عبدالرزاق الداهش
فرحنا بالنيجر، انتخابات رئاسية نظيفة، وقيم مواطنة تتعزز، ومعدل نمو يرتفع. و”محمد بازوم” أو “بوعزوم”، ويصل القصر الرئاسي على ظهر صناديق الانتخابات. رحل لا يحمل نياشين، ولا عباءة قبلية، ينحدر من أصول ليبية، ويتولى مؤسسة الرئاسة على الطريقة الفرنسية، والأمريكية. القصة لا تتعلق فقط بانتخابات نظيفة، وتداول سلمي وسلس على السلطة، بل بقيم المواطنة التي صارت تتعزز في بلد اسمه النيجر.
“محمد بازوم” أو “ابوعزوم” ليس ليبيًا، من قبيلة اولاد سليمان، بل نيجريًا من قبيل الحزب الديموقراطي الاشتراكي. مواطن نيجري أبًا عن وطن، ولا من يقول: ذلك غير جائز شرعا، أو غير مقبول مشروعا. كيف يمكن لشخص من قبيلة في شمال الصحراء الكبرى، ان يحكم بلدا يقع على ضفتها الجنوبية، سؤالا لم يكن مطروحا في النيجر. المواطنة، والجدارة السياسية، هي التي جعلت “بازوم”، رئيسا للنيجر، ومكنت نيامي من التطبيع مع العصر. عندما يحكم منطق المواطنة، وليس القبيلة، أو العرق، لابد أن تكون السلطة كفاءة، وليست مكافأة.
ولكن عندما يحل العسكر محل المؤسسة العسكرية، وذهنية العسكرتيريا، محل العقلية المدنية. ماذا يحدث؟ يمكن أن يتسلل ميكانيكي الانقلابات بوب دينار على رأس اصابعه لقصر الرئاسة، باسم أخر، ووجه اخر ويعلن انقلابه. انقرضت ديناصورات الغابة وبقت ديناصورات السلطة التى ترتدي الملابس المرقطة في كثير من الأحيان.