عمر الراجي
ما بين شَعْرِكِ والمنفى.. حدودُ يدي
هذا هو الحُب:
أشواقٌ إلى الأبدِ
في هوْدَج الريح تبدو الشمس متعَبةً
تخفّفي يا سماءَ الريح من جسدي
ولْتَمْنَحيني بلاداً لا إمامَ بها
ولا قبائلَ
لا شيءٌ من الْفَنَدِ
لقد خسِرنا كثيراً مِن براءتِنا
وقد خسرتُ صِبا قلبي ووَجْهَ غدي
كذا البلادُ التي أدمنتُ مِشمشَها
متيّماً..
سَرقَتْها أعيُنُ الرّمدِ
سافرتُ فيها.. رَمتْني.. ثمّ ضِقتُ بها
سافرتُ جداً.. وحتى الآن لم أعُدِ
مللتُ مِن قهوة الموتى
ورائحةِ التاريخ،
(والفرح الوحشيّ،)
والعُقَدِ
فهل تكونين معنىً آخراً لِدَمي؟
روحاً مِن الخمر.. بين القلب والكبدِ
النار تأكلُ قمح الرّيقِ مِنْ شَفَتي
وتستبيحُ فمي الثّاراتُ فابتعدي!
القاتلونَ هنا.. والأبرياءُ هنا
والحاكِمُونَ.. وثُوّارٌ بلا عددِ
لقد تعبتُ وأوراقي مبعثرةٌ
على المحيط..
ونبضي غيرُ مُتّحِدِ
فغازِليني كطفلٍ لا سماءَ لهُ
وقبّليني بلا مَنٍّ ولا حسدِ
صحراءُ ذاكرتي عمياءُ.. يا امرأةً
منها رأيتُ خيالاتي ومُفْتَقَدي
الجزرُ يسبحُ.. والأمواجُ أرهقها
أفُولُنا.. في مساءِ الأنُجُمِ الجُدُدِ
كُوني إذن زُرقَةً في البحر واشْتَعلي
قبل الغُروب.. مسافاتٍ مِن الزّبَدِ
هناكَ أحضنُ فيكِ البحر سيّدتي
منفى عِناقِكِ أحلى مِنْ هوى بَلدي!!