اختتام الدورة 32 للمهرجان الوطني للشعر بالمتلوي

اختتام الدورة 32 للمهرجان الوطني للشعر بالمتلوي

محمد عمار شعابنية شاعرا وانسانا

تونس / خاص

متابعة وتصوير نيفين الهوني

اختتمت يوم الأحد الماضي الدورة الثانية والثلاثون للمهرجان الوطني للشعر في المتلوي والتي انتظمت على مدى 3 أيام تحت شعار” محمد عمار شعابنية شاعرا وانسانا ” وفي لمسة وفاء لروحه وابداعه فهو أحد شعراء مدينة المتلوي وأحد مؤسسي المهرجان، والذي أنطلق بحضور في ساحة تبسة بمدينة المتلوي المنجمية من ولاية قفصة بمشاركة دولية وبحضور جماهيري حاشد بالإضافة إلى  الاخ معتمد قفصة والاخت المندوبة بالمندوبية الجهوية لوزارة الثقافة والأخوة الضيوف العرب والاعلامية التونسية سماح قصدالله التي أعدت و قدمت أمسية اذاعية عبر اثير اذاعة تونس الثقافية  في حلقة من برنامجها سهرت منه الليالي و بعد افتتاح استعراضي تراثي صوفي بسيط بمناسبة المولد النبوي الشريف الذي يصادف أيام المهرجان حيث شاركت بيه فرقة الفنون الشعبية بقفصة والزوايا الصوفية بالمدينة وعلى اثر الكلمات الترحيبية لكل من :الاخت المندوبة في المندوبية الجهوية لوزيرة الثقافة الاخت عفيفة الحاج والاخ سالم الشعباني مدير المهرجان ورئيس جمعية المهرجان الوطني للشعر في المتلوي وقد بدأ الشعراء الضيوف في أولى أماسيهم الشعرية حيث تداول على الميكرفون شعراء من فلسطين وليبيا والجزائر وتونس أيضا تم  الدكتور التونسي عبدالمجيد الجوادي باحث في التاريخ المعاصر

أماسي وضيوف شعراء ونصوص وتفاعل جماهيري كبير

 استضاف المهرجان الشاعر الفلسطيني أصيل مدينة غزة أحمد القريناوي والذي تم تكريمه أيضا وتكريم النضال الغزاوي من خلاله والشعراء من الجزائر هارون العمري والشاعر ممادي حسين والشاعر ضوايفية عبدالله ومن ليبيا الشاعرة والصحافية نيفين الهوني ومن تونس الشاعر سالم الشرفي والشاعر زكريا العيساوي والشاعر عادل الجريدي والشاعر لطفي زكري والشاعر انيس هاني  والشاعر محمد جيد والشاعر بلقاسم تيجاني والشاعر حسن بنعبدالله حيث استمرت الاماسي على مدى يومين بين ساحة تبسة والمكتبة الوطنية وتنوعت نصوصهم بين المقاوم والثائر الحماسي الهاتف والعاطفي الناعم الهادف

الندوة الفكرية محمد عمار شعابنية ومعرض لإبداع إنساني خالد

أقيم في اليوم الثاني معرض للصر والمقتنيات والاصدارات وبعض الجوائز والتكريمات للشاعر الاديب الانسان محمد عمار شعابنية بحضور اسرته وابنائه وبعد افتتحه انطلقت الندوة الفكرية الرئيسية للمهرجان التي  قدمت فيها  على لسان المحاضرين المشاركين ثلاث ورقات عن الوقفات الإبداعية والإنسانية في مسيرة الشاعر المنجمي  الراحل محمد عمار شعابنية حيث تم  الاحتفاء بتاريخه وابداعه بعد رحيله يوم 7 أكتوبر 2023 وقد جاءت العناوين والمداخلات على  النحو التالي: مداخلة حول محمد عمار شعابنية الانسان للروائي إبراهيم الدرغوثي. ومداخلة حول “السمات الفنية في ” ثلاثين سنة تحت ارض الخوارزمي ” لمحمد عمار شعابنية للكاتب والناقد الادبي عباس سليمان. ومداخلة حول “جمالية الخلق الفني عند محمد عمار شعابنية من خلال ديوانه “برك الضفادع العرجاء ” للطيب الحميدي بالإضافة إلى مشاركة من الجزائر للدكتورة الناقدة دلال عمايرية حول شعر الراحل منها محمد عمار شعابنية. حيث قدمت رأيها النقدي حول بعض المختارات الشعرية من دواوين الراحل الخالد .

جبال الثالجة جمال تصوير الخالق وتفاني عمل المخلوق

في الرحلة الترفيهية الصباحية لجبال الثالجة في المتلوي شاهد الضيوف جمال التكوين الطبيعي وابداع صنع الخالق في طبيعته كما واكبوا مراحل نقل الفسفات التي تعد جبال المتلوي الغنية بها هي المصدر الاولي والاساسي لها واحدى موارد تونس الاقتصادية ومنطقة الثالجة أو جبال الثالجة أو المنطقة السياحية الثالجة كما ورد في ويكبيديا  هي مجموعة من الجبال بالقرب من مدينة المتلوي هي منطقة سياحية وسط الجبال تتميز بالمناظر الطبيعية الخلابة وتعتبر جبال الثالجة المنطقة الأولى التي تم اكتشاف الفسفات فيها في تونس. وورد أيضا عنها ” المتلوي- جبال الثالجة كان الاكتشاف التاريخي للرواسب الأولى للفوسفاط الجيري بوادي الثالجة، على بعد كيلومترات من المتلوي، في أبريل 1885 في قاع هذا الوادي المتعرج للغاية و المحاط بمنحدرات شديدة الانحدار يزيد ارتفاعها عن خمسين مترا. تم بناء خط سكة حديد هناك في نهاية القرن التاسع عشر لاستيعاب قطارات نقل الفوسفات. ويعود تاريخ منطقة الثالجة بالمتلوي القديم إلى عصور ما قبل التاريخ التي تبرز دلالاتها من خلال الآثار المغلبية – القبصية – البونية – الرومانية والإسلامية ..وصولا إلى  الاحتلال الفرنسي ولقد كان جبل الثالجة موقعا لاكتشاف الفسفات في أبريل 1885 من قبل فيليب توماس. وقلب «موازين » نمط عيش السكان شبه البدوي الذي يرتكز على الزراعة البعلية والرعي.وعلى بعد 7 كلم من وسط مدينة  المتلوي و باتجاه الغرب تطل جبال الثالجة التي تكتنز جمال الجبال و  الريف والطبيعة  الخلابة من خلال تعدد وتجانس المناظر بكساء نباتي وشجري على ضفاف مياه العيون وسط تضاريس الجبال الجرداء المتنوعة النتوءات والمقاسم الصخرية التي تكثر بها الالتواءات والأنفاق الطبيعية والمحدثة .. وهذا التنوع الطبيعي حاولت الدولة استغلاله منذ أكثر من ربع قرن للترويج للسياحة الداخلية عبر الربط بين مدينة المتلوي وجبال الثالجة وأنفاقها وذلك على متن القطار الأحمر «الجرذون  – أو قطار محمد باي » .

على هامش المهرجان التقينا بهم فقالوا :

الشاعر والاديب سالم الشعباني مدير المهرجان ورئيس جمعية المهرجان الوطني للشعر في المتلوي

