بقلم :: إبراهيم عثمونة
لم يمض عليها ساعات . فهي لم تكن موجودة يوم أمس تتبعتها . تركتُ كتاباً كان معي في المكان الذي أجلس به كل مساء على كتيب الرمل بسمنو وتتبعتها . قلتُ في نفسي لو وجدتها فسوف أقبض عليها ، ساورتني شكوك أنها أنثى وليست ذكراً ، وبالفعل ، إذ في مكان ما عند تبة وشجرة أتل قريبة مني وجدتُ مكانها ، ووجدتُ صغيرها الذي تركته وستعود له . لم أحرك شيئاً من المكان حتى لا أثر انتباهها حين تعود . جلستُ القرفصاء قبالة مخبئها وفي بالي سوق الحوت الواقع بشارع الرشيد في طرابلس ، ويوم أمس مررتُ على السوق وسألتُ رجلاً يبيع الطيور والزواحف عن سعر “الورل” فقال بـ 50 دينار ، وسألته إن كان يشتري مني أنثى “ورل” بصغيرها ففرح الرجل ولم تسعه الأرض . حاول أن يحبس فرحته ويحجبها عني حتى لا أطلب سعراً أكبر فيها ، لكن الفرحة فاضت منه . كانت “الورلة” معي في صندوق السيارة . جلبتها معي من سمنو ، كنتُ أود أن أحسن من ظروف حياتها . قلتُ في نفسي طرابلس خير لها ولصغيرها ، لكن المفاجئة حصلت حين فتحنا الصندوق الذي وضعتها به ووجدتُ هذا الكائن وقد تبدل إلى شيء آخر بعيد كل البعد عن ورل سمنو . فكرتُ أن اتراجع عن بيعه في حين تمسك الرجل به وقال أنه صار له ومن حقه ولن يتخلى عنه ، خاصة أنني قبضتُ قيمته.
(غداً قد أجد ما أقوله عن هذه الورلة)