يا مولانا

يا مولانا

بقلم :: محمد الزنتاني 

 قال بحماس ظاهر :

إنتاج غزير , إنتاج قوي , إنتاج مبهر !

و لمّا لم أعره انتباها , أضاف شارحا :

تأليفا و ترجمة , في الأدب و التاريخ !

فصمّمت على عدم التدخّل أو التعليق , مما زاده حماسا و تصميما على مواصلة الحديث , وأخذ يشير بأصابعه , و يعدد الانجازات , قائلا :

انتبه مبكرا لشعر الشابي و كتابات جبران ,

عرف القيمة الإبداعية الحقيقية لقصص جي دي موباسان ,

اقترب , باقتدار , من عوالم دستوفسكي الشخصية و الابداعية ,

أفضل من كتب عن بيرانديلّلو , و ترجم له مبكرا ,

كتب في التاريخ بغزارة , دراسة و ترجمة ,

أصدر المعاجم اللغوية , إعدادا و تصنيفا , و أصدر المعجم النادر ” معجم معارك الجهاد ” ,

أصدر المختارات من ديوان الشعر العربي ,

كتب عن الحياة الثقافية و الأدبية الليبية ,

كتب أول دراسة ممنهجة عن شاعر ليبي , و هي دراسة ” رفيق شاعر الوطن ” رغم الاختلاف الحاد حولها فيما بعد ,

أما جهده الإداري في مجال الثقافة , منذ توليه لوزارة الثقافة في الستينات , و إلى فترات أخرى لاحقة , فالمجال لا يكفي لسردها , يا صديقي !

*     *     *

إلى هنا اضطررت للتوقف عن عدم التدخّل و التعليق , فقلت له مساندا و  مؤيدا :

  • نعم , لقد كان كل ذلك !

فانتفض حماسا و أضاف :

  • بل أكثر من ذلك !

و عندما نظرت إليه فضولا , وتساؤلا عمّا يعنيه بأكثر من ذلك , تشجّع و أضاف باسترسال بدا لي غريبا , لكنه محببا :

  • هو الذي أزاح غبارا كثيفا , كان متراكما على الذات الثقافية الليبية !

هو الذي أثرى المكتبة الليبية , ونوّع محتوياتها !

هو الذي ساهم في إثراء الذائقة الفنية , و ترميم الوجدان الإبداعي !

هو الذي قال : ” الذات , منبع الفن ” !

هو الذي أشار إلى ” موت الشعر في القصيدة ” !

هو الذي تحدّث عن ” شكارة الخيش ” !

هو المنتشي بنفسه , حد الوجع !

و هو , أيضا , الذي إذا خاطبك , قال لك : ” يا مولانا ” !

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :