المسلسل و لا تنتمي إلى واقع المنطقة بصفة خاصة و لأمة التوارق بصفة عامة. فلم تكن الحياة تدور حول ما سلط عليه المسلسل الضوء من غدر و خيانة و قتل و سحر و جن يؤثرون بشكل مباشر على حياة الناس و معيشتهم . بل كانت المجتمعات في عموم الصحراء أنشئت على إرساء القيم النبيلة في النفوس من خلال التراث الأدبي من حكايات و أساطير من الجدات للأحفاد في نصرة المظلوم و إغاثة الملهوف و إكرام الضيف و الذود عن الحمى ، تلك القيم التي جسدتها النصوص الأدبية و تغنت بها النساء في الصحراء و المدن العريقة و لازالت تتردد أهازيجا خلدها الزمن حتى يومنا هذا . و هنا كفرد من ذلك المجتمع أوجه التحية لكل فنان مبدع و مهتم بالتراث و لولا خشيتي من أن أنسى ذكر أحد منهم لذكرتهم فردا فردا . فشكرا لكم جميعا على ما قدمتموه لأمتكم العريقة.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :