معجزات وخوارق

معجزات وخوارق

  • عيسي رمضان.

حادثة عام الفيل واحدة من أشهر الحوادث والثابتة بالكتاب والسنة، وقد حدثت هذه الواقعة في الشهر المحرم قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسين يومًا تقريبًا، وهو يوافق فبراير سنة 571م … وقصة حادثة الفيل أن أبرهة الحبشي كان نائباً للملك النجاشي على اليمن فرأى العرب يحجون إلى الكعبة ويعظمونها فلم يعجبه ذلك، وأراد أن يصرف الناس عنها، فقاده الأمر إلى بناء كنيسة كبيرة بصنعاء رغبةً في أن يحج الناس إليها بدلاً من الكعبة.. فلما سمع بذلك رجل من بني كنانة دخل الكنيسة ليلاً، فبال وتغوّط فيها فلما علم أبرهة بذلك سأل عن الفاعل، فقيل له: “صنع هذا رجل من العرب من أهل البيت الذي تحج العرب إليه بمكة” فغضب أبرهة وحلف أن يذهب إلى مكة ليهدمها، وبالفعل جهَّز جيشاً كبيراً وانطلق قاصداً البيت العتيق يريد هدمه، وكان من ضمن الدواب التي يركبها جيش أبرهة الفيل- الذي لا تعرفه العرب بأرضها- فأصاب العرب خوف شديد ولم يجد أبرهة في طريقه إلا مقاومة يسيرة من بعض القبائل العربية التي تعظم البَـيـت ، أما أهل مكة فقد تحصنوا في الجبال ولم يقاوموه. وكان جَيـشُ أبرهة قد أخذ إبلاً في طريقه إلى مكة، فجاء عبدالمطلب يطلبها.. فقال له أبرهة: “كنتَ قد أعجبتني حين رأيتُك ثم قد زهدت فيك حين كلمتني، أتكلمني في مائتي بعير أخذتها منك، وتترك بيتاً هو دينك ودين آبائك قد جئتُ لهدمه، لا تكلمني فيه!” قَـالَ له عبد المطلب: “إني أنا رب الإبل، وإن للبيت رباً يحميه” فقال له أبرهة: “ما كان ليمتنع مني” ، قال عبد المطلب: “أنت وذاك” فلما أصبح أبرهة عبأ جيشه، وهيأَ فيله لدخول مكة ، فلما كان في وادي محسر-بين مزدلفة ومنى- برك الفيل وامتنع عن التقدم نحو مكة، وكانوا إذا وجهوه إلى الجنوب أو الشمال أو الشرق انقاد لذلك، وإذا وجهوه للكعبة برك وامتنع، وبينما هم على هذه الحال، إذ أرسل الله عليهم طيراً أبابيل. ومعنى أبابيل يتبع بعضها بعضاً، فمع كل طائر ثلاثة أحجار، حجر في منقاره وحجران في رجليه لا تصيب منهم أحداً إلا تقطعت أعضاؤه وهلك. وقَـد ورد ذكر هذه الواقعة في القرآن الكريم، قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ* تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) وقال ابن كَثيــرُ في تفسير ذلك: “هذه من النعم التي امتن الله بها على قريش فيما صرف عنهم من أصحاب الفيل الذين كانوا قد عزموا على هدم الكعبة ومحوا أثرها من الوجود، فأبادهم الله، وأرغم آنافهم، وخيب سعيهم، وأضل عملهم، وردهم بشرِّ خيبة، وكانوا قوماً نصارى، وكان دينهم إذ ذاك أقرب حالاً مما كان عليه قريش من عبادة الأصنام، ولكن كان هذا من باب الإرهاص والتوطئة لمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه في ذلك العام وُلِدَ على أشهر الأقوال”. مختونا بيد القدرة الإلهية. وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله: “من كرامتي على ربي أني ولدت مختونا ولم ير أحد سوأتي”. سقوط شرفات إيوان كسرى ولما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ارتج إيوان كسرى، وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وكان في هذا إشارة إلى أنه سيملك الفرس أربعة عشر ملكًا بعدد ما سقط من الشرفات، فملك منهم عشرة ملوك بعد كسرى في أربع سنين، وملك الباقون إلى إمارة عثمان رضي الله عنه حتى سقطوا جميعًا. ظُهُـور نجم أحمد في السماء ونَجـم أحمد هو نجم لامع في السماء، له خصائص مختلفة عن غيره من النجوم.. وقد هاجر اليهود إلى مكة والمدينة ينتظرون مولد النبي الخاتم لجميع الأنبياء والمرسلين، الموجودة أوصافه في التوراة. قال الله عز وجل في كتابه الكريم: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) وقد فسّر ابن كثير هذه الآية فقال: “يعني: التوراة قد بشرت بي، وأنا مصداق ما أخبرت عنه وهو خاتم أنبياء بني إسرائيل، قد قام في ملأ بني إسرائيل مبشراً بمحمد وهو أحمد خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي لا رسالة بعده ولا نبوة”. وقد علم اليهود أن أحمد خاتم الأنبياء قد وُلِدَن حينما ظهر نجمه روى ابن إسحاق عن حسان بن ثابت رضي الله عنه قال: “والله، إني لغلام يفعة -شاب ولم يبلغ-، ابن سبع سنين أو ثمان أعقل كلَّ ما سمعت، إذ سمعت يهوديًّا يصرخ بأعلى صوته على أطمه -حصن- بيثرب: يا معشر يهود! حتى إذا اجتمعوا إليه قالوا له: ويلك ما لك؟، قال: طلع الليلة نجم أحمد الذي وُلِدَ به”. رواه البيهقي. وروى أبو نعيم وحسنه الألباني عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قال زيد بن عمرو بن نفيل قال لي حَبْرٌ من أحبار الشام: “قد خرج في بلدك نبي، أو هو خارج، قد خرج نجمه، فارجع فصدقه واتبعه”. السيدة آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم. قالت السيدة “آمنة” والدة النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم- أنها حين تهيأت للولادة وجاءتها آلام المخاض شعرت بنور كبير يخرج منها ينير الغرفة التي كانت فيها، وشعرت أنها معها جمع من النساء في الغرفة فتقول إنها شعرت بوجود “مريم ابنة عمران” وآسية زوجة فرعون” والسيدة هاجر” كلهنّ حولها وأكدت زيادة النور شيئًا فشيئًا حتى شعرت أن النجوم تسقط عليها . ورأت السيدة آمنة حين حملت بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه خرج منها نور أضاء لها قصور بصرى من أرض الشام وقالت :

وقالت : “والله ما رأيت من حمل قط كان أخف ولا أيسر منه ووقع حين ولدته وإنه لواضع يديه بالأرض رافع رأسه إلى السماء ”. وعندما ولدت السيدة آمنة رأت أم عثمان بن العاص وأم عبد الرحمن بن عوف اللتان باتتا عندها ليلة الولادة قلن: “رأينا نوراً حين الولادة أضاء لنا ما بين المشرق والمغرب”. وذكرت “فاطمة بنت عبد الله” أنها شهدت ولادة النبي صلى الله عليه واله وسلم وقالت: “فما شيء أنظر إليه من البيت إلا نور، وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول لتقعن عليَّ ” . وأما عن النور الذي خرج حتى رأت السيدة “آمنه” قصور الشام، فقد ثبت حصول ذلك في رؤيا منامية . فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن العرباض ابن سارية، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “إني عبد الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك: دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام” رواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :