لقاء الشعر عند شبابه

لقاء الشعر عند شبابه

  • علي إسبيق

الشاعر الشعبي الشاب بوبكر القديري وطرفة بن العبد. لا شك في أن الفكر يلتقي والخواطر تتواصل بتواصل المشاعر، طرفة بن العبد غني عن التعريف يلتقي بنجيب الشعر ودمائه الشابة متمثلة في نص قصيدة شعبية للشاعر الشاب بوبكر القدير فيصبح النص على خط التماس يقذف صاحبه الجاهلي بالتمر ( كناية عن الرضى والتحبب والتودد) يقول الشاعر الشعبي القديري واصفا غربته وسط الأحبة: غريب شعوره .. علي ماجرا من هول ماللي شوره لاعاف لاخرف اخرج عن طوره .. مرات ريبته تبقى اسباب شراسة مرات ينقفل ويسوق في مدموره .. حجايج ايرنن عالبعيد اجراسه ويصبح كما كاهل بعيد سروره .. فاقد ضناه وعيلته نكّاسه (يصف القديري حالة صراع مرير، بينه وبين قلبه المتلهف شوقا، للحد الذي يجعله يتغبط يمنة وشمالا، بكنه يلجمه بكل عناد ومكابرة، لئلا يجر عليه عواقب الاندفاع والتصرع، فيبدو هادئا رغم اشتعال النار داخله) خايض تجارب دايرات انحوره .. في نص كبده ماتلوم حواسه حال الغريب اللي غريب الصوره .. امستّه امداني جملة العسعاسه وميض فجر لاعلّم حتر مطموره .. في كل فاهق جايته حسّاسه ايخايل عيون امهلّعه وجسوره .. تقول هن اللي منهن اسباب هواسه ولاعمر بتشكّي قرض مطموره .. ولا دار راسه للسفيه براسه تحتار في تفاصيله وكل اموره .. ولا مشيته كانت اللي ميّاسة امحافظ علي صمته جميل عبوره .. ولايريد روحه راس مالريّاسه عاشق رسوله مبتهل في نوره .. محمد عفيف الخلق مايتناسه *هنا يصرف الشاعر كل هذا الحب ويغدقه على ضوء واحد حب الذات الإلهية من ثم شخص النبي الأمين صلى الله عليه وسلم في تغيير لمجرى الوله واللوعة من دنيوية إلى روحانية مبتهلة بطريقة تحسب له وليس لسواه أعتقد فعلها قبل. غريب تغرّب .. من ضيم الزمان وهله جونه خرّب بهمّه تلاشا خاطره واسرّب .. بين الزنايق تلحقه نعكاسه مايجيب عقلك من عيون مدرّب .. ولايجيب عقلك من هوال افلاسه مفطوم عالعصر زاهد ومايتكرّب .. مع الجود والجاويد زاد حماسه البيت بوزرد باللي ضميره عرّب .. ماينفعه جابر بلا خمّاسه ومايشغله حتى البعيد ان قرّب .. مامن قريب اطعنه في مجلاسه ثم يشدد الشاعر على عزة نفسه التي ينفق في سبيله أغلى مايملك ليحافظ على ( عصره) وإن كلفه ذلك احتراقا وحفلة شواء داخل نفسه . ويقول طرفة بن العبد الشاعر الجاهلي فيما يشبه معاناة شاعرنا القديري ﺃﺻﺤﻮﺕَ ﺍﻟﻴﻮﻡَ ﺃﻡ ﺷﺎﻗﺘﻚَ ﻫﺮّ ﻭﻣِﻦَ ﺍﻟﺤُﺐّ ﺟُﻨﻮﻥٌ ﻣُﺴْﺘَﻌِﺮْ ﻻ ﻳﻜﻦْ ﺣﺒَّﻚ ﺩﺍﺀً ﻗﺎﺗﻼً ﻟَﻴﺲَ ﻫﺬﺍ ﻣﻨﻚِ، ﻣﺎﻭِﻱَّ، ﺑِﺤُﺮّ ﻛﻴﻒَ ﺃﺭﺟﻮ ﺣُﺒَّﻬﺎ ﻣﻦْ ﺑَﻌﺪِ ﻣﺎ ﻋَﻠِﻖَ ﺍﻟﻘَﻠْﺐُ ﺑِﻨُﺼْﺐٍ ﻣﺴْﺘَﺴِﺮّ ﺃﺭّﻕ ﺍﻟﻌﻴﻦَ ﺧﻴﺎﻝ ﻟﻢْ ﻳﻘﺮّ ﻃﺎﻑَ، ﻭﺍﻟﺮّﻛْﺐُ ﺑﺼَﺤْﺮﺍﺀِ ﻳُﺴُﺮْ ﺟﺎﺯَﺕِ ﺍﻟﺒِﻴﺪَ ﺇﻟَﻰ ﺃﺭﺣُﻠِﻨﺎ ﺁﺧِﺮَ ﺍﻟﻠّﻴْﻞِ، ﺑﻴَﻌْﻔُﻮﺭٍ ﺧَﺪِﺭْ ﺛﻢّ ﺯﺍﺭَﺗﻨﻲ،ﻭﺻَﺤْﺒﻲ ﻫُﺠَّﻊٌ، ﻓﻲ ﺧﻠﻴﻂٍ ﺑﻴﻦَ ﺑُﺮﺩٍ ﻭﻧﻤﺮْ ﺗَﺨْﻠِﺲُ ﺍﻟﻄَّﺮْﻑَ ﺑﻌَﻴْﻨَﻲْ ﺑَﺮﻏَﺰٍ، ﻭﺑﺨﺪَّﻱ ﺭﺷﺈٍ ﺁﺩﻡَ ﻏﺮّ ﻭﻟﻬﺎ ﻛَﺸﺤَﺎ ﻣﻬﺎﺓ ٍٍ ﻣُﻄﻔﻞٍ ﺗَﻘْﺘَﺮﻱ، ﺑﺎﻟﺮّﻣْﻞِ، ﺃﻓْﻨﺎﻥَ ﺍﻟﺰّﻫَﺮْ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤَﺘْﻨَﻴﻦِ ﻣِﻨﻬﺎ ﻭﺍﺭﺩٌ، ﺣَﺴَﻦُ ﺍﻟﻨَّﺒْﺖِ، ﺃﺛﻴﺖٌ، ﻣُﺴﺒَﻄِﺮّ ﺟﺎﺑَﺔ ُ ﺍﻟﻤِﺪﺭﻯ ، ﻟﻬﺎ ﺫُﻭ ﺟُﺪّﺓ ٍ، ﺗَﻨْﻔُﺾُ ﺍﻟﻀّﺎﻝَ ﻭﺃﻓﻨﺎﻥَ ﺍﻟﺴَّﻤُﺮْ ليلتقي الفكر في اختلاف للنص واللغة في نبع البوح الذي يخقف من وطأة حمم الوله واللوعة، التي كبتت من أجل شيء واحد، الحفاظ على عزة النفس، مشددين على أن الحب والوله شيء جميل لكنه دونما فائدة إن أفقداك كرامتك.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :