سمية وادي
مركونةٌ على شاطئ بحر المواصي، في منطقة العدم الإنسانية،، بين آلاف الخيام المنطفئة،،
خيامٌ تتقافز منها القصص في توابيت متطايرة تتصاعد للسماء مع صفير وعويل ونحيب بعيد!
أجلس وحدي داخل الكون، والكون داخلي..
يتهيّأ لي أنني كائنٌ مرئيّ، وأن حزني مقروء في عينيّ، وأن صوتي جميلٌ مصحوبًا بالناي،،
والحقيقة لا شيء من كل هذا،، لا ينتمي قلقي للعالم الخبيث،، لا يعنيه من أمري شيءٌ،، ربّما فقط يحتاج إلى أظافري ليثبت في دعايته الانتخابية أنني كائنٌ شرسٌ يستحقّ الإعدام في طبقات الرمل جوعًا وقصفًا!!
مركونةٌ وحدي،، على شاطئ البحر الصدئ،،،، أدفن كلّ ما علق بروحي من حبٍّ.. وأبحث عمّا يعيد لي آدميتي لأنتصر من جديدٍ لها،، ماء وأمان وألا يعلق بثوبي رملٌ أو حشرات!
هكذا أكبرُ في الحرب،، وتتنامى معي رغبةُ البقاء قليلًا،، ريثما تدور الدائرة،، ويكبر طفل الحقد الذي تربّى معي،، وأرى المشهد مكتملًا،،
بلادٌ حزينةٌ لها علمٌ يرفرف، وقبر شهيدٍ له أطفالٌ تبتسم الشمس لهم، وسطرٌ أخيرٌ يقول:
مات عاشقون، وولد عاشقون جدد، ولم يبق في الأرض للأرض إلا العاشقون!!
تزامنًا مع النجاة كلّ لحظة،، أسير على بحر المواصي،، بخطواتٍ ثقيلة،، لكنها لن تجفّ،، حتى ولو لم تعد الأرض صالحةً للمشي!!