في ذكراها الحادية عشرة إلى أي محطة وصلت ثورة السابع عشر من فبراير ؟

في ذكراها الحادية عشرة إلى أي محطة وصلت ثورة السابع عشر من فبراير ؟

فسانيا : منى شها : عزيزة ناجي

تزاحم المواطنون في الميادين بكل المناطق والمدن والقرى الليبية ، رفرفت الأعلام معانقة السماء ، و ارتفعت أصوات الأهازيج و الأغاني معبرة، عن سعادة شعب حارب بحثا عن الحرية، دفع بأبنائه ثمنا للوصول إلى حلم بناء الدولة المدنية ، دولة المؤسسات الحقيقية ، خرج الليبيون في فبراير العام 2011 فقضوا فيها على حكم  استمر استمر 42 عاما ، خرجوا معلقين آمالاً كبيرة و حالمين بحرية ودستور منصف وعدالة اجتماعية و تداول سلمي للسلطة وانتخابات نزيهة يضع فيها الليبيون الرجال المناسبين في الأماكن المناسبة ، فاليوم في ذكراها الحادية عشرة هل بات حلم بناء الدولة المدنية قريب المنال ؟ و هل الثورة ما تزال في مأمن من الإجهاض؟ أو انحرفت عن مسارها؟ و ما أهم ما تحقق حتى الآن؟ و ماهي الأشياء التي كان يتطلع لها الليبيون من الثورة ولم تتحقق بعد ؟ و هل ستنجح ليبيا في هذه المرة في انتخابات نزيهة قبل بلوغ الثورة عمرها الثاني عشر؟.

فسانيا طرحت هذه الأسئلة على بعض الأكاديميين وشخصيات سياسية وثوار ورصدت الإجابات من وجهة نظرهم هي

الثورات لا تجهض ولا تنتهي

قال” إبراهيم عزاقة معتقل في 17 فبراير 2011 و من ثوار القرضة سبها ” الثورات لا تجهض ولا تنتهي ، ثورة فبراير باقية لأنها نابعة من رحم الشعب ، الانحراف كان فقط للمتسلقين والنفعيين والحزبيين والقبليين أما الرجال الأوائل في فبراير لم يكن هدفهم إلا الوطن”.

 وتابع “الحرية بلغت ذروتها عند الناس ، فاليوم نشاهد حتى أنصار النظام السابق يؤمنون بالقانون ويقومون بالوقفات الاحتجاجية التي لم تكن موجوده قبل 2011 ” لابد من انتخابات نزيهة ولن يحكم ليبيا من ساهم في دمارها.

و أكد” من أهدافنا و شعاراتنا في الثورة لا للقبلية وليبيا وحدة واحدة، وبالرغم من أن بعض الانتهازيين حاولوا مراراً محاولة إفشال هذه الأهداف لكن لا زلنا نقاوم ، و لابد من انتخابات نزيهة ولن يحكم ليبيا من دمرها وشتت الليبيين.

من يحكم ليبيا يحاول أن يجمع أكبر قدر من الغنائم قبل رحيله

و يرى ” محمد إبراهيم مينا صالح ” رئيس الجمعية العمومية لتكتل فزان و بادرة السلام وحراك صوت فزان ” أن الثورة في خطر كبير محدق بها، مشيرا إلى أن ليبيا دولة غنية ويسيل لعاب أي شخص يحكمها، لأنها غنية بالثروات، ومن يحكم يحاول أن يجمع أكبر كمية من الغنائم قبل رحيله، وهذا ما رأيناه خلال 11 عاما مضت”

لم تحظَ ليبيا بمن تسكن قلبه بل ساكنون عليها لا غير

صرح ” إبراهيم فرج ” أن 17 فبراير حدث لم يصنع نفسه بنفسه بل صنع بفعل الرجال، رأيي أنه بعد 11عاما من الحدث لم يحدث تغيير للأفضل بعد أن كان طموحنا التغيير ، وإن كان هناك مبرر لقيام فبراير حينها فالآن أرى أن هناك مبررات للتغيير أيضا ،لم تحظَ ليبيا بمن تسكنه في قلبه بل ساكنون عليها مع النكران لها وإلا لما وصلنا إلى ما نحن فيه ولكانت صيغة السؤال غير الذي طرح منكم ، مثلا بماذا تطمح بعد 11عاما من 17 فبراير؟.

والتغيير الذي نطمح له لم يتحقق بعد و خاب أملنا قال ” علي صالح” طالب جامعي “إن فبراير كان حدثا أكبر مما تصورناه أو توقعناه، والتغيير الذي نطمح له لم يتحقق بعد و خاب أملنا ، ولكن بكل تأكيد سيأتي اليوم الذي يتحول فيه حلمنا إلى واقع ملموس.

العبث بإرادة الليبيين و إعادة الاستبداد

و أردف ” الثورة في العام 2011 كانت حلما جميلا لبناء المستقبل الأفضل ، واتفق عليها جزء كبير من المجتمع الليبي بسبب ما يعانيه إبان حقبة النظام السابق، وسبب عدم تحقق هذا الحلم الجميل بالرفاه والازدهار هو التدخل الدولي والإقليمي الذي عبث بإرادة الليبيين ويحاول إعادة الاستبداد.

لست مع النادمين على الثورة

أكد ” عبدالله الشركسي ” لست مع التعبير عن الندم بسبب عدم تحقق الأهداف ومحاكمة الذات ومحاولة التسويق لفكرة أن جماهيرية القذافي ذات اللون الواحد هي جنة خضراء بمجرد أن عشر أرغفة من الخبز ثمنها ربع دينار!

و نوه ” الظروف اليوم تتطلب ليس فقط إحياء الثورة بالغناء وعروض الزينة، بل بالأهداف والدوافع التي أصبحت الحاجة لنيلها اليوم أكبر من أي وقت مضى.

أضاف ” المبروك احنيش ” أنا قد لا أسمي الحدث ثورة ولا أتفق في حالة ليبيا بالذات على إطلاق تلك اللفظة على ذاك الحدث. لكن ما يجمعنا اليوم هو مأساة حقيقية يجب أن نترك ما أمكن من مساحات مشتركة للتفاهم من أجل النجاة ، من تلك المأساة.

أراها معاقة وعاجزة تماماً

قال ” الجميع يتحدث عن أشخاص ، و يعتقدون أن ما جعلنا تأخرنا في الوصول إلى الدولة متعلق بأشخاص و حكومات و هذا التشخيص خاطئ و غير صحيح ولو استمر الليبيون في الاختيار و الانتخاب على مدى خمسين عاما سوف تكون نفس النتائج و نفس الفشل، لأن العمود الفقري لأي دولة ليس موجودا في ليبيا فلذلك هي معاقة تماماً، فهي بدون قوة الجيش ،قوة الأمن ،و قوة القضاء لا يمكن تحقيق دولة مادام هناك مليشيات تحمي استمرار الفوضى ، فالوضع أخطر بالمقارنة مع أي بلد آخر ، خاصة و أن نسبة الفساد و الفوضى و انتشار المليشيات و المتطرفين دينياً ساهم في جعل البيئة غير صالحة لبناء الدولة.

و ذكر ” الناتو عندما حطم الجيش الليبي لم يكن يريد لليبيا أن تصبح دولة، و عندما قام الجيش الليبي كان يجب عليهم دعمه وليس استخدامه في توازن القوى بين الجيش في الشرق و المليشيات في الغرب، و السبب الكارثي الحالي وكل المضاعفات التي فيها المواطن اليوم هو: تدمير الجيش و الأجهزة الأمنية في ليبيا و استبدالها بعصابات مسلحة جهوية و دينية وقبلية

أفاد” أما الديمقراطية و حقوق الإنسان و الحريات: هذه مواضيع تحتاج لوعي يتأسس عليه ثورة مجتمعية تقودها النخب المثقفة الحقيقية لا النخب المزورة التي تظهر لنا على الشاشات.

 أردف ” نحن نعاني من أزمة النخب المثقفة أولاً قبل معاناتنا من نتائج أي انتخابات شعبية أو لصوص انتزعوا السلطة و استحوذوا على المال العام

نوه ” عندما تغيب النخب المثقفة عن أي مجتمعات داخل أي دولة، و يغيب من يحمي الأمن و القانون ماذا سنتوقع ، إن ماما يحصل في ليبيا أمر طبيعي و واقعي جداً ، ففاقد الشيء لا يعطيه لا توجد نخب مثقفة حقيقية و فاعلة في ليبيا يمكنها تكوين تحالف مع رأس مال وطني يستطيع إنتاج منصات إعلامية محترمة تنشر ثقافة القانون و الوعي بحقيقة الديمقراطية و حقوق الإنسان و المواطنة و الحريات العامة و الخاصة و أهمية الدستور.

وأفاد ” ما حدث هو العكس تحالف بين رأس المال و اللصوص مع العصابات المسلحة الدينية الطائفية الإرهابية و عصابات مناطقية و قبلية ، كل ذلك رسخ الفوضى و التشرذم و الفساد و المظالم بعد ظهور الجيش و انتصاره على العصابات في المنطقة الشرقية وظهور مجتمع آمن و أجهزة أمنية و شرطية لم تدعم الأمم المتحدة و القوى العالمية هذا الجيش الذي ولد بمعجزة ، بل عملت على خلق توازن بينه و بين العصابات المسيطرة على غرب البلاد .

أشار إلى أنه ” لقد وفرت هذه الانتفاضة: حرية النهب، و لم توفر أي شيء آخر ، و تدمير الجيش الليبي و الأجهزة الأمنية، واستبدالها بعصابات مسلحة من المدنيين ذوي الانتماءات العصبية الدينية و المناطقية و القبلية ورسخ الفوضى والمظالم .

تغيرت ليبيا جذريا

اعتبر ” الصغير أحمد “هذه الثورة تاريخ مرجعي لحرب أهلية غيرت ليبيا جذريا اقتصاديا وسياسيا، هناك من يصف أمثالي بالعبيد أو التافهين بينما هم محسوبون قادة لما يدعون أنها ثورة وهم الآن في المهجر أو خارج إطار الدولة أو مطلوبين أساسا لمتقلدي أمور الدولة. الثورة لم تحقق شيئا و ذهبت بنا نحو الأسوأ .

ويرى ” رمضان محمد” أن ثورة الـ 17 من فبراير لم تحقق شيئا بل ذهبت بالوطن للأسوأ. بينما يعتقد “أحمد بارود ” أنها نكبة جرت البلاد إلى هاوية الله أعلم بمنتهاها .. نادم أشد الندم لتأييدي لها فيما سبق.

نشارك في الاحتفاء بحثا عن ملاذ للفرح

أشار إلى أنه ” الاحتفالات و أجواء الفرح المؤقتة في ذكرى ثورة فبراير ، أغلب من سيُشارك في احتفالات الذكرى الحادية عشر لثورة فبراير، سيُشارك فيها لأنه يبحث عن ملاذ للفرح، يبحث عن انتصار ولو بسيط لا يُرَى ، الناس تحاول أن تجد طوق النجاة أو استعداء ذكريات ربطت حياتهم منذ اندلاع الثورة، التي يرى فيها جزء من أهلنا في ليبيا بأنها نكبة.

وذكر ” لأنصار ثورة فبراير، احتفلوا وابتعدوا عن المفردات الرخيصة، ابتعدوا عن تلك المفردات التي لا فائدة منها ، وحاولوا أن لا تجرحوا مشاعر من لا يحتفل بها، التمسوا لهم العذر، هم ليسوا السبب في سرقة وطنهم، حاولوا أن تتفهموا ربّ الأسرة وهو يبتسم صُحبة أسرته في الميادين، حاولوا أن تتفهموا معنى البحث عن الانتصارات الصغيرة، الفرح المؤقت ، المشاعر التي ما تزال صادقة عند نسبة لا بأس بها من الليبيين اتجاه ثورة شاركوا فيها، بدوافع وطنية لم يكن في بالهم أن هناك من فكّر ونفّذ مجازر

يرى  ” أنور الباشا” جهل + سلاح = كارثة ، أرى انتفاضة فبراير مجرد حالة مخاض نتج عنها كائن مشوه ، يحتاج للمزيد من الجهد والوقت لتقويمه أو إعلان وفاته.

قال ” أحمد عبد السلام قرابة 800 مليار من 2011 إلى الآن 2022 صرفت ونهبت باسم الحرية والشهداء والثورة قرى دمرت مصانع فككت ونهبت أراضٍ ومبانٍ ملك للشعب سرقت وبيعت أموال مجمدة نهبت وأصبحت تباع بالكيلو، و يأتي شخص يقول احتفال ، على ماذا تحتفلون؟

منحتنا الحرية فأسأنا استخدامها

أوضح “عبد الرحمن “محمد  الثورة منحتنا الحرية، ولكننا أسأنا استخدامها ، تحيا الحرية ،ويسقط الجهل.

تخبط و صراع بين الساسة

أضاف ” حمزة أحمد ” لم يتحقق أي هدف من أهدافها وكل ما يحدث هو تخبط بين الساسة وصراع على السلطة ، إنها تحتاج إلى الكثير من عمليات التجميل لكي يكون شكلها مقبولا.

الحل هو الوعي وترك الأنانية ، تتضح الرؤية ويتضح طريق المستقبل المشرق. الثورات سادتها الشعب وليس الساسة. وأكد ” الثورة لم تنحرف عن مسارها وهي باقية، والدليل خروج المواطنين بزخم للاحتفال بالذكرى الـ11، والثورات سادتها الشعب وليس الساسة بالرغم من أن من امتطاها المتسلقون.

استتباب الأمن حلم لم يتحقق.

 وأوضح” أن أهم إنجاز للثورة هو الإعلان الدستوري والانتخابات وحرية الكلمة و التعبير و التداول السلمي على السلطة وحرية الإعلام الصحفي، أما ما لم يتحقق هو استتباب الأمن والحالة المعيشية والرخاء والتعليم و الصحة والطرق والبنية التحتية وغيرها “.

 وأجابنا” حسن محمد أبوكتيف رئيس مجلس إدارة جمعية ذكرى لرعاية الأطفال و ذوي الاحتياجات الخاصة بسبها قائلاً” ما نأمل أن يؤمن من الانحراف هو الاتجاه لانتخابات برلمانية ورئاسية مباشرة واستفتاء على دستور دائم يؤمن الثبات والاستقرار للبلد، و ما تحقق حتى الآن لا يرقى لطموحات المواطن في الاستقرار والدولة المبينة على المواطنة” .

 “نحن واقعون تحت استهداف دولي ومركز لصراعات وأطماع محلية جهوية ضيقة قد تمنعنا من الوصول لانتخابات نزيهة وشفافة”.

 ومن وجهة نظر أخرى قال ” إدريس احميد صحفي ومتابع للشأن السياسي الليبي والمغاربي” أولاً علينا تعريف ما حدث في ليبيا هل هي انتفاضة أم ثورة؟ مع الاحتفاظ بالمطالب المشروعة لليبيين، ولكن تدخل الناتو من خلال القرارات الدولية 71 و73، وما تعرضت له البلاد من قصف طال المؤسسات وطال بعض الأبرياء يطرح التساؤل هل هي انتفاضة أم ثورة؟ !”

وتابع ” بعد 11 عاما ليبيا لا زالت تعاني من الانقسام والتشظي و الاقتتال و وجود التشكيلات المسلحة وغياب المصالحة الوطنية و الثقة، وأيضا الأزمة الاقتصادية والقفز على أول انتخابات رئاسية بليبيا حيث ذهب ما يقارب من اثنين مليون و ثمان مئة للتسجيل في منظومة الناخبين ولكن تم القفز على إرادتهم ما يطرح تساؤلا وهو أين هي الثورة ؟ وأين هم الثوار؟ وأين هو المجتمع الليبي؟

الليبيون يتطلعون إلى التنمية وإلى الأعمار

ويرى احميد ” أن ما حدث هو انقسام في البلاد، أما المطالب بغض النظر عما حصل في عام 2011، الليبيون يتطلعون إلى التنمية وإلى الإعمار وإلى التوزيع العادل للثروة وإلى توفير فرص العمل وهذا ما لم يحدث على مدى طيلة أحد عشر عاما، و الأزمات تزداد على الأبرياء الذين سقطوا ضحايا الحروب وضياع الشباب و انهيارالحدود والهجرة غير القانونية والفوضى التي تشهدها البلاد ” و أما بخصوص الانتخابات قال” تم التعتيم عليها ولم نر حراكا في الشارع وإن وجد خجولا لا يذكر ولا اعتصامات ولا عصيان مدني وهذا ما يعني بأن البلاد ليست جاهزة لهذا الاستحقاق، ولذلك أرى بأن المجتمع الليبي يحتاج لشخصية قوية تنشر الاستقرار و الأمن “.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :