نيفين الهوني
1
”الحسد أغبي الرذائل إطلاقا، فإنه لا يعود على صاحبه بأية فائدة ” جورج هيغل
2
حين نفقد بوصلة الهداية ونعجز عن ملء صفحاتنا بلوحة من جسور الكلمات للتواصل بمشاعر وأحاسيس على ورق .
حين نشعر بأن مهنة الصحافة في الدول العربية صارت طريقا غير ممهد ومليء بالحفر والحجر والمطبات وأننا بتنا نحيا في متاهة كبيرة تسمى الأصدقاء من زملاء المهنة ..
حين يحدثنا القلب بأن أغانينا المبهجة لم تعد تشبهنا أو تستفز ذاك النابض يسارا معبرا عن انفعالاتنا حين نسمعها معهم أو في وجودهم .
وأننا لم نعد نستطيع أن نستدعي مزن المآقي لتنهمر مدرارا بعد ليلة عاصفة تلزمنا البكاء على الأطلال وعلى سنوات من العشرة و(العيش والملح اللي بينا) كما تقول (تيتا)
ولا أن نقهقه ملء الفم والعين أمامكم حين تمنحنا الحياة فرصة ذهبية لا تعوض للفرح المفاجىء ..
يجب أن نتوقف!!
3
”لا يمكنك أن تكون سعيداً وحاسداً بنفس الوقت ”فرانك تايغر
4
حين نشعر بأننا سذج وكلاسيكيون جدا في التعبير عن شغفنا بالحياة وفرحنا بالاخرين وعشقنا للعمل الجماعي حد الارتجاف كصفور صغير وقع للتو بين أنامل طفل مشاكس ومشاغب
بينما الاخرين لا يكلفون أنفسهم حتى عناء إدعاء مبادلتنا ذلك بل يجاهرون بكل ماهو مخالف ومغاير وضد و يذبحوننا صباح مساء برسائل باردة حد القشعريرة ونحن بوتقة من دفء واحتواء و يسدلون على كوة النور الذي ينبعث من دواخلنا ستارا من حكايا خيالهم والأكاذيب يجب أن نتوقف !!
5
”يمكنني أن أرضي الناس كلهم إلا حاسد نعمة , فإنه لا يرضيه إلا زوالها ”معاوية بن أبي سفيان
7
حين تدغدغنا ألاغاني القديمة والقصائد الطويلة ويستميلنا عبدالحليم وتضمنا شادية إلى قائمة معبوديها ، ونشعر بأن (حاجة غريبة ) حدثت لأرواحنا حينما يغنيانها معا على دراجة في شوارع المدينة النابضة بالحياة المكتضة بعشاقها والتي لا يمكنها أن تنام وتتركنا لوحدنا أبدا فتبدو كما ظهرت فارغة الا من الحبيبين في مشهد غير مقنع الا لرومانسيين مثلنا ..
بينما تواجهنا أجيال بنظرات السخرية على سذاجتنا حين أقنعنا المشهد السابق و حين نسبل أهدابنا تأثرا وتناغما مع صولو الناي للمبدع سيد سالم في ( بعيد عنك )يجب أن نتوقف !!
8
لون الحسد شاحب وكلامه نميمة. – هسيود
9
في هذا الوقت القاسي في الزمن المجحف في حقنا نحن تلك الأقلية التي لازلنا نشعر بأرواحنا ونرى بقلوبنا ونرهف سمع افئدتنا لكلام الآخرين ونبسط لهم أكفنا ممهدين الطرقات الوعرة للجميع دون استثناء يجب أن نتوقف!!
يجب أن نتوقف ونعيد فتح دفاترنا القديمة وشطب كل من لا يستحق دون أن تأخذنا بهم رأفة أو نشعر تجاههم بأي شفقة أو رحمة .
ثم نكمل المسيرة بكتابة آخرين يشبهوننا يحملوننا مثلما نفعل في بؤبؤ العين ويظللون علينا بأهدابهم ويمحنوننا بهجة للحياة كدنا أن نفقدها وننتهي دونها نثار وجع في يوم عاصف بالأحقاد من أحباب لم نكن لنراهم أعداء لولا المجاهرة بالحسد .
نكمل المسيرة بأصدقاء جدد بزملاء جدد برفاق جدد والأهم بذات الروح المحبة للبشر المغايرة للسائد حولها ونحيا القادم من فرح كما تعودنا دائما بشغف وتطور وتقدم وازدهار