بقلم :: سالم الهمالي
لا أشك مطلقا في ان نظام الأسد يمثل دكتاتورية فردية، جعلت للعائلة والطائفة والحزب حظوة تسبق الآخرين، كما لا أشك ايضا في ان من دعم الثورة عليه لزعزعة امن وسلامة الوطن السوري من الدول الخارجية لم يكن هدفهم إطلاقا احلال بديل ديمقراطي وحكم رشيد بديلا عنه، وإنما هو استغلال فرصة تاريخة وغير مسبوقة لتدمير سوريا ( شعبا و أرضا) بايدي ابناءها، ومساعدة كل الافاقين والارهابيين في العالم، لمصلحة عدو سوريا.قلة قلية تفطنت لذلك؛ منهم العلامة الشيخ محمد سعيد البوطي، الذي بُح صوته وهو يوضح ان ما تراه عيناه ينذر بخطر عظيم، عندما شهد من كانوا يقولون انهم يساعدون الشعب السوري. بغصة في حلقه وانقباض في قلبه وحشرجة في صوته أشار الى مستمعيه، وأبان لهم انه لم يكن يوما مناصرا للظلم والظلمة في وطنه، وانه كان مناديا بالحق ما استطاع اليه سبيلا، ولكن من تراهم عينيه من الدول الخارجية يتدخلون في الشان السوري، سوف يدمر البلاد، وهو يعرف ان اجله قد اقترب، ورجل في القبر ورجل خارجه. لم تمضي أسابيع حتى قتل في عمل ارهابي وهو في بيت من بيوت الله تعالى، وارتفعت روحه الى باريها بعد ان أدت ما عليها. اليوم، يعرف الجميع انه كان يقول صدقا وعدلا … اسالوا الله له المغفرة والتواب. سلطت الدول الملكية السلطانية الإماراتية ما قبل التاريخية ابواقها ومأجوريها على الشعب السوري، ودفعوا الأموال الطائلة للعملاء والخونة منهم، وزودوهم بالسلاح لتخريب وطنهم، وصحب ذلك وعود من الدول العظمى بأنها لن تقف مكتوفة الايدي عن تجاوزات نظام الأسد، وخطّو له خطوط حمراء في الهواء، اثبت الزمن انها ذهبت مع الريح. مئات الآلاف من السوريين قتلوا، والملايين هجروا وشردوا، وَعَم الخراب والدمار كل سوريا. تلك الدول التي تحرم قيادة المرأة للسيارة، جعلت من نفسها وصية على الشعب السوري العريق، وأوغلت في دماءهم بأكثر مما فعل مغول العصر القديم والحديث. كلهم مجتمعين: دعموا الارهاب ورسّخوا أقدامه في سوريا، وجلبوا المأجورين من كل بقاع الارض لدعم الفتنة والخراب والدمار فيها !! ……. وأين هم اليوم ؟ لا تحذيرات اوباما وخطوطه الحمراء، ولا تهديدات الملوك والامراء او غيرهم أوجدت ملجاء للمشردين من اكبر كارثة إنسانية نشهدها في الخمسين سنة الماضية، بل وصل الامر ان أوصدت زعيمة العالم الحر ابوابها في وجوههم بالكامل، بلا شفقة او رحمة لمن ضاقت بهم السبل. تلك التنظيمات الإرهابية المجرمة، صنيعة الاعراب لتدمير الشعوب العربية الامنة، تغير حالها من ثوار ومناضلين من اجل الحرية الكاذبة الموعودة الى تنظيمات ممنوعة ومجرمة وملاحقة أينما حل أفرادها، تنالهم صواريخ العالم الحر وقنابله في فيافي الصحراء وجحور الجبال، ايضا بلا شفقة او رحمة. وها هي ايران تقضم سوريا بعد ان بلعت العراق، بمساعدة وتآمر الاغبياء من دول الاعراب وحلفاءهم من الإرهابيين المأجورين من بني جلدتنا. تشهدون كل هذا أمامكم وليس قراءة في كتب التاريخ، و تصرون على مواصلة الخلاف والاقتتال والفتنة بين الليبيين، وهم، هم ذاتهم من لعبوا بسوريا يلعبون بكم، ويخربون بلدكم بأيدكم ؟! اوقفوا الحرب في كامل التراب الليبي بدون استثناء، اجتمعوا، وأنصتوا الى مخاوف بعضكم من بعضكم، واطرحوا عنكم الاحقاد والضغائن والفتن، فوالله انها هي ما يؤجج الصراع فيما بينكم. لن ينفعكم كل العالم، اذا لم تستفيقوا من غفلتكم، فمن يناصركم اليوم من دول الخارج هو عدوكم غداً.