- كمال أبو عجيلة
كان يكفي أن أهمس إسمها سهوا
لتنطفىء الأسماء
حسنى…وأقل تصنيفا وتفضيلا. …
وينسحب الكلام…
وينهمر السؤال على عواهنه
كسيل لا يقاوم
هل أحبونا أم أحبوا ذواتهم فينا
ولم نكن غير مرفىء وقتي لدموعهم وحنينهم
وبوصلة لكوكبة الحمام……
وكان يكفي أن أشير لرائحة الخريف
ليزهر الرمان قبل أوانه…
وتندلع الورود خارج فصلها
وينسجم الغمام
مع نجم غربتنا الطويله…
وكان يكفي مرور طيفها
في المنام
لأعد حقيبة السفر القديمه
ماذا ينقص
فرشاة أسنان جديده
جوربان
علبة التبغ..ولاعة..
أوراق وقبعة
سيرة المتنبي
تفاصيل وجهها في الصور
وذاك يكفي لتطول الرحلة
ويختصر الكلام. ………
وحدك
والمطار كئيب مثل عادته ومكتظ
ابتسم او فابتسم او حتى ابتسم
إنك في البلد الأمين…
أنت في بلد السلام
لا شيء تودع غير حزنك
وانقباض لا يفسره الطقس
ولا ازدحام الشارع والبهو
ولا تبرم الشرطي من صفاء مزاجك
ولا اضطراب سيدة أضاعت إذن سيدها لتقلع حيث شاءت…
ولا تردد المضيفة الانيقة في ابتسامتها. ….
لا أحد يودعك
فأنت الآن خفيف مثل طير وحر
ومتسربل بكل أسباب المناعة
لا أحد يوجهك غير صوتك
فلتسافر مطمئنا. .راضيا ومرضيا …ومنسيا. …وحر…..
وبضع دقائق تكفي الآن لتقول ما تريد
أحبك مثلا(وهذا كلام سيعاد….)
أذكريني كلما مر الخطاف على عجل
أتركي رائحة البيت كما هي
لا أحد سيسألك هل مر الغريب من هنا
ولا أحد سيهتم بقصيدة مرمية في ركن طاولة….
واطلقي حبنا مع الريح
فالحب مثل العطر ينتشر
ولا يجرح إلا مشاعر الفقهاء والسفهاء
أغبياء يظلون وإن انتصروا لحين….
واحلمي ما استطعت لذاك سبيلا
الحلم فضيلة البسطاء حين تعز أسباب الحياة
قل..أو لا تقل…
دقائق تكفي لدمعتين وآهة ….
أسفا على بلد يخبؤه التجار
في علب الخضار والفواكه
ويهرب في كتب التفاسير الأنيقة
ويلاحق العشاق. .ذاك نصيبه من حكمة الثوار….
وكان يكفي أن يصيبك عطرها فجأة في زحمة الأفكار
لينسجم الرحيل مع الأغاني. …
وتنسجم الغيوم مع نجم غربتك
وتنسى حزنك وحنينك ودمعك ورؤاك
وتنسى الذكريات…بعيدها. ..وقريبها
وتنسى انقباضا لا يفسره السفر……….
تونس…نيم صيف 2018














