كتب :: يونس الفنادي
تصدر قريباً المحامية الليبية وفاء البوعيسي روايتها الخامسة التي اختارت لها عنوان (الروائي). وكانت الروائية وفاء البوعيسي قد أصدرت أول رواية لها سنة 2006 بعنوان (للجوع وجوه أخرى) ثم (فرسان السعال) سنة 2009، و(نعثل) سنة 2012، و(تيوليب مانيا) سنة 2013.
وكتبت الروائية وفاء البوعيسي على صفحة الغلاف الخلفي لروايتها الجديدة (الروائي) تقول:( في الرواية، ذاك العالم الصارم المرسوم بدقة من الكاتب، يتبادل الروائي وشخوصه النظرات بلا توقف، لكن يحدث أن يتبادل الروائي والشخوص الأدوار، وبخط الكتابة المتعامد فإن الموضوع نفسه ينقلب على نفسه بآخر لحظة، فيصير الرائي مرئياً والكاتب مكتوباً.
لعبة التحولات القائمة لا تكف حتى تخلط كل شيء، وعيني الكاتب في اللحظة التي ترسمان فيها المشاهد تتملكانه وترغمانه على التورط في الحكاية، تخصصان لهما مكاناً بداخلها فيرى رؤيته وقد غدت غير قابلة للرؤية، يرى شخوصه وقد صارواً كتابه.
هكذا، لقد ظننتُ أنني شيّدتُ عالماً منيعاً كما يتطلبه تأليف رواية ما، لكن وراء كل تلك المشاهد، ووراء كل تلك الوجوه التي تنعكس في حدقتي، يلوح لي في نور المرآة، وجوه كانت هي أيضاً وجهي، ولطالما كانت تتأملني حين أعتقدتُ أنني أتأملُها، فكل شخوص الرواية كانوا بزعمي شخصيات صالحة للتأمل، لكنهم كانوا في الحقيقة يتأملونني أنا، في مشهد هو نفسه مشهد بالنسبة إليهم.)
وفاء البوعيسي تنحدر أصولها العائلية من مدينة الزاوية بغرب ليبيا ولكنها ولدت بمدينة بنغازي سنة 1973 وعاشت وتعلمت بها. تحصلت على شهادة الليسانس في الحقوق من جامعة قار يونس ببنغازي سنة 1996 وأتبعتها بنيلها درجة الماجستير في القانون الجنائي من نفس الجامعة سنة 2003.
في مجال تخصصها الأكاديمي اشتغلت الأستاذة وفاء البوعيسي بمهنة المحاماة الحكومية والمستقلة الخاصة وترافعت في قضايا القانون المدني والقانون التجاري وقانون الأحوال الشخصية والمسائل الجنائية، كما ساهمت بتدريس مادة القانون التجاري والأوراق التجارية لطلبة وطالبات المعهد العالي للعلوم الإدارية والمالية ببنغازي.
ومؤخراً أثناء إقامتها بمملكة هولندا عملت الأستاذة المحامية وفاء البوعيسي خلال سنتي 2013 و 2014 مستشاراً قانونياً وخبيراً بشؤون الجندر والدمقرطة، بمنظمة جندر كونسيرنس إنترناشيونال، بمقرها في مدينة لاهاي الهولندية (GCI) Gender Concerns International . وصممت تحت إشراف هذه المنظمة وأعدت برامج تدريبية للنهوض بمستوى آداء 120 امرأة ليبية لدعمهن وتوعيتهن فيما يخص عملية دسترة حقوقها خلال شهر اكتوبر 2011. وأيضاً صممت برنامجاً تدريبياً آخر، للنهوض بمستوى آداء 60 عضواً بلجنة صياغة الدستور الليبي لمرحلة ما بعد سقوط النظام السابق. كما عملت متطوعة لتقديم الاستشارات الاجتماعية للنساء اللاجئات الناطقات باللغة العربية، تحت إشراف VluchtelingenWerk Overijssel AZC Almelo، بمدينة ألميلو الهولندية.
أما على الصعيد الإبداعي فقد مارست الروائية وفاء البوعيسي كتابة المقالة الأدبية والسياسية والفكرية التي تتناول تشريح الموروث الديني وانعكاساته السلبية على المجتمع منتقدة العديد من السلوكيات الشخصية والإجراءات القانوينة العامة المتأسسة عليه. شاركت خلال شهر أبريل 2015 في سلسلة برنامج المشّاء الذي تُعده قناة الجزيرة الفضائية عن المبدعين العرب من طنجة حتى بغداد، للحديث عن تجربتها الأدبية والحقوقية. كما شاركت بندوة القصة القصيرة بالمغرب في مدينة خنيفرة خلال فصل الصيف 2013، دورة القاص عبد الله المتقي، وكذلك بندوة فتنة الكتابة وكتابة الفتنة في العاصمة البلجيكية بروكسل خلال فصل شتاء 2010.
الروائية وفاء البوعيسي تعيش في هولندا مع أسرتها منذ سنة 2008.