الاديب محمد عمار شعابنية هو صديقي ورفيقي وقريبي وقد بدأنا كتابة الشعر مع بعضنا وكنا نكتب الشعر الشعبي ثم بدأت أنا في كتابة محاولات في الشعر العربي الفصيح ولقد جلبته للفصحى ولدينا العديد من القصائد اخوانية مشتركة حبيت هذا العام بما أن رفيقي وشريكي وقريبي الاستاذ محمد عمار شعابنية توفي أن نقوم بلمسة وفاء ونسمي الدورة لهذا العام بإسمه والحمدلله سميناها وقمنا بعمل معرض بحضور ابنائه وايضا الندوة الفكرية قدمت فيها أربع ورقات عن حياته وسيرته وابداعه ومآثره لأنني أردت أن يكون تكريمه كشاعر وكإنسان أيضا لان البعد الانساني له دور في ابداع الكاتب والاديب وكذلك هذا العام كانت فلسطين حاضرة وبقوة وكانت المشاركة تعبيرا عن التضامن مع القضية ودعما للمقاومة الباسلة هناك وحيث أنني مطلع على الساحة الثقافية الفلسطينية ومثل المنتخب الوطني متنقل في جميع الاماكن أنا متنقل بين جميع المواقع لاكتشاف الكتابات والشعراء كناقد وكمحب للاطلاع والحمدلله الاخ والصديق الهاني وهو من نصحني بالشاعر الفلسطيني المقيم في تونس أحمد لتكريمه وتكريم القضية الفلسطينية من خلاله  وحقيقة هناك العديد من الشعراء الفلسطينيين المقيمين في تونس لكن هو اثارني كونه شاعر ثائر ومن أبرز الشعراء الفلسطينيين واستمعت الى نصوصه فأبهرتني وامتعتني ويسعدني ويشرفني وجوده بيننا في هذا المهرجان وهو والشباب المشارك أصبحوا أبناء المهرجان وبإذن الله سيكونون دوما من المشاركين دون حتى دعوة .

الشاعر التونسي انيس هاني قال:

أوهَن المُدنِ

العارفُونَ بسرّ هذا الكونِ أعرفُ حُزنَهمْ

والفرْقُ..  لا فرقَا

منْ يعرفُ الأمْواجَ حقَّ طباعِها

لنْ يترُك التأويلَ للغرْقى

والنّازفات جِراحُهمْ قدْ يَلْعَنونَ الدّهرَ

والأيَّام والخلْقَ

هم يَلعَنونَ البابَ والاقْفالَ …في لعَنَاتهمْ ما حَاوَلوا الطَّرقَ

لمْ يفتحُوا بابًا ولم يتفتّحُوا

بل أتقَنُوا الإقْفالَ والغَلْقَ

للآن أجراسُ الحُروبِ تئنُّ

ثُمَّ تحنُّ.. منْ أهْدى لهَا الدقَّ؟

هُم ينْزفُونَ وينْزفُونَ دِمائَهمْ

واليومَ هم من يصنعِ الطَّلقَ

لليومِ لمْ يُبقُوا سلامًا واحدًا

ولأنّهمْ حمْقى فَلنْ يبْقَى

يتشدّقُون لأنَّهم لمْ يُدركُوا الانسانَ

ظنُّوا أنّهم أرقَى

قالوا ستُمطرُ واسْتباحُوا الغيمَ

ألقوا فكرةً وتقاسمُوا البَرقَ

رهطٌ من المنفَى يمُدُّونَ السّلاسلِ

قلتُ مَنزلنَا ومسْقطُ رأسِ ذاكرتِي

قلتُ مدينتِي …

ما الملكُ ..ما الانسانُ ؟

حلْقِي الآن يرتجفُ ..السَّماءُ بلا غيومٍ

والنّساءُ بلا بيوتٍ ..والعناكبُ لا تكلُّ

تموتُ في أكواخِها ..قالتْ سننتظرُ ..ربَّما سفُنُ اللُّجوءِ تمرُّ عند خيامنَا

أو علَّ قافلةً من التُجَّار تحْمِلنَا إلى الافْرنجِ

حيثُ سنأكلُ التفَّاحَ لا أجسَادنا

حيثُ المنازلُ رطْبةٌ والنّاسُ لا يتقاسمونَ البرْقَ

قلتُ الأرضُ والانسانُ !!

