24 ديسمبر

24 ديسمبر

عثمان البوسيفي

حتى وقت قريب كان هذا التاريخ مجرد تاريخ عادي عند البعض وعند البعض الآخر هو حدث قديم يعني استقلال ليبيا وتخلصها من الاستعمار شكليا ولكن في الواقع هي تحت براثن استعمار آخر لم يعد يستخدم الاحتلال العسكري من أجل الحصول على مصالحه من دول فقيرة عدوها الأول الجهل والتخلف. قبل أشهر من الآن أزيح فائز السراج وحكومته بعد سنوات ساهمت تلك الحكومة العميلة في زيادة توطين المليشيات في ليبيا من أجل أن تنعم هي بسرقة المال لتأمين حياة مرفهة في العواصم الغربية .

 بقيادة أمريكا ظهر موعد 24 ديسمبر موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بعد عشر سنوات دون رئيس يحكم هذا لشعب البائس وبرلمان كان جل هم متساكنيه هو مرتباتهم وما يحصلون عليه بطرق ملتوية من خزينة الشعب لينعموا بحياة لا يعرفها الشعب ويدرس ويعيش جل أبنائهم في بلدان مستقرة لتستمر الفوضى في البلاد البائسة ليبيا.

الداخل الليبي المتخم بتيار إسلام سياسي كل همه السلطة فقط مع بلطجية يحملون السلاح ويدافعون عن مصالحهم لا عن مصالح الوطن حين يتحول مجرم مثلا إلى قائد لجهاز ما يسمى بالاستقرار وعلى غرار ذلك تعمل جل التشكيلات المسلحة في ذات الإطار وإن كانت تتقاتل بين الحين والآخر على المغانم وكل تفكيرها في مواصلة وجودها في المشهد الليبي والصراع الدولي على الأرض الليبية مستمر . أحلام البسطاء اندثرت في رؤية رئيس ليبي في هذا التاريخ بعد اللغط الكبير الذي منع إقامة هذا الحدث الكبير بحجة عدم مقدرة المفوضية على إجراء الانتخابات في الموعد المقرر بحجج لم تخرج للعلن كلها ولعل أساسها الصراع الكبير والرغبة في استمرار الفوضى العارمة من حكومة جاءت من أجل المساعدة في إقامة تلك الانتخابات ليدخل رئيسها في الصراع الانتخابي بمال الشعب المسكين الذي يحلم بانتخابات نزيهة علها تعيد رسم الفرحة على الوجه الشاحب.

 أيام قليلة تفصل على هذا التاريخ وحتى الآن لا موعد جديد محدد معلن في الأفق رغم عودة الأمريكية وليامز التي يبدو أنها عادت لترتيب خطة جديدة للوصول إلى إقامة الانتخابات ولو في تاريخ جديد غير التاريخ الأول الذي صنعته أمريكا ورفضت المليشيات الليبية الركون إليه.

 المواطن المسكين يعتقد أن إجراء الانتخابات ربما يكون بداية التخلص من سنوات عجاف وصل فيها المواطن إلى حالة لا توصف من البؤس والعوز . الأحلام كثيرة ولكن هل يحتملها هذا الواقع الغارق في البؤس أم تظل مجرد أحلام تتحطم على صخرة المليشيات التي صارت قوية بفضل المال الذي سرقته٠

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :