عثمان البوسيفي
في كل مرة أكتب أميل إلى وضع العنوان من كلمة واحدة أو كلمتين للحصول على عناوين تراعي الأسس المهنية لاختيار العنوان . هذا المرة العنوان من ثلاث كلمات لمكان دخلت له قبل أن يغمرني الشيب ويحتل نصف ذقني ويواصل التمدد إلى شعر رأسي .
الحكايا كثيرة عن ذاك المكان والزملاء الذين جمعني بهم مكان يظل له وهج خاص في قلبي بعد مرور كل تلك السنوات . لا أريد أن أذكر أشخاصا قد يقع سهوا ذكر أحدهم وحينها أشعر بحرج كبير أمام شخوص جميلة زرعت دربي بالمحبة في بلاد لا تعرف الوفاء للذين ضحوا بحياتهم ووقتهم من أجل المساهمة في بناء وطن يحبونه .
عشر سنوات والوكالة في غياهب النسيان والمحاولات غير المباشرة لتدميرها كانت كثيرة من تكليف أناس لا علاقة لهم بالمجال والهدف كان واضحا هو تدمير مؤسسة إعلامية كان يفترض الاهتمام بها ولكن كون من يحكم البلاد عبارة عن عصابة همها فقط السلطة والمال ولا هم لهم غيره .
المشكلة لا تحل بهذا الشكل أنك تقوم بنقل أفراد من جهة عمل إلى أخرى دوام دراسة فقط لأنك تريد حل مشكلة وقتية لتخلق عديد المشاكل الأخرى . من الأفضل كان دعم الوكالة لتهتم بمكاتبها ومراسليها وتعيد لها نبضها الذي ضاع منها في سنوات الفوضى والعبث .
الحكومة التي أخذت مقر رادير ليبيا وأعطته للجوازات ثم أخذه النائب العام لأنه أقوى من الجوازات يؤكد أننا لسنا في دولة تحترم مؤسساتها بل في بلاد الأقوى هو من يحتل المكان ويسيطر عليه . مؤلم جدا الكتابة عن حال يساهم في قتلنا كل يوم ولا يبدو أن هناك ضوءا في آخر النفق .. لك الله أيتها البلاد التعيسة ..