نُطفٌ مِنَ الاسْمَنتِ

مِدْخنةٌ منَ الأرْواحِ تحْملهَا رياحُ الطّلقِ

حيثُ الطّفلُ مقْرُورٌ بلُعبتِه

وحيثُ النّهرُ رمْلٌ جارفٌ

ونُثارُ أمتعةِ النّساءِ على الطّريقِ وهنَّ يحْملنَ المساءَ لحَتْفهِ

لا ماءَ بَعدَك يا خرير ُ

وذي الملوحةُ في دمانَا

قلتُ ذا الزّمنَ البذيءَ وليتَهُ

“لَيتَ الزَمانَ لَنا يَعودُ بِيُسرِهِ

إِنَّ اليَسيرَ بِذا الزَمانِ عَسيرُ”

هذا الزّمان أمرُّ..يسقط مِن ثُقوبِ جُيوبنَا

والوقتُ مثلَ الرّملِ يهرُبُ يا جريرُ

مدائنُ التّعْليبِ والتّهْريبِ

والتّرْهيبِ والتّعْذيبِ

والانسانُ حفنةُ حنطةٍ تكفيهِ

والاسمنتُ يدْبغُ جلدَهُ ويسيلُ فوقَ حناجرِ العُمّالِ

منْ منَّا سيحمِلُ رأسَهُ للنّومِ ؟

من مِنّا سيفتَحُ وجههُ للبحْرِ دونَ تذاكرِ التفْكيرِ ؟

أسئلةٌ وهذا العنكبوتُ نكايةً في  السَّقفِ

مشنوقًا …يموتُ بصبْرهِ

علّ المراكبَ قدْ تمرُّ

يموتُ منتظرا بناتَ البحْرِ يجْرُرْنَ الظَّفائرَ قيل كالإفرنْجِ.

“غادِر بلادَك”.. حكمةُ الغربانِ في زمنِ السَّماسرَةِ الّذينَ..

رأيتُ هذا الطّيرَ يرْحلُ، كيفَ لا والموتُ يكثُرُ كالجرادِ

كنايةً في الموتِ نرحَلُ مثلهُ

أو ليس حلاًّ ؟

ليس حلاًّ أن نزيدَ البحرَ غرقَى

أن نزيد الحَبلَ  شنْقا

قلتُ وارتَعدتْ يدي

والليْلُ يهطُل من قميصِي

صار جلْدي رُقعةً للرّيحِ

صار فمي رؤومًا للّيالِي الموحشاتِ

لأنّ ليلَ المترفينَ منزّهٌ عن جلْدهِمْ

لكنَّ في ليلِ الخيامِ قصائدٌ..

مهلاً عليهمْ  يا شتاءُ

وكنْ حنونًا فالطّفولةُ لا تراكَ مِنَ الخيامِ

هناك حيثُ يفرّ نصفُ البرقِ للخيماتِ

حيثُ يفرُّ كلُّ الرّمْلِ للغيماتِ

حيثُ العنكبوتُ و صولةُ الغربانِْ.

حيث التراتيلُ القديمةُ أومَضتْ

حتَّى الأغاني في المُخيّمِ أنقَى

مُدُن الخيامِ ترتّلُ الأوجاعَ

تومِؤ للمراكبِ.. كالصُّخورِ سنبقَى

غادِرْ بلادكَ حكمَةُ الغربانِ

 ليستْ في المدينةِ حِكمةٌ أشْقَى

أما الشاعر الفلسطيني أحمد القريناوي فقد أهدى جمهوره :

هل شعرتم بالنشاز؟

في الشمسِ

ليس الشمس أعني

الغصنُ

ليس الغصن تحت الغصنِ

عند الظلِ

ليس الظل أعني

في الرملٍ

ليس الرمل تحت الرمل تسمع صرخةً أقوى من الملح الذي جمعتهُ بعد استعادتك الأخيرة لابتداء الرفعِ في راياتهمْ

ليستْ عيون الآخرين وليس للأحلام هدبٌ

والعيونُ ملوثةْ

وأقول أرض الله أرض اللهِ

والليمون يفهم ما يقول النقش بعد الصلبِ عند “الجُلْجُثَةْ”

هل حل أحجيةً وفاز؟

(3)

ليس لي قمرٌ لأفهم كم بليلي من قصائد سوف أكتبُ

كعب آخيلٍ توزع في شظايا الحيض بعد النهرِ

كان البرتقال سجين روح تحت عقلٍ باطنٍ

وشتاؤهم يأتي على مضض كضيفٍ ليس يفهم بالفراسةِ أنه مكروه هذي الليلةِ الكحلية البيضاء من خصر ومن بطنٍ ومن شمعٍ أذاب دموعهُ وأعادها شمعاً تماهى في المجازْ

الشاعر التونسي زكريا العيساوي فقد كان انطباعه عن المهرجان كالاتي :

مشاركتي في هذا الملتقى ليست مشاركة أولى، فقد استضافتني مدينة المتلوي واستقبلتني العام الماضي لتوقيع مجموعتي الشعرية الأولى “شامٌة في خيالي”، وقد أكرمني أهلها بذوقهم ومحبّتهم، كما أنّ علاقتي مع مؤسسيه علاقة احترام ومحبّة كبيرين. أمّا عن هذه الدورة فيكفي وأنّها إهداء شعري وإنساني لروح الشاعر والكاتب الكبير محمد عمّار شعابنية رحمة الله عليه، الّذي كان من أوّل الداعمين والقارئين لي ولشعري، إضافة لاختلاط فرح اجتماعنا في هذه الدورة بحزننا العظيم على ما هو جار في فلسطين الحريّة والكرامة، نسأل الله أن يتغمّد شهداء الحقّ بوسع كرمه ورحمته وختاما فقد سعدت بوجودي ضمن باقة الورد الكبيرة من شعراء ومؤرّخين ومتذوّقين، وبمساهمتي البسيطة في هذه الدورة وبتعرّفي على أرواح جديدة مفعمة بالشعر والمقاومة والجمال.

الشاعر الجزائري عبد الله ضوايفية قال :

كلّ شكري وامتناني لهيئة المهرجان الوطني للشعر بالمتلوي على حسن الاستقبال والضيافة  . تشرّفت حقًا بلقاء بعض الإخوة الشعراء وكذلك الأخوات الشاعرات من بعض الدول العربية  ؛  إذ أن الحلّة البهية التي زادت في المهرجان رونقا حضور الشاعر أحمد ابن الحبيبة الأم  ” فلسطين  ”  ،  كما أن جلّ المداخلات الشعرية كانت عن القضية الأم والدعم اللا متناهي لها وجاءت مشاركتي بقصيدة عمودية معنونة بـ  :  ‘ بشائر الصبح 

أما الشاعر التونسي محمد جيد فقد أهدانا مقتطفات من نصوصه :

1

بائع الحلوى الذي لا يعرف طعمها..

الخباز الذي يرسم حزنه على الرغيف ويعجن..

لقَّاطُ علب البلاستيك وآخر ما تبقّى من أرواح قطّته السبعة..

البنّاءُ من حفرة الساس الذي يرمم سيجارة الصباح..

إسكافيُّ الرصيف العجوز وهو يتحسس رقبته أمام حذاء المدير..

يتيمُ الأحراش الذي  يمسح سيارة زوجة محتكر..

عربيد حانة الدرّاق بعد ان تقيّأ البحر جثث أبنائه الثلاثة..

وشاعر يمزج رماده بدموعهم…

2

محاصرٌ أنا بين أن أكون بسيط الملهج والحرف ونصي زلال.. وبين اِكتِظاظِ المعلّقات وتفرُّعِ مفردات البدو السحيق في قمرة رأسي الموحشة..

كيف أكتب لك ما يربِّتُ على ظهر قلبك كي لا يغُصَّ وينساب نبضُك كورقةِ خريفٍ على سطح الماء..

كيف وربي…

هذا جرِّي لأقلام الغسق وما أطَّ به الدجى من معانٍ لامعات.. أو ربّما ذاك الوميض هو ابن غيمتينِ تنتطِحان..

لا شيء في جرابي سوى شعوري المربك.. لا شيء..

ولا أستطيعُ حَلْوَاكَ، ولا أملك لك ما يرطّبُ الحرور..

ولكنني

على قدر أخطُّ حرفي…

ومن الجزائر الشاعر الشاب هارون عمري الذي أهدى القراء هذا النص :

مسيرة في عيون الليل

يسري به الليل معنىً تائهًا أبدًا

وما الدموعُ

 سوى أضواءُ أنجمِهِ

يطيل صمتًا

كما لو أنه حجرٌ

وكم يخبئ نهرًا في تكلّمهِ

أكاد أعرفه من جرح ضحكته

شيء من الشعر

يبدو الآن في فمِهِ

يقول للماء

كن يا صاحبي بشرًا

هل يدرك الماء شيئًا من تألِّمه؟

ولم يسر بمزاج

الريح في غده

بل كان للريح أن ترتاح في

عود

 وخصلة شعرٍ ما

 مبللة

 تكفي ليصبح ربًا في تلعثمه

يتيه من نظرة أو ضحكة هطلت

لا تسألوه عن الصحراء في دمه

الشاعر التونسي سالم الشرفي هذا بعض من قصيدته التي قرأها

لا شيء

“غادِر بلادَك”.. حكمةُ الغربانِ في زمنِ السَّماسرَةِ الّذينَ..

رأيتُ هذا الطّيرَ يرْحلُ، كيفَ لا والموتُ يكثُرُ كالجرادِ

كنايةً في الموتِ نرحَلُ مثلهُ

أو ليس حلاًّ ؟

ليس حلاًّ أن نزيدَ البحرَ غرقَى

أن نزيد الحَبلَ  شنْقا

قلتُ وارتَعدتْ يدي

والليْلُ يهطُل من قميصِي

صار جلْدي رُقعةً للرّيحِ

صار فمي رؤومًا للّيالِي الموحشاتِ

لأنّ ليلَ المترفينَ منزّهٌ عن جلْدهِمْ

لكنَّ في ليلِ الخيامِ قصائدٌ..

مهلاً عليهمْ  يا شتاءُ

وكنْ حنونًا فالطّفولةُ لا تراكَ مِنَ الخيامِ

هناك حيثُ يفرّ نصفُ البرقِ للخيماتِ

حيثُ يفرُّ كلُّ الرّمْلِ للغيماتِ

حيثُ العنكبوتُ و صولةُ الغربانِْ.

حيث التراتيلُ القديمةُ أومَضتْ

حتَّى الأغاني في المُخيّمِ أنقَى

مُدُن الخيامِ ترتّلُ الأوجاعَ

تومِؤ للمراكبِ.. كالصُّخورِ سنبقَى

غادِرْ بلادكَ حكمَةُ الغربانِ

 ليستْ في المدينةِ حِكمةٌ أشْقَى

الشاعر ابن الجريد التونسي لطفي ذكري كان انطباعه على النحو التالي :

مساء البهجة أرجو ان تكوني بخير أيتها اليانعة الرائعة و المزهرة عموما لا شيء يأتي مكتملا هيئة المهرجان كانت رائعة بدماثة الأخلاق و حسن الاستقبال  والحضور كان متنوعا  و هناك أصوات رائعة  أنت كنت و تبقين شاعرة متميزة و شاعرة جدا والجو عامة كان يعمه الأنس و الود و كثيرا من المحبة و دفئ الالتقاء وأتمنى لك مزيدا من التألق و إن شاء الله في لقاءات متجددة كي نطرب لسماعكم

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :