يَا مّحني ذيل العصفورة … “غيطه”

يَا مّحني ذيل العصفورة … “غيطه”

د :: سالم الهمالي

لا شيء يشبهها، نوبات “الغيطه” في شرق ليبيا وبنغازي تحديدا بما فيها من فرح وابتهاج ليس فقط لمن يتغنى بترانيمها بل كل الحاضرين الذين يجدون أنفسهم بلا إرادة يشاركونه الترانيم والألحان.
عزة التي زينت فشلوم وطرابلس بقصصها الماتعة وصورت تفاصيل الحياة في أزقتها وشوارعها والكورنيش وطوابي الهندي، تسكب فيض كأسها المترع على بنغازي، تركبت الحافلة من البركة الى قاريونس تحمل كراريسها الذي دونت أصول ومبادئ القانون وعلى حواشيها نوبات “الغيطه” البنغازية. 
“قاريونس” او جامعة بنغازي من قبل والآن، لها الريادة ليس فقط لانها اول جامعة أنشئت في ليبيا ومنها تخرج الرواد الأوائل في بناء ليبيا الحديثة، بل لانها احتضنت ابناء الوطن وصهرتهم في بوتقتها كما تجذب “الغيطه” كل الحضور وتجعلهم جزءً منها. دخلتها عام ١٩٧٩ لأجد امامي زميلي” بن غزي” سلطان الغيطه، ومعنا رفاق من زوارة والجميل وبئر الغنم وغريان وصبراته والزاوية وطرابلس وتاجوراء وسوق الجمعة وقماطة والخمس وزليتن ومصراته وهون وسبها وجالو والكفرة والمرج والبيضاء وتاكنس ودرنة وطبرق والقعرة ببنغازي، زملاء دفعة واحدة لكلية الطب البشري.

هذه هي ليبيا يا سادة، الجميلة السعيدة تغني وتطرب بِ “الغيطه”، وليس ما ترونه الآن من الوجوه الكالحة التي تنفث سموم الفتنة والشقاق وتبربش كالدجاج في كل قذارة وتلوث لتخرج منه ما يزيد الخلاف والهوة بين ابناء الشعب الواحد.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :