مذكرات امرأة عمياء

مذكرات امرأة عمياء

  • صافيناز المحجوب درنة

أتذكر عندما كنت في المرحلة الابتدائية كانت الطالبة المنافسة لي في التراتيب الأولى طالبة تدعى رانيا وكانت أمي تحثني على الدراسة ولكي تزيد من حماسي تقول لي ادرسي جيدا حتى تغلبي رانيا وفي يوم من الأيام قرر الشيطان أن يضلني فأخذت كتاب القراءة الخاص برانيا وفتحت صفحة الواجب وغيرت تشكيل بعض الكلمات ورجعت لأمي أخبرها فقالت لي حرام هذا غش في اليوم الثاني رجعت وعدلت التشكيل في كتاب زميلتي . السؤال الذي طالما راودني ماذا لو قالت لي أمي في ذلك اليوم أحسنتِ أفسدي ما تفعله زميلتك حتى تتفوقي عليها ؟ربما كنت سأستمر في هذا الفعل الشيطاني إلي يومنا هذا وأفسد عمل زملائي لأكون الأفضل والأحسن هذه الحادثة تذكرتها عندما قام زميل معي في العمل بكتابة منشور ينتقد فيه وبطريقة يشوبها الحسد والحقد فعالية سنوية قمنا بترتيب احتفال بسيط لها واستغربت الأمر في البداية إلى أن أخبرني زملائي في العمل بحوادث ممثالة لذلك الشخص معهم يظهر فيها كم هو شخص حسود ولا يحب الخير لغيره فكان التجاهل هو الدواء الشافي لمثل هذا المريض والنجاح والتفوق مثل الكيّ يقضي على أي حسود ؟ تعودت في مراحل حياتي الدراسة أن نكون من الطلبة الذين لهم نشاطات في الرياضة أو الفن أو حتى نشاطات المدرسة الأخرى حتى وصلنا إلى المرحلة الجامعية ونحن كما نحن نحب التفاعل والحيوية ودخلنا معترك الحياة وظهر موظف قمة في الحيوية والنشاط شاب خلوق له لمسات نادرة وجميلة طور من قسمه الذي يترأسه وبدت لمساته واضحة يوما بعد يوم فقلت لصديقي ونحن نمر من أمام ذلك القسم في استشراف للمستقل لا أعتقد أنهم سيتركونه يستمر وفعلا بعدها بأيام أفاجأ بمنشور لذلك الموظف يعتذر فيه عن رئاسة القسم ويبرر الأسباب بأن الذين من المفترض أن يساعدونه في تطوير القسم أصبحوا معاول هدم ولم يسمع إلا كلمات النقد اللاذع وغير المنصف لعمله فقرر الانسحاب وترك لهم القسم فعاد كما كان لا شيء فيه ملفت للنظر وارتاح المغرضون يا تُرى لماذا لم تتقدم ليبيا على المستوى الجماعي ؟ أعتقد أنكم الآن تعرفون السبب إننا نهدم بعضنا بعضا بدلا من أن نكون في ظهر بعضنا بعضا نؤازر بعضنا اليوم نتمنى الدمار والفشل لكل ناجح لا أدري من زرع البذرة السوداء ولكنها أثمرت نكدا أنتجت أناسا مرضى نفسيين لا ينجحون ولا يتركون الآخر ينجح والأدهى والأمَرّ أن من يجلسون على أعلى الكرسي أو المسؤول المباشر بعضهم للأسف الشديد أصيب بهذا الداء فبدلا من أن يكرم هذه النماذج النشطة التي تغير الواقع القاتم إلى مستقبل مشرق وتشدّ من عزمهم وتشجعهم تراه يعرقل العمل ويقف عقبة في وجه كل من حاول أن يسرق الأضواء منه . أسأل الله الشفاء التام الكامل لهؤلاء المرضى وعزائي الوحيد لكل ناجح قوبل بالنكران أن الله عالم ويرى ويعلم ما في النفوس والضمائر .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :